Site icon صحيفة الوطن

أمسية موسيقية لطلاب معهد صلحي الوادي … د. لبانة مشوّح لـ«الوطن»: نواة لمعاهد تأهيلية موسيقية أكاديمية

| وائل العدس- تصوير طارق السعدوني

برعاية وحضور وزيرة الثقافة في حكومة تسيير الأعمال د. لبانة مشوّح، أحيا طلاب أوركسترا معهد صلحي الوادي للموسيقا بقيادة الموسيقي جورج موسى أمسية موسيقية كلاسيكية تألفت من 40 طالباً على خشبة مسرح الدراما في دار الأسد للثقافة والفنون.

وبهدف إضافة المزيد من الخبرة للطلاب في عزف سيمفونية كاملة يستلزم منهم وقتها الطويل الحفاظ على الطاقة اللازمة للعمل الواحد؛ افتتحت أوركسترا صلحي الوادي أمسيتها مع «السيمفونية رقم 20» للبريطاني فريدريك ويليام هيرشل من ثلاث حركات.

أما «بالاديو» التي جاءت تالياً فهي مقطوعة لأوركسترا الوتريات من تأليف البريطاني كارل جينكينز. ومع «كونشيرتو للفلوت والأوركسترا» للنمساوي فولفغانغ أماديوس موزارت عزفت صولو فلوت الطالبة بياتريس عازار.

بدورها عزفت الطالبة شهد الخوري صولو كمان ضمن «كونشيرتو الشتاء» وهو جزء من عمل الفصول الأربعة لتشكيلة الوتريات من تأليف الإيطالي أنطونيو فيفالدي.

وفي الختام عزفت الأوركسترا «فالس رقم 2» للمؤلف الروسي ديمتري شوستاكوفيتش.

مشوار أكاديمي

أكدت د. لبانة مشوّح لـ«الوطن» أن معهد صلحي الوادي هو الأساس وهو نواة لمعاهد تأهيلية موسيقية أكاديمية، يدخل الطلاب إليه بسن السابعة ويتخرجون فيه في سن السابعة عشرة وهم يمتلكون كل الأدوات اللازمة لبداية مشوار فني أكاديمي نفتخر به.

وأضافت: هؤلاء لم يعودوا في دمشق فقط، بل أصبحوا في أكثر من محافظة.. في السويداء وحمص وطرطوس واللاذقية وحلب وحماة، والجهود التي يبذلها الأساتذة والإدارة كبيرة جداً، علماً أن الظروف التي يعملون بها ليست سهلة، لذلك نحييهم ونرفع لهم القبعة.

وأكدت أن طلاب المعهد يرفدون دوماً المعهد العالي للموسيقا الذي نرى نتاجه في الفرق ذات المستوى العالمي التي تعتلي خشبات دار الأسد والمسارح العربية، حيث يُدعون إلى تونس والجزائر والعراق والأردن وغيرها، وأينما حلوا فهم مفخرة لسورية والسوريين.

وشددت مشوّح على أن الوزارة تقوم على تسيير كل شيء في المعهد وتؤمّن له الكوادر التدريسية بفضل مدير مركزي في الوزارة هو مدير التأهيل الفني، وهو ليس مسؤولاً عن معهد صلحي الوادي فقط، وإنما عن كل المعاهد في سورية، وهو مسؤول عن المناهج وعن قبول الطلاب وعن اللجان الفنية، وعن النتائج التي تدرس بعناية.

أعرق مؤسسة

بدوره، فإن مدير معهد صلحي الوادي بريام سويد أكد لـ«الوطن» أن الحفل يأتي نتيجة تحضيرات بدأت منذ بداية العام الدراسي الماضي، لكننا أجلناه اضطرارياً أكثر من مرة بسبب ظروف قاهرة، بدايةً من الجريمة النكراء بضرب الكلية الحربية في حمص، ومروراً بالعدوان الغاشم على أهلنا في غزة، وما ترافق من إيقاف النشاط الثقافي، إضافة إلى أننا طلابنا هم طلاب مدارس أيضاً ومرتبطون بدوام مدرسي، لذلك كان حفلنا مرتبطاً أيضاً بالخطة الدراسة والامتحانات وما إلى هنالك. وكشف أن البروفات انطلقت منذ الشهر العاشر من العام الماضي، وتكثفت بشكل جدي ومنتظم في الأشهر الأربعة الأخيرة.

وأضاف: معهد صلحي الوادي هو أعرق مؤسسة أكاديمية حكومية لتعليم الموسيقا في سورية، وقد افتتح عام 1961 ونحتفل الآن بالذكرى الثالثة والستين لتأسيسه، وهو رافد أساسي للحركة الموسيقية السورية لكون خريجيه من المدخلات الأساسية للمعهد العالي للموسيقا، وهم وإن لم ينتسبوا إليه فإنهم يمتلكون التأهيل الموسيقي الأكاديمي الكافي للانتساب لأرقى الجامعات في العالم.

