Site icon صحيفة الوطن

مفكرون يهود أميركيون: إسرائيل دولة نازية يهودية

| تحسين حلبي

بعد الحرب العالمية الأولى (1914- 1918) التي انتصرت فيها بريطانيا وفرنسا على ألمانيا وتركيا، بدأت الدولتان الاستعماريتان في عام 1920 بإرسال مرتزقة من الأوروبيين للاستيطان في مستعمرات أصبحت تحت حكم قوات الاحتلال من الجيشين البريطاني والفرنسي، وفي هذا الإطار تماما نقلت بريطانيا مجموعات من الأوروبيين اليهود وخصصتهم لاستيطان فلسطين تطبيقاً لوعد بلفور، والاحتلال البريطاني جلب مئات الآلاف منهم إلى فلسطين، وبعد مرور كل هذه السنوات على احتلال فلسطين، البريطاني أولاً ومن ثم الإسرائيلي منذ عام 1948، ما يزال الشعب الفلسطيني يرفض التسليم باغتصاب وطنه ويقاوم بكل الأشكال لاستعادته، ولم تكن تلك المئات من آلاف المستوطنين تشكل سوى نسبة ضئيلة من عدد يهود العالم الذين لم ينخرطوا في المشروع البريطاني الصهيوني وفضلوا البقاء في أوطانهم.

وبعد عملية طوفان الأقصى في السابع من تشرين الأول الماضي وإسناد قوى وأطراف محور المقاومة لها من عدة جبهات، من جنوب لبنان والضفة الغربية ودول محور المقاومة، بدأ عدد المستوطنين المغادرين من الكيان دون عودة يزداد أكثر فأكثر حتى بلغ عددهم التقريبي بموجب الأرقام الإسرائيلية يصل إلى ما يزيد على 870 ألفاً، بعد أن وجد الكثيرون من المستوطنين أنهم عاجزون عن العودة لمستوطناتهم في شمال الكيان وجنوبه بسبب استمرار المقاومة واستهداف المستوطنات بالصواريخ وعمليات المقاومة إلى حد جعل رئيس حكومة الكيان في عامي 2021- 2022 نفتالي بينيت، يعترف في مقابلة صحفية قبل يومين بأن «عجز حكومة بنيامين نتنياهو عن حماية المستوطنين دفعت الكثيرين منهم إلى المغادرة دون عودة» وهو أول تصريح من هذا القبيل لرئيس حكومة سابق، وبالإضافة إلى هذه النتيجة الواضحة التي فرضتها المقاومة منذ عملية طوفان الأقصى، توقفت هجرة يهود العالم إلى الكيان وبدأت تظهر في الساحة الأميركية حيث يوجد أكبر عدد من يهود العالم، بما لا يزيد على سبعة ملايين، منظمات ومجموعات تستنكر المذابح التي يرتكبها جيش الاحتلال مثل «الصوت اليهودي للسلام» التي أسسها المفكر اليهودي الأميركي نعوم تشومسكي قبل عشر سنوات، وبدأت تنشط بعد عملية طوفان الأقصى وبعد التصريحات التي أطلقها الصحفي الإسرائيلي ران أديليست وللصحف العبرية حين قال بموجب ما نشرته صحيفة «معاريف» في 31 من شهر آب الماضي: «لم أكن أتصور أن تصبح إسرائيل دولة نازية يهودية لكنها باتت على هذا النحو بسبب ما تقوم به الآن»، وقد شاركت هذه المنظمة بنشاطات التنديد بإسرائيل وجرائم حربها في مختلف الجامعات الأميركية، وتكشف صحيفة «معاريف» عن نشاط مثل هذه المنظمات اليهودية الأميركية في مقال للصحفي ديفيد بن باساط في 31 آب تحت عنوان: «اليهود في الخارج ينخرطون في نشاطات معادية لإسرائيل»، يحذر فيه من اتساع نشاط هذه المجموعات ويتهمها «بمعاداة السامية»! ويقول: «تقوم هذه المجموعات بنشر السموم المعادية لليهود عن طريق انخراطها بمنظمات تؤيد الفلسطينيين»، ويشن حملة على اليهودي الأميركي الثري هوارد هوروفيتش الذي يقدم دعماً مالياً لمنظمات يهودية أميركية تناهض إسرائيل وتؤيد الفلسطينيين في الساحة الأميركية، وكان هوروفيتش من المستوطنين في الكيان ثم غادر وأصبح رجل أعمال وله مجموعة منظمات خيرية وقال في الآونة الأخيرة: «إن خطة تقسيم فلسطين عام 1947 سلبت من الفلسطينيين أراضيهم وبيوتهم وهذا ما ولد النكبة عليهم»، وتضيف معاريف أنه يقدم مساعدات مالية لمجموعات أميركية وفلسطينية تدعم نشاطات منظمة «بي دي إس» التي تتولى مهمة الدعوة لمقاطعة إسرائيل في أوروبا والعالم، وتكشف معاريف أن «هناك منظمة غير حكومية أخرى تدعم النشاطات الفلسطينية هي مجموعة «الحملة الأميركية لحقوق الفلسطينيين»، ويمولها الملياردير جورج سوروس ولها فروع ناشطة في الساحة الأميركية أهمها «منظمة الطلاب من أجل العدالة لفلسطين» التي قادت مظاهرات احتجاج في عدد من الجامعات الأميركية للتنديد بما يرتكبه الاحتلال من جرائم حرب.

مما لاشك فيه أن عشرات المنظمات بل المئات من هذه المنظمات الداعمة لحقوق الشعب الفلسطيني في الساحة العالمية تمكنت بعد عملية طوفان الأقصى من إثبات وجودها ودورها بشكل لافت ضد حكومات الغرب الاستعمارية التي لا تزال تدعم الكيان وتدافع عن جرائمه ضد الشعب الفلسطيني.

Exit mobile version