Site icon صحيفة الوطن

ثلاثة قتلى من شرطة الاحتلال بالخليل.. والعثور على جثث ستة إسرائيليين برفح … العدوان على الضفة متواصل وبن غفير يجدد تحريضه على قتل الفلسطينيين

لليوم الخامس، واصلت قوات الاحتلال الإسرائيلية، أمس الأحد، عدوانها على مدينة جنين ومخيمها، وأسفر حتى اللحظة عن استشهاد 14 فلسطينياً وإصابة واعتقال العشرات، إضافة إلى تدمير واسع بممتلكات المواطنين، والمرافق العامة والخاصة، والبنية التحتية، بما فيها شبكتا المياه والكهرباء، ورداً على ذلك، نفذت المقاومة الفلسطينية عملية استهدفت فيها سيارة لشرطة الاحتلال في الخليل أوقعت ثلاثة من عناصر الشرطة قتلى.
وحسب وكالة «وفا»، نقلت طواقم الهلال الأحمر، ظهر أمس، إصابتين بالرصاص الحي من حي الهدف ومخيم جنين، في حين توغلت قوات الاحتلال في شارع مهيوب بالمخيم، واعتقلت عدداً من الشبان، واحتجزتهم داخل أحد المنازل، على حين لا تزال قوات الاحتلال تفرض حصاراً مشدداً على المدينة ومخيمها، ودفعت بمزيد من التعزيزات العسكرية، ودهمت عشرات المنازل، وعبثت بمحتوياتها، وعاثت فيها فساداً وخراباً، وأخضعت سكانها للتحقيق الميداني، ونكلت بهم.
كذلك اقتحمت قوات الاحتلال، ساحة مستشفى ابن سينا، الذي تغلق كل الطرق المؤدية إليه لليوم الخامس، وأخضعت الفلسطينيين الموجودين فيها للتحقيق، وفي مركز المدينة، دمرت جرافات الاحتلال دوار السينما، والمحال التجارية، وجرفت شارع البريد ومنطقة السوق التجاري، واقتلعت الأشجار، كما جرفت شارع عرانة على أطرف مدينة جنين، ودوار يحيى عشان وسط المدينة، ومحيط دوار البادية.
وفي مخيم جنين، أجبر الاحتلال عائلات حي عبد اللـه عزام على ترك منازلها والنزوح منها، فيما يواصل تمركزه في ساحة المخيم، وأخضع عدداً من الفلسطينيين للتحقيق الميداني، وفي حارة الألوب فجر جنود الاحتلال أبواب المنازل، واقتحموها، وحوّلوا بعضاً منها لثكنات عسكرية، كما أطلقت قوات الاحتلال الرصاص الحي على خزانات المياه في حارات جورة الذهب والصفوري وساحة المخيم، الأمر الذي أجبر عشرات العائلات على النزوح عن مساكنها.
وواصلت قوات الاحتلال اعتداءاتها في حيي الهدف، والجابريات، وساحة المخيم، وسط إطلاق كثيف للرصاص، وشنت حملات اعتقال واسعة في صفوف الفلسطينيين في الحي الشرقي، وأحياء من مخيم جنين، وسط تزايد معاناة الفلسطينيين في مدينة جنين ومخيمها، بسبب انقطاع المياه لليوم الخامس على التوالي، عن المنازل؛ بفعل تدمير خطوط تزويد المياه الرئيسة في المدينة.
في الأثناء، ورداً على مجازر الاحتلال وجرائمه المتواصلة، نفذ مقاومون فلسطينيون عملية نوعية استهدفت سيارة لشرطة الاحتلال في مدينة الخليل شمال الضفة الغربية، أسفرت عن مقتل ثلاثة من عناصر الشرطة، وانسحب المنفّذون بسلام.
وحسب الإسعاف الإسرائيلي، قتل ثلاثة عناصر من شرطة الاحتلال، أمس الأحد، وفق ما أعلن الإسعاف الإسرائيلي، وذلك إثر عملية إطلاق نار استهدفت سيارة الشرطة في الخليل، في حين انسحب منفّذو العملية بسلام، وحسب إذاعة جيش الاحتلال، فإن عملية إطلاق النار «نُفّذت من سيارة عابرة تُركت في المكان على الطريق رقم 35، قرب حاجز ترقوميا في الخليل».
وعقب ذلك، أشارت وسائل إعلام إسرائيلية إلى استنفار أمني كبير في موقع عملية إطلاق النار، حيث وصلت تعزيزات عسكرية إلى المكان، كذلك أوردت إذاعة جيش الاحتلال أنه تم إطلاق 11 رصاصة على السيارة المستهدفة، وأضافت: إن إطلاق النار تمّ من مسافة كيلومتر واحد عن حاجز ترقوميا.
