Site icon صحيفة الوطن

بعد افتتاح 4 أسواق جديدة … محافظ حلب لـ«الوطن»: إجراءات لتنشيط أسواق المدينة القديمة .. إلغاء المواقف المأجورة من المحاور المؤدية للأسواق التقليدية

| حلب- خالد زنكلو

اتخذت محافظة حلب حزمة من الإجراءات التنفيذية التي تسهم بتنشيط الحركة الاقتصادية في أسواق المدينة القديمة، وذلك بعد أيام من افتتاح أربع أسواق جديدة جرى ترميمها من الدمار الذي تعرضت له على يد الجماعات الإرهابية.
وأكد محافظ حلب حسين دياب، في تصريح لـ«الوطن»، عقب اجتماع ترأسه أمس مع المعنيين في المدينة القديمة جرى خلاله مناقشة المزيد من الخطوات التنفيذية التي تُسهّل وصول المواطنين إلى الأسواق القديمة ومزاولة فعالياتها الاقتصادية لنشاطاتهم فيها، أن الاهتمام الذي يوليه السيد الرئيس بشار الأسد والسيدة أسماء الأسد بالمدينة القديمة ينبغي أن يُترجم بالمزيد من التعاون والتنسيق بين جميع الجهات المعنية بحلب، مع الاستمرار بوضع الخطوات والآليات اللازمة لإحياء المدنية القديمة وأسواقها التاريخية، التي لا تضاهي عراقتها وقيمتها الأثرية والتاريخية أي أسواق في المنطقة، وفي الشرق عامة.
وشدد المحافظ، على أن المساعي الراهنة والمقبلة للمحافظة سيأتي عبر حزمة من الإجراءات الجديدة، تلبية لاحتياجات التجار والمواطنين وبما يسهم ويعزز النشاط التجاري ويعيد المدينة القديمة إلى ما كانت عليه وبصورة أبهى وأجمل وكمقصد مهم للفعاليات التجارية ولسكان حلب وزوارها، وخصوصاً بعد الجهود الكبيرة التي بذلت بعد تحرير حلب، وتنفيذ العديد من مشاريع الترميم وإعادة الإعمار التي شهدتها الأسواق المدمرة بمشاركة الجهات الحكومية والأهلية والفعاليات الاقتصادية بحلب.
جاء ذلك، بغية استكمال تنشيط حركة الأسواق في المدينة القديمة وتسهيل عودة الحياة الاقتصادية والاجتماعية، بعد أن افتتح الأربعاء الماضي ممثلاً للسيد الرئيس بشار الأسد، أمين عام رئاسة الجمهورية منصور عزام، أربع أسواق جديدة في مدينة حلب القديمة بعد إعادة تأهيلها، بالتعاون مع «الأمانة السورية للتنمية» ومحافظة حلب ومجلس مدينة حلب ومديرية الآثار والمتاحف»، وهي: «الأحمدية» و«الحدادين» و«الحبال» و«السقطية الشرقي» أو «السقطية 2»، والتي تضم 159 محلاً تجارياً، يعوّل عليها في إعادة إحياء الحياة الاقتصادية فيها وإيجاد فرص عمل جديدة، عدا رفد المدينة بمنتجات جديدة في أسواق متخصصة بها.
وأوضح دياب أن من الإجراءات الجديدة التي جرت مناقشتها في اجتماع أمس، والتي سيتم تنفيذها، إلغاء المواقف المأجورة من المحاور المؤدية للأسواق التقليدية من محور السبع بحرات باتجاه الجامع الأموي وقسطل الحجارين باتجاه خان الوزير، وهي مطالب الفعاليات الاقتصادية في المدينة القديمة ورواد أسواقها، بالإضافة إلى تعديل مسار خط القلعة من ساحة الجامعة إلى السبع بحرات وباب الحديد انتهاء بساحة الملح، إلى جانب تعديل عدد من خطوط الريفين الشرقي والجنوبي إلى باب أنطاكية والسبع بحرات.
وأضاف: من حزمة الإجراءات التي ستجد طريقها إلى النور قريباً في أسواق المدينة القديمة، تزويد الأسواق المرممة حالياً بالهاتف والإنترنت، والسماح بتركيب المكيفات للمحال كافة وفق معايير مناسبة، مع تخصيص نقطة حراسة شرطية جوالة ضمن الأسواق من الساعة 8 مساءً حتى الساعة 8 صباحاً، ومنع دخول السيارات إلى الأسواق وتخصيص ساعات للتفريغ والتحميل خارج أوقات الذروة مع وجود حارس لكل سوق، علاوة على تغذية الأسواق الجديدة بالطاقة الكهربائية من الساعة 10 صباحاً حتى الـ7 مساء، وإنارة أسواق الزهراوي والسويقة وخلف الجامع الأموي، وإقامة الفعاليات الاقتصادية والفنية والثقافية ومهرجانات التسويق ضمن الخانات والأسواق التقليدية، كذلك نقل أحد مراكز «تكامل» إلى النافذة الواحدة في منارة حلب القديمة، ونقل بسطات شارع التلل إلى محور السبع بحرات باتجاه الجامع الأموي بالتنسيق مع أصحاب المحال التجارية المؤدية إلى الأسواق، بالإضافة إلى الاستمرار بترميم الخانات والحمامات لزيادة الحركة إلى المدينة القديمة.
وشمل النقاش حزمة من المقترحات والتوصيات التي تحتاج إلى تعديلات قانونية من أجل استصدار قرارات وقوانين تسهم في تحقيق المزيد من الإعفاءات الضريبة والرسوم.
وتتضمن الإجراءات وضع العديد من الاشتراطات والتعهدات على أصحاب المحال التجارية في الأسواق القديمة والتعاون في تطبيق الإجراءات الجديدة وفتح محالهم بما يسهم في عودة الحياة إلى المنطقة.
بموازاة ذلك وتمهيداً لتطبيق الإجراءات الجديدة، جال عضوا المكتب التنفيذي بالمحافظة برفقة مدير المدينة القديمة والمسؤول القانوني في «الأمانة السورية للتنمية» ومدير هندسة المرور ورؤساء اللجان، في الأسواق القديمة عبر المحاور المؤدية إلى الأسواق لتحديد المحاور التي سيتم تخديمها ولقاء أصحاب المحال التجارية وحثهم على افتتاح محالهم والمساهمة في تفعيل النشاط التجاري.
وتعد حلب القديمة، والتي يعود تاريخها لأكثر من خمسة آلاف عام، من أقدم الأسواق التي كانت تزود أوروبا بمنتجاتها منذ أكثر من 1000 عام، وتحوي أطول سوق مسقوفة في العالم بطول 14 كيلو متراً، جرى تدميرها على يد الإرهابيين، لكن جرى ترميم العديد منها مثل أسواق «الحرير» و«السقطية» و«ساحة الفستق» لإعادة الحياة إليها مجدداً وكي تلعب دورها التاريخي الذي لعبته على مر العصور، كقاطرة لاقتصاد عاصمة الاقتصاد السوري.

Exit mobile version