Site icon صحيفة الوطن

شقاق بين ميليشيات أردوغان حول افتتاح المنفذ … تظاهرات مؤيدة لافتتاح «أبو الزندين» في مدينة الباب والكرة بملعب أنقرة

| حلب- خالد زنكلو

خرجت تظاهرات شعبية أمس ولليوم الثاني على التوالي، في الباب تطالب بافتتاح منفذ «أبو الزندين»، الذي يصل المدينة التي تسيطر عليها ميليشيات رئيس الإدارة التركية رجب طيب أردوغان، بمناطق الحكومة السورية بريف حلب الشمالي الشرقي.

يأتي ذلك في ظل تواصل الاحتجاجات المناوئة لافتتاح المنفذ من مدنيين بلباس عسكري منضوين في صفوف ميليشيات تابعة لإدارة أردوغان ومتضررة من وضع المنفذ في الخدمة، وذلك في اليوم الثامن من افتتاح المنفذ رسمياً، الذي ما زال مغلقاً أمام الحركة التجارية حتى أمس.

مصادر أهلية في مدينة الباب بينت أن موالين لفتح المنفذ خرجوا أمس والليلة ما قبل الماضية في مدينة الباب رافضين للتدخلات الخارجية في شؤون مدينتهم، في إشارة إلى المسلحين الذين قدموا من ريف حلب الشمالي عن طريق ميليشيات مناوئة لافتتاح المنفذ، وأقاموا خيمة اعتصام على الطريق المؤدي إلى بوابته الرئيسية، وبزي مدني لمنع أي شاحنة تجارية من الوصول إليه.

وبينت المصادر لـ«الوطن» أن المتظاهرين المؤيدين لفتح «أبو الزندين» وعددهم بالعشرات، أطلقوا هتافات تقول: «بدنا فتح المنفذ»، وحملوا لافتات كتب عليها «نعم لفتح المنفذ ونرفض التدخل في شؤون مدينتنا»، واتهم بعضهم في تصريحات لوسائل التواصل الاجتماعي بأن من يعمل على منع افتتاح المنفذ «عميل لأميركا» ويخدم مصالحه في تهريب البضائع عبر المنافذ غير الشرعية.

ولفتت المصادر إلى أنه ليس هناك ما يحول دون إعادة افتتاح «أبو الزندين»، باستثناء وجود متظاهرين مناوئين لافتتاحه في خيمة الاعتصام، وذلك بعد استقدام جيش الاحتلال التركي وما يسمى «الشرطة العسكرية» التابعة لإدارة أردوغان، تعزيزات عسكرية كبيرة إلى حرم المنفذ وفي محيطه.

وشهد «أبو الزندين، في اليوم الأول من افتتاحه رسمياً في 18 الشهر الجاري دخول مسلحين إلى حرمه، حيث منعوا الشاحنات التجارية المحملة بالبضائع من العبور نحو مناطق الحكومة السورية، إثر نجاح المهمة في اليوم السابق التجريبي، على حين أطلق مسلحون في اليوم الثاني والثالث من افتتاحه قذائف هاون باتجاهه أوقفت العمل فيه، على غرار ما حدث في 27 حزيران الفائت عندما كسر مسلحون محتويات المنفذ، الذي وضع في الخدمة منتصف العام 2019 ثم ما لبث أن توقف منتصف آذار 2020 جراء جائحة «كورونا».

مصادر معارضة مقربة من ميليشيات إدارة أردوغان في مدينة الباب، أكدت وجود انقسام وشقاق واضح في صفوف تلك الميليشيات، بين فريق معارض همه الحفاظ على مكتسباته من منافذ التهريب الأخرى أو إشراكه في إيرادات «أبو الزندين» في حال افتتاحه، وفريق آخر أوكلت إليه مهمة حماية المعبر وإدارته والحصول على إيرادات منه، مثل «الشرطة العسكرية» وميليشيا «السلطان مراد»، لذلك يعمد كل فريق على الدفع بمدنيين أو مسلحين تابعين له للخروج بتظاهرات مؤيدة ومعارضة لافتتاح المنفذ.

ورمت المصادر، في تصريحات لـ«الوطن» الكرة في ملعب أنقرة التي بات لزاماً عليها حسم أمرها حيال وضع المنفذ في الخدمة نزولاً عند رغبة الضامن الروسي الذي اتفق مع إدارة أردوغان على إنجاز هذا الاستحقاق، ضمن سلسلة «تفاهمات»، قد تشمل وضع منافذ تجارية أخرى وطرق دولية في منطقة «خفض التصعيد» في الخدمة، خدمة لمصالح الدولتين الجارتين سورية وتركيا وشعبي البلدين.

ورأت المصادر أن إدارة أردوغان، وبعد فشلها في فرض إرادتها على متزعمي الميليشيات التابعة لها خلال اجتماعين عقده ضباط استخباراتها معهم للاتفاق على فتح المنفذ، قد تلجأ إلى تسليم إدارته لإدارة مدنية على أن تظل حمايته لميليشياته الموكل إليها هذا الأمر.

Exit mobile version