Site icon صحيفة الوطن

بعد توقفها لنحو عام.. وعلى خلفية أنباء عن نية الاحتلال الأميركي دخولها … تكثيف الدوريات المشتركة الروسية- التركية في عين العرب

| حلب – خالد زنكلو

كثف الجانبان الروسي والتركي الدوريات العسكرية المشتركة في منطقة عين العرب الحدودية مع تركيا بريف حلب الشمالي الشرقي، بعد توقف استمر لنحو عام، وتخلله تسيير دورية واحدة فقط في آب الماضي، وعلى خلفية الأنباء التي ترددت عن نية الاحتلال الأميركي دخول المنطقة ونشر جنود له فيها لدعم ميليشيات «قوات سورية الديمقراطية- قسد» الموالية لواشنطن فيها، في وجه أي اعتداء قد تقدم عليه إدارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.

وبدا أن توافق الطرفين الروسي والتركي في عين العرب، بعد اتفاقهما منذ تشرين الأول 2019 على بدء تسيير دوريات مشتركة في عين العرب إبان توغل قوات الاحتلال التركية في تل أبيض بالرقة ورأس العين في الحسكة، له مبرراته التي تأتي ضمن «تفاهمات» بينهما في الملف السوري عقب فترة جفاء بين موسكو وأنقرة سببها مواقف الأخيرة من الحرب الأوكرانية.

وذكرت مصادر محلية في عين العرب أن الشرطة العسكرية الروسية سيرت أمس دورية عسكرية مشتركة مع الجانب التركي في ريف عين العرب الغربي، بعد أسبوع واحد من استئناف تسيير الدوريات المشتركة بينهما، إثر توقفها لمدة عام تقريباً، على خلفية التصعيد العسكري الذي انتهجته إدارة أردوغان تجاه المناطق التي تهيمن عليها «قسد» بزعم أن أنقرة تريد إبعاد خطر الوحدات الكردية على حدودها وإقامة ما يسمى «المنطقة الآمنة» داخل الحدود السورية بعمق 30 كيلو متراً.

وأوضحت المصادر لـ«الوطن» أن العربات العسكرية التركية التي شاركت في الدورية المشتركة، وعددها 8 عربات، استقدمت من البوابة القريبة من قرية آشمة الحدودية بريف عين العرب الغربي، على حين جاءت العربات الروسية الـ 8 من بلدة صرين بريف المنطقة الجنوبي.

وأشارت المصادر إلى أن الدورية المشتركة، والتي رافقتها حوماتان روسيتان لحمايتها، توجهت نحو الغرب باتجاه قرى جرقلي فوقاني وبيندر ومشكو وقولي وسوسان وبوبا وصولاً إلى قريتي قران وجارقلي قبل أن تعود العربات التركية إلى نقطة انطلاقها في آشمة ونظيرتها الروسية إلى صرين.

ولفتت إلى أنه وخلال عام لم تسير تركيا وروسيا دوريات عسكرية مشتركة في عين العرب باستثناء دورية واحدة نهاية آب الفائت ودورية الأسبوع الماضي، وتوقعت تكثيف تسيير الدوريات خلال الفترة المقبلة بعد توصل الجانبين إلى توافقات في هذا المجال تستدعي تحييد المنطقة عن أي تصعيد من شأنه أن يعطي ذريعة للاحتلال الأميركي بدخولها لحماية «قسد» التي تسيطر عليها، وذلك بعد أن أسست الشرطة العسكرية الروسية مع الجيش العربي السوري مطلع آب المنصرم قاعدة عسكرية عند حدود عين العرب مع تركيا لمراقبة وقف إطلاق النار فيها والحيلولة دون إعطاء حجة لإدارة أردوغان لاستمرار التصعيد العسكرية في المنطقة أو احتلالها بذريعة تسلل عناصر من الميليشيات الكردية إلى داخل الحدود التركية.

المصادر المحلية رأت أن مواصلة تسيير الدوريات المشاركة الروسية- التركية في عين العرب مع فرض الاستقرار فيها، يبعد شبح تدخل جيش الاحتلال الأميركي لحماية حليفته «قسد» فيها، بعدما توقع ناشطون في حزيران الفائت أن تلجأ واشنطن إلى خيار إرسال جنود إلى عين العرب ومنبج لفرض وصاية أميركية فيهما ومنع إدارة أردوغان من التفكير باحتلالهما، على غرار ما فعلت في تل أبيض ورأس العين وعفرين.

ولعين العرب أهمية إستراتيجية بالغة، على اعتبارها مركز ثقل ديموغرافي ومعنوي لارتباطها بهزيمة تنظيم «داعش»، إضافة إلى كونها عقدة مواصلات عند الحدود التركية نحو الشرق والغرب والجنوب باتجاه العمق السوري.

Exit mobile version