Site icon صحيفة الوطن

لعنة أم قتل؟

| حسن م. يوسف

قيل قديماً: عندما يختلف اللصوص يظهر المسروق. وخلاصة ما تقرره التجربة عبر التاريخ: عندما يختلف رجال السياسة تظهر الحقيقة! قبل أيام أجرى د. فيل ماكجرو، في البرنامج الذي يحمل اسمه، حواراً تلفزيونيا مثيراً مع روبرت إف. كنيدي المرشح المستقل لرئاسة الولايات المتحدة. صحيح أن من هم خارج أميركا لا يسمعون إلا بمرشح الحزب الجمهوري ورمزه الفيل، ومرشح الحزب الديمقراطي ورمزه الحمار، لكنني اكتشفت عندما حضرت الانتخابات الأميركية عام 1996 أن عدد المرشحين الرسميين لخوض انتخابات الرئاسة في أميركا قد يصل إلى عشرة، ومن بين المرشحين للانتخابات المقبلة، أواخر العام الحالي روبرت إف. كنيدي الابن. ولا شك أن لقاءه مع الدكتور فيل هو محاولة جادة منه لجعل العالم يسمع به.
وقال روبرت إف. كنيدي الابن في اللقاء الذي بثَّ على شبكة «سي بي إس» الأميركية أشياء لا يجوز تجاهلها، فقد أكد أن أميركا هي من أسست داعش، وأشار إلى أن أميركا هي السبب الرئيسي بجميع الحروب في العالم الحديث، إذ لديها 800 قاعدة عسكرية حول العالم، في حين للصين خارج حدودها ثلاث قواعد عسكرية فقط، وكذلك روسيا. واتهم كنيدي الحزبين الجمهوري والديمقراطي بأنهما حزبا حرب، وحمَّلهما مسؤولية كل مآسي منطقتنا العربية، كما حملهما مسؤولية الحرب في أوكرانيا، والأخطر من كل ما سبق هو أنه اتهم أميركا بنشر الأوبئة في العالم.
لست أنكر أن أول ما تبادر لذهني هو أن تصريحات روبرت كنيدي هذه، قد تسهم في جعل مُطْلِقِها يلحق قريباً بأقاربه الذين غيب الموت بعضهم في ظروف واضحة! فقد قُتل الرئيس جون إف كنيدي في تشرين الثاني عام 1963، كما تم التخلص من قاتله بعد أيام، لإغلاق الدائرة. وبعده بخمسة أعوام قُتل شقيقه روبرت إف كنيدي في حزيران 1968 أثناء حملته الانتخابية في لوس أنجلوس. وفي عام 1999، قتل جون كنيدي جونيور وزوجته كارولين وشقيقة زوجته بعد تحطم طائرتهم قبالة ساحل ماساتشوستس. وفي عام 1984 فَقدت إثيل وروبرت إف كينيدي ابنهما ديفيد بسبب جرعة زائدة من المخدرات في أحد فنادق فلوريدا، كما فقدا ابنهما مايكل في حادث تزلج عام 1997.
وقبل خمسة أعوام توفيت سويرس كينيدي هيل، حفيدة روبرت إف. كنيدي الابن، البالغة من العمر 22 عاماً. صحيح أن العائلة تكتمت على سبب الوفاة إلا أن بعض الصحف أشارت إلى أن السبب هو جرعة زائدة من المخدرات. بعض الصحفيين يرجعون هذه المصائب لنزول لعنة بآل كنيدي، لكن الضالعين في التاريخ لهم رأي آخر، إذ يرى هؤلاء أن سبب اغتيال جون إف كنيدي هو المعركة الكبيرة التي كانت دائرة بينه وبين الحكومة (الإسرائيلية) برئاسة بن غوريون حول برنامجها النووي. إذ إن كنيدي كان مصمماً على منع الكيان من امتلاك السلاح النووي، وعندما ساعدت فرنسا الكيان ونجح في بناء أول مفاعل نووي، ساهمت فرنسا بشكل كبير في بناء القوة النووية الإسرائيلية، وذلك بمنحها تلك التكنولوجيا خلال خمسينيات القرن الماضي، ومساعدتها في بناء أول مفاعل نووي.
أصر كنيدي على ضرورة تفتيش المنشأة النووية (الإسرائيلية) وهذا الأمر لم يتم حتى الآن. كما طالب بتسجيل المجلس الصهيوني الأميركي المعروف الآن باسم (آيباك) تحت صفة (عميل دولة أجنبية) ونرى الآن مدى الفشل في تحقيق هذا الهدف من خلال سيطرة آيباك على كل السياسيين الأميركيين، الأمر الذي تجلى بتصفيق الكونغرس 82 مرة خلال كلمة النتن ياهو قاتل أطفال غزة، التي دامت 52 دقيقة. أما أخطر قرارات كنيدي فهو الأمر التنفيذي رقم 11110 الذي ألغى بموجبه السلطات غير الدستورية التي كان يملكها الاحتياطي الفدرالي الأميركي المكون من 12 مصرفاً خاصاً، والتي تمكِّنه من إصدار السندات القائمة على الديون، وإعادة تلك السلطات للشعب، لإصدار سندات مقومة بالفضة لا بالديون. والجميع يعلم من يملك البنوك الخاصة الكبرى في أميركا.
بعد الانتهاء من كتابة هذا المقال بساعات عقد روبرت إف. كنيدي الابن مؤتمراً صحفياً بولاية أريزونا أعلن فيه تعليق حملته الانتخابية ودعمه لترامب رغم أنه بدأ الترشح كديمقراطي! فهل فعل روبرت ذلك كي ينجو بريشه؟ أم وراء الأكمة ما وراءها؟

Exit mobile version