Site icon صحيفة الوطن

عراقجي لنظيره الفنزويلي: لكاراكاس مكانة خاصة في سياستنا الخارجية … بزشكيان: لو اتحد العالم الإسلامي لما ارتكب الاحتلال هذه الحماقات

أكد الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان أن الاحتلال الإسرائيلي لما تجرأ على ارتكاب الحماقات التي يقوم بها حالياً، لو كانت الدول الإسلامية متحدةً، من جانب آخر أكد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي لنظيره الفنزويلي إيفان خيل بينتو الرؤية الإستراتيجية للحكومة الإيرانية الجديدة إلى أميركا اللاتينية، لافتاً إلى أن فنزويلا تتمتع بـ«نظرة خاصة في السياسة الخارجية الإيرانية».
وحسب وسائل إعلام إيرانية أكد بزشكيان أن الاحتلال الإسرائيلي لما تجرأ على ارتكاب الحماقات التي يقوم بها حالياً في المنطقة، وأنّ الولايات المتحدة أو أي دولة أوروبية أخرى لما مارست غطرستها لو كانت الدول الإسلامية متحدةً.
وفيما يتعلق بالداخل الإيراني، شدد بزشكيان على ضرورة «تعزيز الوحدة والوفاق الوطني»، معتبراً ذلك «السبيل الوحيد من أجل حل المشكلات»، وأشار إلى أن «الأعداء يحاولون إثارة الخلاف داخل المجتمع الإيراني»، مؤكداً وجوب «ألا ننخدع، وأن نحافظ على تماسكنا».
وأضاف: «العالم كله سعى إلى تدميرنا في بداية انتصار الثورة الإسلامية، لكنه لم ينجح في أخذ ولو شبراً واحداً من ترابنا، لأنّنا كنا متحدين ووقفنا في وجهه بكل ما أوتينا من قوة».
وإذ لفت الرئيس الإيراني إلى وجوب السعي لإحقاق حقوق الشعب والمجتمع في إيران، فإنّه وعد بـ«الصدق والتصرف وفقاً للحق والعدل، والعمل وفقاً للعهد مع الإمام الخميني».
كذلك، توجه بزشكيان بالشكر إلى مجلس الشورى الإيراني على منحه الثقة لجميع وزرائه في الحكومة الـ14 للبلاد.
بدوره، أكد وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، أن المقاومة هي «من أهم أركان سياستنا الخارجية»، وذلك في تصريح أدلى به على هامش زيارته إلى مرقد سلفه، الشهيد حسين أمير عبد اللهيان.
وشدد عراقجي على أن الترابط بين الجمهورية الإسلامية ومحور المقاومة هو «ترابط بنيوي»، موضحاً أن طهران «توظّف كل إمكاناتها وقدراتها دعماً للمقاومة وفلسطين المحتلة».
وتطرّق إلى عملية «الوعد الصادق»، التي نفّذتها إيران ضد الاحتلال الإسرائيلي في نيسان الماضي، مؤكداً أنها كانت «مصداقاً بارزاً وممتازاً جداً للتنسيق الكامل بين الدبلوماسية والميدان»، إذ إنها «جاءت رداً على اعتداءات الاحتلال، وأوقفت توسيع رقعة الحرب، الذي كانت تسعى إليه إسرائيل».
من جانب آخر أكد عراقجي خلال اتصال هاتفي تلقاه من نظيره الفنزويلي، إيفان خيل بينتو، أن فنزويلا «تتمتع بمكانة خاصة في السياسة الخارجية الإيرانية»، مضيفاً: إن رؤية الحكومة الإيرانية الجديدة إلى أميركا اللاتينية، وخاصةً فنزويلا، هي «رؤية إستراتيجية»، كما أدان أي تدخل أجنبي في شؤون فنزويلا الداخلية.
بدوره، قال خيل بينتو لعراقجي: إن بلاده «واثقة بأن التوافقات ووثائق التعاون بين البلدين ستحظى باهتمام خاص من الحكومتين الفنزويلية والإيرانية».
ونقل الوزير الفنزويلي تحيات الرئيس نيكولاس مادورو وتهنئته الحارة إلى نظيره الإيراني مسعود بزشكيان، معلناً رغبة بلاده في مواصلة التعاون ودفع القضايا المدرجة على جدول أعمال العلاقات مع إيران.
وأعرب وزيرا خارجية إيران وفنزويلا عن استعداد الحكومتين لتبادل الوفود الرفيعة المستوى ومواصلة المحادثات من أجل دفع القضايا المدرجة على جدول أعمال العلاقات الثنائية، وإيجاد مجالات جديدة للتعاون.
وتربط طهران وكراكاس علاقات تاريخية وثيقة، بينما ازدادت الروابط بين البلدين في عهد الرئيس الراحل إبراهيم رئيسي، الذي سعى إلى تعزيز هذه العلاقات مع دول أميركا اللاتينية.
وفي وقت سابق قال خيل بينتو: إن «الولايات المتحدة الأميركية تكشف ادعاءاتها الاستعمارية الجديدة، وتهاجم سيادة الشعب الفنزويلي، من خلال محاولة إعادة إصدار حادثة خوان غوايدو المحرجة في نسختها الثانية (في إشارة إلى إدموندو غونزاليس)، وتستمر في مهزلتها لمواصلة الاستيلاء على موارد الشعب الفنزويلي».
وأضاف: إن تصريحات الولايات المتحدة «تستند إلى أكاذيب تستخدمها وكالات استخباراتها منذ أكثر من 30 عاماً لإحداث تغييرات في الحكومة وفرض حكام عملاء يستجيبون لمصالحها، في حين اختار الشعب من جديد الرئيس نيكولاس مادورو من خلال التصويت الحر والديمقراطي، وأكد من جديد أن فنزويلا دولة مستقلة ذات مؤسسات قوية، وهذا ما أعربت أغلبية البلدان عن تقديرها واحترامها له.
وأكد وزير الخارجية «فشل خطة الإرهاب والعنف في الشوارع، وفشل العملية الانتقالية المفترضة، وفي المقام الأول إخفاق إستراتيجية التمرد، لأن القناعة الديمقراطية للشعب الفنزويلي هي التي سادت».
وقبل يومين صدقت محكمة العدل العليا في فنزويلا على نتائج الانتخابات الرئاسية في البلاد، التي أُجريت في 28 تموز الماضي، وأدّت إلى إعادة انتخاب الرئيس نيكولاس مادورو للفترة 2025-2031.
وجاءت المصادقة استناداً إلى النتائج النهائية للتحقيق في المواد الانتخابية المتخصصة بشأن الاستئناف الانتخابي، الذي وُصف بـ«المثير للجدل».
وأبلغت رئيسة محكمة العدل العليا، كاريسليا رودريغيز، أن «كل المواد الانتخابية، المقدَّمة من المجلس الانتخابي الوطني والأحزاب السياسية، سيتم الاحتفاظ بها في الغرفة الانتخابية في محكمة العدل العليا».
وشهدت فنزويلا أعمال عنف وتخريب في الأيام التي أعقبت الانتخابات التي أعلنت مادورو رئيساً للبلاد، وذلك دعماً للمعارضة ولدفع مادورو نحو الاستقالة، حيث كان يتم الترويج للاحتجاجات على نطاق واسع عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
وأعلن مادورو أن «الانقلاب الذي حاول الإرهابيون القيام به ضد فنزويلا بعد الانتخابات، هو انقلاب من شبكات التواصل الاجتماعي بهدف زرع التفرقة والكراهية، وتقف خلفه عصابات إجرامية ومأجورة».

Exit mobile version