Site icon صحيفة الوطن

أعلنت تعديل عقيدتها النووية وتدمير محطة رادار جوية إسرائيلية في أوكرانيا … موسكو: العلاقات مع واشنطن خلال رئاسة بايدن وصلت حد الانهيار

اعتبر المتحدث باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف، أن الدول الأوروبية تؤدي الدور الذي أسندته إليها واشنطن على حساب مصالحها، وسيكون لذلك عواقب عليها، في حين أعلنت الخارجية الروسية أن موسكو ليس لديها خطط لمهاجمة أراضي حلف شمال الأطلسي «ناتو» وأنها ستعدّل عقيدتها النووية استناداً لتحليل آثار النزاعات الأخيرة وممارسات الغرب على خلفية العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا.
وحسب وكالة «تاس»، أعلن نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف أن روسيا ستعدّل عقيدتها النووية استناداً لتحليل آثار النزاعات الأخيرة وممارسات الغرب على خلفية العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، وقال: «أكد الجانب الروسي أكثر من مرة أن بحث تعديل العقيدة النووية الروسية صار في مرحلة متقدمة، ولدينا نية واضحة لذلك استناداً لدراسة وتحليل النزاعات في السنوات الأخيرة، وكل ما يحيط بنهج التصعيد الذي يتبعه خصوم روسيا الغربيون على خلفية العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا».
وفي وقت سابق، أعلن ريابكوف أن ممارسات الولايات المتحدة وحلفائها تدعو لجعل العقيدة النووية الروسية متّسقة مع متطلبات المرحلة، في حين أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن الغرب يسعى للتصعيد مع موسكو، وأن روسيا بصدد إعادة النظر في عقيدتها النووية.
في السياق، أكد المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف، أن الدول الأوروبية تؤدي الدور الذي أسندته إليها واشنطن على حساب مصالحها، وسيكون لذلك عواقب عليها، وقال تعليقاً على تصريحات أوروبية بهذا الخصوص: «الدول الأوروبية، وعلى رأسها الولايات المتحدة، منتشية في هذه المواجهة، إنهم يلعبون الدور الذي منحته لهم واشنطن في هذه القضية برمتها، على حساب مصالحهم الخاصة، وعلى حساب محافظ دافعي الضرائب لديهم».
وتابع: «بالطبع، سيكون لكل هذا عواقب وخيمة عليهم، لا مفر منها»، وأشار إلى أن «دول أوروبا وعلى رأسها الولايات المتحدة «انغمست في نشوة المواجهة»، وأضاف: «ليس لدي أدنى شك بأنه إذا لزم الأمر، فسوف نقوم بكل شيء لحماية مصالحنا.. لا ينبغي (الإجابة) أن تبدو قليلة جداً، بل يجب أن تكون فعالة وكما تتطلب مصالحنا».
وأردف بيسكوف: «نحن نعرف تصميم رئيسنا ونعرف إمكانات بلدنا التي تبين أنها أكبر مما توقعنا، والدليل على ذلك معدل التنمية الاقتصادية والتعبئة الاقتصادية لاقتصادنا»، ولفت بيسكوف إلى أن الولايات المتحدة متورطة بشكل مباشر في الصراع الدائر حول أوكرانيا، رغم التصريحات العديدة التي تشير إلى عكس ذلك، وقال: «الولايات المتحدة، على الرغم من العديد من التصريحات التي تشير إلى عكــس ذلك، منخرطة بشكل مباشر في الصراع حول أوكرانيا، إنهم يظهرون ميـلاً لزيـادة درجـة التـورط في هذا الصراع»، مشيراً إلى أن الولايــات المتحدة لديها موقف عدائي علني تجاه روسيا، وهاجمت باستمرار مصالح روسيا وضغطت على البلاد لعدة عقود.
ورداً على سؤال حول نتائج رئاسة بايدن على العلاقات الروسية الأميركية، قال بيسكوف في تصريح صحفي: «لقد وصلنا إلى نقطة الانهيار التي كانت تقترب بسرعة، طفح كيل روسيا»، وأضاف معلقاً على إمكانية التنبؤ بسياسات الديمقراطيين (في أميركا): «كل شيء يمكن التنبؤ به هو استمرار الخط ضدنا واستمرار الضغط على دول الاتحاد الأوروبي، والمزيد من الاستعباد السياسي والاقتصادي لهذه الدول متوقع».
