Site icon صحيفة الوطن

خطوة.. بانتظار خطوات

| غسان شمه

هل نحن على أبواب مرحلة جديدة كروياً؟.. وهل ستشكل النافذة التدريبية الإسبانية رافعة لسقف طموحاتنا في الأيام القادمة؟ وقبل ذلك، وبعده، هل توصل أصحاب القرار والمعنيون، داخل اتحاد الكرة، إلى قراءة مشتركة ووافية للمشهد الكروي، بمحطاته الماضية وبألوانه المتباينة في فشلها قبل نجاحها، حيث يمكننا الحديث عن «رؤية تأسيسية» متكاملة لعمل يكون المستقبل البعيد منارة في تشييد خططه وتفاصيله للخروج من الدائرة الضيقة التي لا ننفك نعود إليها في نهاية الكثير من الاستحقاقات الحقيقية الكبرى؟ وبالتالي هل ستترافق هذه الخطوة مع خطوات لا تقل عنها أهمية بتقديرنا، على الصعيد المحلي، حيث يمكن البناء على الدوري ليكون خزاناً لمواهب ولاعبين محترفين يمد المنتخبات بما تحتاجه فعلاً مع الاستفادة من المحترفين في الخارج؟

قد يقول أحدهم إننا نذهب بعيداً فيما قلنا، أو تمنينا، قياساً على الواقع والتجارب السابقة خلال سنوات قليلة مضت لم يثمر الكثير منها سوى الخيبة.. وهذا بالتحديد ما يدفعنا للحديث اليوم ونحن مقبلون على التعاقد مع مدرب له تجربته التي تؤهله للقيام بدور كبير لدفع كرتنا إلى الأمام على المستوى النظري.

وإذا أردنا مواجهة أنفسنا بصدق، وهناك من يريد ذلك، على أمل تجاوز الواقع بما فيه من مشكلات مالية وإدارية وفنية، وخاصة على مستوى الدوري، فإن المهمة كبيرة وشاقة تحتاج إلى آليات عمل لا تقتصر على المنتخب الأول، كما أشرنا سابقاً، الأمر الذي يرتب على أنديتنا أدواراً مهمة في سياق عملية البناء الكروي، إذ يبقى النادي هو اللبنة الأولى في هذه العملية التي تحتاج لتضافر جهود مختلفة ومتواصلة، وهو ما يعني استعادة الدور الأساس للنادي في العمل على المواهب وتنميتها لتطوير اللعبة كل من موقعه، بدلاً من الاقتصار على عدد من اللاعبين المحترفين الذين تتم مداورتهم بين الأندية وفق الإمكانات المادية، ما خلق مشكلات جديدة وخاصة في ظل الشح المالي الذي تعانيه معظم الأندية، وبشكل متفاقم عند بعضها، مع الإشارة إلى اعتناء البعض بلاعبين في فرق الأعمار الصغيرة، لكن ذلك ما زال دون الطموح الذي يمكن أن يثمر بالشكل المطلوب.

مرة أخرى سنكون أمام مشكلة المال التي جرّت وراءها العديد من المشكلات تجلت وبشكل نافر في إحجام الكثيرين عن العمل الإداري في الأندية، ولديكم شاهد فاقع اليوم على ذلك في ما يحدث مع ناد عريق تغيرت إدارته أكثر من مرة قبل أن يبدأ عمله.

النجاح وتحقيق الطموحات يحتاجان إلى أكثر بكثير من التعاقد مع مدرب قدير، وأصحاب الشأن يعرفون ذلك وغالباً ما يعترفون به ولكن… لنترك هذه الـ«لكن» للأيام القادمة على أمل مؤجل!!

Exit mobile version