| بسام جميدة
بعد كل كبوة وقدوم مدرب جديد لمنتخبنا ننزع أثواب الحزن التي تراكمت بفعل الخيبات الكثيرة، ونرتدي جلباب التفاؤل العريض، ونرسم بسمة مفتعلة على وجوهنا ونرحب بضيفنا الجديد.
اليوم بات بيننا المدرب الإسباني خوسيه لانا، وتم تقديمه لنا في فندق خمس نجوم لسنا ضد بروتوكولات الترف والاحترافية وخصوصاً إذا كان هناك من يتحمل نفقات هذا التقديم، ولكن ما يهمنا أن نعرف الكثير بعد أن وقعنا عشرات المرات في الحفرة ذاتها، وبعد أن يمطرونا بالكلام المعسول مع كل جديد قادم إلينا، «واللي فات مات».
لن نتناقش في سيرة المدرب التدريبية فهي كمن سبقوه لن تقدم ولا تؤخر، لأننا نعرف أن بيئتنا الحاضنة قادرة على أن تطرد أكبر مدرب في العالم وتجعل كل العيوب فيه وتنسف كل نظرياته التدريبية ما لم تتوافق مع جهابذة كرتنا، والقائمين عليها وبعض من طواويس «لعيبتنا» ومع عدد من صفحات وسائل التواصل الوهمية التي يتم تجنيدها لشحن الشارع الكروي.
كمتابعين كان يهمنا أن نعرف من الكادر المساعد قبل المؤتمر، فما ورد في الصفحة الرسمية أخبار مقتضبة لا تسمن ولا تغني من جوع، بل تفتح باب التأويلات لكل أصحاب «التريند» ومحللي الرياضة «اللي أكثر من الهم عالقلب»، كما يهمنا أن نعرف إن كان زائرنا سيقيم بيننا ونستفيد منه كما يستفيد منا، أم سيكون مدرباً طياراً..؟
كثير من الأسئلة تولدت من المدربين السابقين وخيبات منتخباتنا يجب تلافيها مع المدرب الجديد الذي نتمنى أن يجد من يتعاون معه كي نطور الكرة السورية، وليس لننتج منتخباً يستمر لبطولة أو لا يستمر ويذهب كما غيره، بل يعضّ أصابعه ندما على ما فعل..!
نريد من يضع خطة عمل لتطوير اللعبة، ويرسم مستقبل مسابقاتنا قبل منتخباتنا لأنها هي المرآة الحقيقية، وأن يعمل مع مدربينا قبل لاعبينا المنتشرين في أصقاع الأرض، وهؤلاء المدربون هم محتاجون أكثر من اللاعبين للتطوير.
نريد من يتبنى رؤية عمل المدرب «طبعاً إن كانت هناك رؤية مكتوبة وليس شفهية» ويعمل على تطبيقها حتى لو رحل كل من تحت قبة الفيحاء، لأن العمل يجب أن يستمر..
نريد أشخاصاً يعملون دون غموض وبشفافية عالية، وبمناسبة الغموض نستغرب كثيراً كيف يتم نشر ثلاثة إعلانات وبالسرعة الكلية لمزايدات تهم الدوري داخلية وخارجية والمدة ما بين النشر وبداية المزايدة أقل من خمسة أيام، وكيف تم إشهار الإعلان، وهل صفحة الاتحاد كافية ليصل إلى كل مكان، وبما أنه يوجد إعلان خارجي أليس من المفترض أن ينشر باللغة الأجنبية مثلاً وفي وسائل الإعلان، أم إن الأمر متفق عليه وسيتم إخراجه بصورة صحيحة؟