وحول الوعود الانتخابية لدونالد ترامب، الذي وعد بحل القضايا الإشكالية: قال بيسكوف: «لا أعتقد أن هناك عصاً سحرية، من المستحيل فعل أي شيء خلال 24 ساعة»، وأوضح أن الكرملين يتفهم مخاوف ترامب من خطر نشوب حرب عالمية ثالثة، وقال: «التأثير التراكمي للخطوات الأميركية للإضرار بمصالح بلادنا تجاوز كل حد»، مشيراً إلى عدم وجود أي بوادر لتحسن العلاقات الروسية الأميركية، وأضاف: «كانت فترة رئاسة بايدن تتويجاً لكل هذه العمليات فيما يتعلق بمصير العلاقات الثنائية، وهي الآن بالفعل، تاريخياً، على الأرجح، في أدنى مستوياتها».
من جهتها، أكدت وزارة الخارجية الروسية أن روسيا ليس لديها خطط لمهاجمة أراضي دول «ناتو»، وقالت الخارجية لوكالة «سبوتنيك»: «نؤكد باستمرار أن زيادة النشاط والإمكانات العسكرية لحلف شمال الأطلسي والدول الأعضاء فيه بالقرب من الحدود الروسية أمر استفزازي»، وتابعت: «هذا ينطبق أيضاً على النشر المخطط للواء من الجيش الألماني على الأراضي الليتوانية، حيث يتم بناء قواعد عسكرية من أجله».
وذكّرت الخارجية الروسية بأن ألمانيا تصف نشر قواتها في ليتوانيا بأنه «قرار تاريخي»، مضيفة إن «أول أفراد عسكريين وصلوا في نيسان من هذا العام، ومن المقرر الإعلان عن «التنشيط» الرسمي للواء الألماني في عام 2025»، ووفقاً للوزارة، فإن «مسؤولين عسكريين ألماناً رفيعي المستوى يعتقدون بأن روسيا «قد تهاجم» أراضي «ناتو» في السنوات الخمس إلى السبع المقبلة»، وتابعت: إنه «من جانبنا، نشير مرة أخرى إلى أن بلادنا ليس لديها مثل هذه الخطط»، وفي وقت سابق، أفادت وسائل الإعلام ببدء ليتوانيا بناء قاعدة عسكرية، حيث سيتمركز 4000 جندي من الجيش الألماني بحلول نهاية عام 2027.
إلى ذلك أعلنت وزارة الدفاع الروسية إسقاط 158 مسيرة أوكرانية الليلة الماضية استهدفت موسكو ومقاطعات جنوب غربي البلاد، مشيرة إلى أن خسائر القوات الأوكرانية على محور كورسك بلغت أكثر من 8500 آلاف عسكري خلال محاولة التوغل الأوكراني داخل الأراضي الروسية.
وأكدت وزارة الدفاع الروسية أن القوات الروسية دمرت محطة رادار مراقبة جوية إسرائيلية الصنع من طراز «RPS-42» في منطقة العملية العسكرية الخاصة، بالمقابل أكد الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي، أن الأعمال القتالية النشطة في اتجاهات كراماتورسك وكوبيانسك وتوريتسك، خلقت وضعاً صعباً بالنسبة للقوات المسلحة الأوكرانية، والوضع الأكثر صعوبة بالنسبة للأوكرانيين هو في كراسنوارميسك.
وقال زيلينسكي عبر رسالة فيديو على قناته في «تلغرام»: «لقد تحدثت اليوم إلى القائد العام (في القوات المسلحة الأوكرانية، ألكسندر سيرسكي) أن اتجاه بوكروفسك الذي (أعاد نظام كييف تسمية كراسنوارميسك إلى بوكروفسك) هو الأكثر تعرضاً للهجوم»، وأضاف: «كما أن الأمر ليس سهلاً أيضاً في اتجاهات كراماتورسك وتوريتسك وكوبيانسك. ما يقرب من مئتي معركة كل يوم على طول الجبهة بأكملها».
وشنت وحدات من القوات المسلحة الأوكرانية، هجوماً على الأراضي الروسية في مقاطعة كورسك، في السادس من آب الماضي، ووصف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الاعتداء الأوكراني بـ«الاستفزازي»، في حين أكد رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الروسية، فاليري غيراسيموف، أن العملية في مقاطعة كورسك، ستكتمل بسحق العدو ودحره خارج حدود الدولة.
وقد تم فرض نظام «عملية مكافحة الإرهاب» في مقاطعة كورسك، وكذلك في مقاطعتي بيلغورود وبريانسك، وذلك من أجل ضمان أمن المواطنين ومكافحة خطر الأعمال الإرهابية، التي تنفذها وحدات التخريب والاستطلاع الأوكرانية.

Exit mobile version