اعتبرت صحيفة «جيروزاليم بوست» الإسرائيلية أن إيران تنفذ «هجوما دبلوماسياً»، ورأت أنّ طهران تشكل تهديداً متعدد الأبعاد لإسرائيل، مستشهدة بتحركات إيران الدبلوماسية في المنطقة التي تهدف حسب الصحيفة إلى «خلق حلقة من نار» حول الكيان وعزله دبلوماسياً.
وأوضحت الصحيفة أن وزير الخارجية الإيراني الجديد، عباس عراقجي، تحرّك بسرعة لـ«تعزيز دور إيران في المنطقة»، في الوقت الذي تواصل فيه إيران تهديد إسرائيل بالقوة العسكرية، ولفتت «جيروزاليم بوست» إلى أن تحرّك عراقجي «يمثل هجوماً إيرانياً متعدد الجوانب على عدة مستويات»، مشيرةً إلى أن هذا الوزير يحمل ثروة من الخبرة إلى منصبه، لذا فإن هذا ليس مجالاً جديداً بالنسبة له.
وذكرت الصحيفة أنه في الوقت نفسه، يعمل الرئيس الإيراني، مسعود بزشكيان، والمبعوثون الإيرانيون على تعزيز العلاقات مع الدول الرئيسية، مُقدمةً لقاء السفيرين الإيراني والتركي في العراق وتبادل وجهات النظر بشأن المنطقة والوضع في غزة وإدانتهما إسرائيل، دليلاً على ذلك، ودليل آخر، هو لقاء الرئيس الإيراني رئيس الحكومة القطرية في طهران، إذ اعتبرت الصحيفة أن «الدوحة تشكل شريكاً مهماً لإيران»، لافتةً أيضاً إلى أن الحملة الدبلوماسية الإيرانية تتضمن المزيد من التواصل مع مصر أيضاً.
وأول من أمس، التقى الرئيس الإيراني رئيس الحكومة القطرية محمد بن عبد الرحمن آل ثاني في طهران، وأشار إلى أن إيران تقدّر جهود قطر لإقرار وقف الحرب والجرائم الإسرائيلية في قطاع غزّة، كذلك، وأعرب بزشكيان عن أمله بأن «تقف الدول الإسلامية وجميع الدول الملتزمة بالقوانين الدولية، إلى جانب بعضها والعمل معاً لاتخاذ إجراءات مشتركة لكبح الكيان الصهيوني ووقف جرائمه وحرب الإبادة التي يشنّها في غزّة.
إلى جانب ذلك، انتقد بزشكيان، موقف الدول الغربية التي تزعم أنها تدعم حقوق الإنسان، قائلاً: «هذه الدول أحياناً تصرخ بسبب محاكمة شخص، لكنها تجاه الجرائم في غزّة لا تصمت فقط، بل تدعم الكيان الذي يرتكب هذه الجرائم وحرب الإبادة»، كما وصف الرئيس الإيراني مستوى العلاقات السياسية مع قطر بأنّه «ممتاز»، مشدداً على ضرورة النهوض بالعلاقات بين قطر وإيران في سائر المجالات.
ورأت «جيروزاليم بوست» أن هدف إيران يتلخص في خلق «حلقة من النار» حول إسرائيل وعزلها دبلوماسياً، وأضافت: إن «اجتماعات هذا الأسبوع تشكل جزءاً من هذه الأجندة الأوسع نطاقاً»، وقبل يومين، تلقى عراقجي، اتصالاً هاتفياً من نظيره السعودي، فيصل بن فرحان، بحثا خلاله العلاقات الثنائية والإقليمية، ومستجدات العدوان على قطاع غزة.
كذلك أجرى عراقجي ووزير الخارجية والمغتربين، فيصل المقداد، اتصالاً هاتفياً بحثا خلاله تنسيق المواقف بين البلدين تجاه قضايا المنطقة، بما في ذلك متابعة الوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني، وفي تحركات دبلوماسية على المستوى الدولي، أكد عراقجي، خلال اتصال هاتفي تلقاه من نظيره الفنزويلي، إيفان خيل بينتو، أن فنزويلا «تتمتع بمكانة خاصة في السياسة الخارجية الإيرانية».