Site icon صحيفة الوطن

إعلام العدو: الاستنفار بانتظار رد حزب اللـه ينهك الجيش ويعرضه للأخطاء … نتنياهو: لن ننسحب من فيلادلفيا ونتساريم وبريك: حقل ألغام يؤدي إلى حرب إقليمية

بينما جدد رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أمس تمسكه ببقاء جيشه في محور «فيلادلفيا» على الحدود بين غزة ومصر، وفي ممر «نتساريم» الذي يقسم قطاع غزة إلى قسمين، رافضاً الانسحاب «تحت أي ظرف»، رأى اللواء في احتياط جيش الاحتلال إسحاق بريك أن محور فيلادلفيا أصبح حقل ألغام رئيسياً في الاتفاق على صفقة الأسرى، وأن عدم تحريرهم قد يؤدي إلى مقتلهم كلهم وإلى حرب إقليمية، في حين أكدت وسائل إعلام إسرائيلية أنه لا يمكن للقوات والتشكيلات الإسرائيلية أن تبقى مُستنفرة وهي تنتظر الرد من حزب الله.
ونقلت صحيفة «معاريف» الإسرائيلية عن نتنياهو قوله لممثلي عائلات أسرى إسرائيليين في غزة: «إسرائيل لن تغادر تحت أي ظرف من الظروف محور فيلادلفيا وممر نتساريم رغم الضغوط الهائلة التي تتعرض لها للقيام بذلك»، مضيفاً: «هذه أصول إستراتيجية، عسكرية وسياسية على حد سواء»، وجاءت تصريح نتنياهو بعد ساعات من إعلان الرئيس الأميركي جو بايدن ووزير خارجيته أنتوني بلينكن أن نتنياهو وافق على الأفكار المطروحة للتوصل إلى اتفاق تبادل أسرى ووقف إطلاق نار في غزة.
وفي السياق، قال بريك في مقالٍ بصحيفة «معاريف» الإسرائيلية، إن نتنياهو ورئيس هيئة أركان الجيش هرتسي هاليفي، ووزير الدفاع يوآف غالانت «يذرون الرماد في العيون حول ضرورة البقاء في محور فيلادلفيا»، وذلك على الرغم من أن «الجيش يقول إنه لا جدوى من بقائه هناك، لأن نقل الأسلحة والذخائر من سيناء إلى القطاع لا يتوقف».
وأضاف «قبل أيام قليلة من بدء الجيش مناوراته في قطاع غزّة، اجتمعت ببيبي نتنياهو وجهاً لوجه، وسألته عما إذا كان الجيش الإسرائيلي يخطط لحفر القناة، لأنّها وحدها القادرة على ضمان سد الأنفاق ووقف نقل الأسلحة والذخائر ووسائل الإنتاج إلى حماس عبر الأنفاق، فهي بالون الأوكسجين لحماس»، إلا أن جواب نتنياهو كان أن «مثل هذا الإجراء مستحيل لأسباب كثيرة».
وفي هذا الإطار، أوضح بريك أنه في نهاية حديثه مع نتنياهو فهم أن «بيبي يدرك تماماً أن ليس لدى الجيش الإسرائيلي حل لمسألة محور فيلادلفيا من دون إغلاق الأنفاق التي تمر تحت المحور»، وأنّ «تموضع الجيش الإسرائيلي فوق محور فلادلفيا ليس له أي معنى».
وأضاف بريك: «كل ذلك، لم يمنع بيبي نتنياهو من طرح شرط لا مساومة فيه بإبقاء قواتنا على محور فيلادلفيا، الآن أيضاً في مؤتمر القمة في الدوحة، وهو الشرط الذي سيمنع التوصل إلى اتفاق لتحرير الأسرى.
وأكّد اللواء الاحتياط أن «رئيس الأركان لو كان يؤمن بالأهمية الحاسمة للتمسك بمحور فيلادلفيا لقال ذلك بكل حزم، وليس كلاماً يُحمل على وجهين»، ذلك فضلاً عن أن «هليفي يدرك أنه لا جدوى من الوضع الحالي في السيطرة على محور فيلادلفيا»، حسب بريك الذي اعتبر أن هليفي يريد ببساطة تمجيد «نجاحاته» التي لم يحقق فيها أي هدف من أهداف الحرب: «لا تقويض حماس ولا تحرير جميع الأسرى».
وبيّن بريك أنه تحدث إلى قادة وجنود ميدانيين خدموا لعدة أشهر في محور فيلادلفيا، مفيداً بأنّهم قالوا له «لا يوجد قتال وجهاً لوجه مع حماس»، لافتاً إلى أن «حماس تمارس حرب عصابات، تقوم بزرع العبوات وتفخيخ المنازل التي تدخلها قواتنا، ومعظم الإصابات في صفوفنا هي من دخول منازل مفخخة ونيران حماس المضادة للدروع، التي تخرج من فتحات الأنفاق وتطلق النار وتختفي مرة أخرى داخل الأنفاق».
كذلك كذّب بريك كلام رئيس الأركان والمتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي بشأن تسجيل «ما يقرب من ألف قتيل من حماس في معارك رفح»، واصفاً كلامهما بأنّه «كذب صارخ»، وشدّد على أن قوات الجيش في محور فيلادلفيا «لا تملك السيطرة المطلقة على الأنفاق التي تمر من تحتها»، لافتاً إلى ما ذكره المقاتلون الذين أكدوا أن «عشرات الأنفاق التي عرضها المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي في رفح، على أنه ضربها الجيش، كانت في معظمها أنفاقاً لا تعبر الحدود تجاه سيناء، بل أنفاق تستخدمها حماس في رفح نفسها»، وأضاف «تلك الأنفاق التي يزعم الجيش الإسرائيلي أنه دمرته ليست سوى رأس جبل الجليد».
وختم بريك كلامه بأن «نتنياهو بهذه الحيلة، يفجر محادثات القمة في الدوحة ويعرض حياة الأسرى وإسرائيل للخطر»، مع تشديده على ضرورة «امتناع رئيس الأركان ووزير الأمن ورئيس الشاباك ورئيس الموساد، عن التعاون مع قرارات نتنياهو، وعدم الاكتفاء بالحديث عن وقف إطلاق نار وإنقاذ الأسرى».
على خط موازٍ، أكدت صحيفة «إسرائيل اليوم» أمس الثلاثاء، أن الانتظار الطويل لرد حزب اللـه قد يؤدي إلى إضعاف اليقظة الإسرائيلية، وقال المحلل العسكري في الصحيفة يوآف ليمور، إن القوات والتشكيلات الإسرائيلية لا يُمكنها أن تبقى مستنفرة، وهي عرضة للأخطاء، موضحاً أن «الطائرات من دون طيار أصبحت تحدياً كبيراً لقوات الجيش الإسرائيلي، كما ثبت مرّة أخرى (أول من) أمس (الإثنين) في الحادثة التي قُتل فيها جندي إسرائيلي في الجليل الغربي»، بينما، أكدت «يديعوت أحرونوت» أنه إذا كان هناك شيء أسوأ من الكارثة، فهو انتظار حدوثها، وعدم اليقين بشأن متى وكيف وبأي شدة ستحدث، لافتةً إلى أن «الانتظار في حالة من عدم اليقين هو وقود القلق».

Exit mobile version