Site icon صحيفة الوطن

صحفيون إسرائيليون يعترفون بفشل هجوم نتنياهو على لبنان

| تحسين حلبي

بعد كل جولات الحرب التي شنها منذ توليه رئاسة الحكومة عام 2009 وأصبحت تزيد على خمس حروب، ها نحن نشهد آخرها في حرب في قطاع غزة، ما زال بنيامين نتنياهو يثبت عجزه هو وكيانه عن تحقيق أهدافهما بتصفية المقاومة الفلسطينية واللبنانية ومقاومة بقية أطراف محور المقاومة في سورية وإيران والعراق واليمن. ورغم وجوده كصاحب قرار طوال 15 عاماً ورغم الدعم الأميركي والغربي لكيانه كل الأشكال وبسخاء لا نظير له، لم يحقق كل ما هدفت إليه الولايات المتحدة، ولذلك أصبحت هزائم كيانه هزائم لها ولعواصم الدول الغربية على يد محور المقاومة بكل أطرافه، وكانت عملية طوفان الأقصى قد ألحقت به هزيمة مزدوجة أولها من المقاومة، والثانية من المستوطنين أنفسهم وبعض قادة الجيش الذين فقدوا ثقتهم به وبقيادته وبعجزه عن تحقيق أهدافهم، وحول هذا الموضوع قال الصحفي الإسرائيلي دان بيري في مجلة «زمان يسرائيل» بتاريخ 23 من شهر آب الجاري تحت عنوان «الأكاذيب التي لا تنتهي تسبب صدمة للإسرائيليين»، إن «الافتراض الراسخ بأن نتنياهو يكذب هو دائماً أمر سيئ، فقد يقع الإسرائيليون في الفخ في بعض الأحيان، لكنهم لا يحبون أن يسخر منهم رئيس حكومتهم نتنياهو، فهذه مشكلة خطيرة كثيرة المضاعفات عندما يطلب المشتبه فيه الكاذب خوض معارك لا يمكن تصورها في كل مجالات الحياة والموت، وهي تسبب أكثر من مشكلة، وهذه بالفعل صدمة وطنية، وحالة طوارئ في حد ذاتها».
وتابع بيري: «إذا أدت المناورات الراهنة التي يديرها نتنياهو ووزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، إلى اتفاق على وقف النار وتبادل الأسرى، فربما يحمل هذا معه تخفيضاً كبيراً للتوتر والوضع المتصاعد الذي يسببه نتنياهو وأكاذيبه»، وأكد بيري أن نتنياهو كان يكذب طوال فترة حكمه، وفي استطلاع إسرائيلي للرأي تبين أن 4 بالمئة فقط من اليهود في الكيان يصدقون نتنياهو، وفي الشهر الماضي تبين من استطلاع آخر أن 54 بالمئة يعتقدون أن نتنياهو يريد استمرار الحرب، لأن ذلك لمصلحته السياسية الشخصية مقابل ثلث من الإسرائيليين تقريباً أشاروا إلى أنه يقوم بدوره من أجل الكيان بشكل وآخر، في حين أعرب 12 بالمئة عن ترددهم من إبداء أي رأي، وتبين في استطلاع آخر قبل أسابيع قليلة أن ثلاثة أرباع الإسرائيليين لا يرغبون بأن يبقى نتنياهو رئيساً للحكومة ويتهمونه بإدارة سياسة تسببت لهم بخسائر بشرية وكبيرة وبفشل ما زال ينتشر بحرب طال نشوبها بسببه، وفي الاتجاه نفسه يقول أشهر معلق سياسي إسرائيلي في صحيفة «معاريف» بن كاسبيت إنه يحمل نتنياهو «مسؤولية إخفاقه في منع الفصائل الفلسطينية وخاصة حماس من زيادة أسلحتها وذخائرها وصواريخها طوال مدة حكمه منذ عام 2009 وهو الفشل نفسه أمام حزب الله، وفي 25 آب الجاري قبل يومين أخفق فيما أطلق عليه شن حرب استباقية لأنها لم تكن على هذا النحو، كما لم تكن «ضربة وقائية»، ويضيف بن كاسبيت: «وإذا كان نتنياهو قد ذكر أنها حققت غرضها إلا أنه لم يغير شيئاً بالوضع الاستراتيجي لإسرائيل وخاصة على جبهة الشمال ولم يسترجع قدرة الردع الإسرائيلية ومازال المستوطنون في الشمال لا يجدون ما يطمئنهم للعودة إلى مستوطناتهم، وقد أبلغه رؤساء السلطات المحلية في الجليل أمس بأنهم توقفوا عن استضافة ممثلي الحكومة أو التواصل معهم أو التحدث إليهم».
لقد كشف كاسبيت أن الناطقين باسم الحكومة أوضحوا في استوديوهات وسائل الإعلام أيضاً، في 25 آب الجاري أن الجيش الإسرائيلي وجه ضربة تعطيل ليس لأن حزب الله يهدد تل أبيب هذه المرة، ولكن لأنه كانت هناك نية لدى حزب الله بضرب أهداف استراتيجية، وهذه ليست نكتة أو مزحة، واسمحوا لي بأن أقول بموجب ما نشر إن هذه القواعد هي مركز وحدات قسم السيابير والحرب الذكية المعروف باسم 8200 وكذلك مقر الموساد. والسؤال المطروح الآن: كيف يمكن أن ينتهي هذا الوضع؟ لا أحد يعرف، لكن الواضح هو أن نتائج ما وقع من هجوم ضد جنوب لبنان زاد من تصلب (رئيس المكتب السياسي لحركة حماس) يحيى السنوار وشروطه في المفاوضات. وختم كاسبيت قائلاً: «مع ذلك كانت العملية المحدودة التي قام بها الجيش الإسرائيلي ضد لبنان قبل يومين قد خدمت مصلحة استمرار التفاوض والتوصل إلى اتفاق مع قطاع غزة، ونحن نأمل أن تكون هذه رغبة نتنياهو».

Exit mobile version