وأكد أن دور المعهد لا يقتصر على رفد الحركة الموسيقية فقط، وإنما أيضاً رفع الذائقة الموسيقية ونشر الثقافة الأكاديمية، سواء عبر الموسيقا الكلاسيكية الغربية أو من خلال الموسيقا العربية الشرقية، ومن المهم جداً إخضاع الطلاب لدراسة الموسيقا في نظام التعليم المدرسي. معتقداً أن المعهد لا يكتفي بتغيير الذائقة الفنية فقط وإنما بالشخصية أيضاً.

وأوضح أن الطالب يدرس في معهد صلحي الوادي عشر سنوات، من سن السابعة حتى السابعة عشرة، ولديه فصلان دراسيان، يبدأان مع المدرسة وينتهيان بعد المدرسة.

وعن خطط المعهد المستقبلية، أكد أن المعهد كأي مؤسسة حكومية بسورية يتبع لوزارة الثقافة، ونشكر السيدة الوزيرة على الرعاية والدعم والاهتمام، وهي حريصة على الحضور في كل أنشطة المعهد، لكن أصابنا ما أصاب المؤسسات الحكومية بسبب الحرب الإرهابية على سورية من نقص الكوادر الإدارية والتدريسية والظروف اللوجستية وانقطاع الكهرباء وغيرها.

وأوضح أن الهدف الأساسي للمعهد هو الاستمرار بعد أن تأثر بالحرب الكونية على سورية، مشيراً إلى أن المحاولات الآن تعتمد على إعادة وهج المعهد إلى ما قبل عام 2011، بمعنى أن يبقى المعهد محتفظاً بمكانته وسمعته اللتين لا تتزحزحان أبداً.

وتمنى في ختام حديثه أن يوجه الطلاب الخريجين للتقدم إلى المعهد العالي للموسيقا، ليكونوا في قمة القمم ويحققوا أهدافهم الموسيقية الكبرى.

أساس الحركة الموسيقية

وأشارت رئيسة قسم الوتريات في المعهد راما البرشا في تصريح لـ«الوطن» إلى أن الحفل يتزامن مع بداية العام الدراسي الجديد بعد ثلاثة أشهر من التدريب ليقدّم طلابنا الشيء الفريد.

وكشفت أن المعهد يضم 280 طالباً على أربع آلات وترية (الكمان، الكونترا باص، تشيللو، الفيولا)، مشيرة إلى أن المعهد يحرص على ترشيح الطلاب المتميزين والموهوبين للحصول على أفضل النتائج.

وأكدت أن معهد صلحي الوادي هو أساس الحركة الموسيقية، ومعظم خريجيه عازفون في الفرقة السيمفونية الوطنية السورية والفرقة الوطنية السورية للموسيقا العربية وغيرهما، وهم أيضاً طلاب في المعهد العالي للموسيقا، ما يعني أن طلابنا أساس أي تشكيل موسيقي.

وتوقعت لجميع الطلاب مستقبلاً فنياً مشرقاً، والأمر يتطلب منهم تقديم أقصى ما يمتلكون من جهود.

معهد صلحي الوادي

يشغل معهد صلحي الوادي ركناً مهماً في المشهد الثقافي السوري، وهو اليوم المكان الأمثل لإعداد الكوادر للمعاهد الموسيقية العليا، وكان هذا المعهد قبل المعاهد العليا الجهة الأكاديمية الوحيدة التي تدرّس الموسيقا الأكاديمية الكلاسيكية في سورية بمنهجية تضاهي المنهجية الأوروبية من حيث الطريقة التي يتمّ التعاطي فيها مع شريحة الأطفال.

ويشغل خريجو معهد صلحي الوادي اليوم مفاصل إدارية مهمة في العمل الموسيقي في المعهد العالي للموسيقا ومعهد صلحي الوادي ودار الأسد للثقافة والفنون.

وضم معهد صلحي الوادي الذي تأسس عام 1961 خبراء من روسيا قاموا بإعداد كادر تدريسي له، تبعه تأسيس معهد الموسيقا العربية (معهد صباح فخري فيما بعد) في حلب عام 1963 ومن ثم تأسيس معاهد أخرى في المحافظات بهدف توسّع المعاهد الأكاديمية في سورية وهي لم تكن خطوة مهمّة جداً فحسب بل أيضاً رؤية ثاقبة للدولة، وقد تحوّل معهد صلحي الوادي والمعاهد الأخرى، وخاصة في فترة الحرب متنفساً للأطفال.

Exit mobile version