وحسب وسائل إعلام فلسطينية، اقتحم جيش الاحتلال بلدة إذنا في إطار عمليات البحث عن منفّذي العملية «النوعية» غرب الخليل، كما أغلق المحال التجارية وأطلق قنابل الغاز تجاه الفلسطينيين في منطقة سنجر بمدينة دورا جنوب المدينة، وأقدم على «نصب حواجز عديدة وأغلق كل الطرقات الرئيسة المؤدية إلى شمال الضفة الغربية».
وتعليقاً على العملية، قال القيادي في حركة حماس، محمود مرداوي، حسب «الميادن»: إن رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو «يتحمّل مسؤولية كل ما يجري من تصعيد في المنطقة»، وأضاف: إن «سياسات نتنياهو الإجرامية ستواجه بمزيد من المقاومة وكل محاولات الاستفراد بمنطقة على حساب أخرى لن تنجح»، كما أكد أن «محاولات شراء الوقت وفرض الحقائق على الأرض من خلال القرارات والإجراءات ستواجه بمزيد من الصمود والتصعيد».
الوزير المتطرف في حكومة الاحتلال ايتمار بن غفير، جدد من موقع العملية التي نفذتها المقاومة تحريضه على فرض عقوبات جماعية على الفلسطينيين في الضفة الغربية، وقتل المعتقلين في سجون الاحتلال، وطالب بن غفير في تصريحات قرب حاجز ترقوميا العسكري في الخليل أمس الأحد، بنشر مزيد من الحواجز العسكرية في الضفة ووقف حركة تنقل الفلسطينيين في شوارعها، وجدد دعوته لقتل المعتقلين الفلسطينيين، وقال: «الأسرى الفلسطينيون يجب إطلاق الرصاص على رؤوسهم وإقرار قانون الإعدام بحقهم وليس تحريرهم».
جاء ذلك في حين واصلت المقاومة الفلسطينية في الضفة التصدي لقوات الاحتلال الإسرائيلي، وخصوصاً في مدينة جنين ومخيمها، محققةً إصابات مباشرة في صفوفها، وموقعةً أفرادها بين قتلى ومصابين، وأعلنت كتيبة جنين في سرايا القدس استهدافها قوات الاحتلال بزخات من الرصاص في محاور القتال، إلى جانب تمكنها من تفجير عدد من العبوات الناسفة في الآليات العسكرية الإسرائيلية، في محاور القتال، مشيرةً إلى إيقاع إصابات مؤكدة.
في الغضون، أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي، أمس الأحد، العثور على جثث 6 أسرى إسرائيليين في نفق بمنطقة رفح جنوب قطاع غزة، من بينهم الأسير الإسرائيلي الأميركي، هيرش غولدبرغ بولين، في حدثٍ «سيُثير غضباً داخلياً»، وخصوصاً في صفوف عائلات الأسرى، الذين يُطالبون بوقف إطلاق النار، وإتمام صفقة تبادل أسرى، وفق الإعلام الإسرائيلي.
وأوضح جيش الاحتلال أن جثث الأسرى الستة، الذين عُثر عليهم «كانوا قد أُسروا في السابع من تشرين الأول الماضي»، وذكرت منصات إعلامية إسرائيلية أن «تقديرات الجيش تشير إلى أن الأسرى الـ6 قتلوا أمس أو أول من أمس أثناء عملياته قرب الأنفاق حيث عثر عليهم».
وأكدت حركة حـماس، أن «الأسرى قتلوا بالقصف»، وأنّ «على الرئيس الأميركي جو بايدن أن يوقف دعمه للاحتلال إن كان حريصاً على حياتهم»، وأضافت الحركة: «كنا حريصين أكثر من بايدن على حياة الأسرى، لذا وافقنا على مقترحه وعلى قرار مجلس الأمن في حين رفضهما بنيامين نتنياهو».
وفي السياق، اتّهم زعيم المعارضة الإسرائيلية، يائير لابيد، الحكومة بقتل الأسرى، قائلاً: «بدلاً من عقد صفقة، يمارسون السياسة، وبدلاً من إنقاذ الأسرى، يقومون بدفنهم، وبدلاً من بذل كل ما في وسعهم لإعادتهم، يبذل نتنياهو كل ما في وسعه للبقاء في السلطة»، مضيفاً: إن «حكومة الكوارث تدفن إسرائيل».

Exit mobile version