Site icon صحيفة الوطن

موسكو حذّرت قضاة «الجنائية الدولية» من «إقدام أحمق» ووقّعت 5 اتفاقيات مع أولان باتور … بوتين: علاقاتنا إستراتيجية ومنغوليا ستحصل على جزء من غاز «قوة سيبيريا2»

أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال مباحثاته مع نظيره المنغولي أوخناجين خوريلسوخ، أن علاقات الشراكة الإستراتيجية والتعاون بين روسيا ومنغوليا تتطور في مختلف الصعد والمجالات، في حين أشار خوريلسوخ إلى أن زيارة بوتين تأتي في عام يحتفل فيه البلدان بالذكرى السنوية الثمانين للنصر المشترك على اليابانيين في معركة نهر خالخين غول من أجل استقلال البلاد وسيادتها وسلامة أراضيها.
وفي حين شغل الجانب الاقتصادي حيّزاً واسعاً من مباحثات الرئيسين، أشار بوتين إلى الإرث التاريخي المشترك، ومساهمة منغوليا في مكافحة النازية إبان الحرب العالمية الثانية، ودعا نظيره المنغولي لحضور قمة دول «بريكس» المقررة في مدينة قازان الروسية.
وأعلن موقع الرئاسة الروسية «الكرملين» أمس الثلاثاء أن ممثلي روسيا ومنغوليا وقّعوا خمس وثائق لتعزيز العلاقات بين البلدين في العاصمة المنغولية أولان باتور، ضمن مراسم رسمية بحضور الرئيسين فلاديمير بوتين وأوخناجين خوريلسوخ، وأوضح أن الاتفاقيات تشمل التعاون في توريد المنتجات البترولية، وتزويد منغوليا بوقود الطائرات وتطوير مشروع أساسي لإعادة بناء مركز الطاقة 3 في أولان باتور، كما تم اعتماد وثيقة تنص على ضمان الرعاية الوبائية ضد الطاعون ومذكرة تفاهم بشأن الحفاظ على بحيرة بايكال ورافدها الأكبر نهر سيلينغا العابر للحدود.
وأكد الرئيس الروسي أن علاقات الشراكة الإستراتيجية والتعاون بين روسيا ومنغوليا تتطور في مختلف الصعد والمجالات، وأشار على هامش التوقيع إلى أن روسيا تشعر بالامتنان لمنغوليا للحفاظ على الذاكرة التاريخية، وخاصة فيما يتعلق بالمساعدة السوفييتية في معارك نهر «خالخين غول» ضد القوات اليابانية، مذكراً بأن أكثر من 10 آلاف جندي وضابط سوفييتي ضحوا بحياتهم في معارك دامية على الأراضي المنغولية.
ونقلت وكالة «سبوتنيك» عن بوتين قوله خلال المحادثات مع نظيره المنغولي: «إن التعاون بين روسيا ومنغوليا نشط للغاية في المجال السياسي والاقتصادي، وقد دخلنا مسار النمو في العلاقات التجارية وحجم التجارة، كما أن العمل الفعال جار في المجال الإنساني وخاصة في مجال التعليم»، ولفت بوتين إلى أن المدفوعات التجارية بين روسيا ومنغوليا تُجرى بعملات بديلة عن الدولار واليورو، مؤكداً أن روسيا تعد أحد الشركاء الاقتصاديين الرئيسيين لمنغوليا، حيث ارتفع حجم التبادل التجاري في الأشهر السبعة الأولى من هذا العام بنسبة تزيد عن 21 بالمئة.
ودعا بوتين نظيره المنغولي لحضور قمة دول «بريكس» المقررة في مدينة قازان الروسية في الفترة بين الـ22 والـ24 من تشرين الأول المقبل، وقال: إن «هذا الحدث سيكون الأول من نوعه بعد انضمام دول جديدة للمجموعة، وآمل أن تحضروا القمة».
ونقل موقع روسيا اليوم عن بوتين قوله في مؤتمر صحفي في ختام المباحثات: إن المحادثات في أولان باتور ركزت على تطوير العلاقات التجارية والاستثمارية، وشدد على أن روسيا تزود الاقتصاد المنغولي بموارد الطاقة بموثوقية وتلبي طلبات إمدادات الوقود بناء على شروط تفضيلية.
وأوضح بوتين أن مشروع الغاز الروسي إلى الصين عبر منغوليا «قوة سيبيريا 2» يخضع حالياً للمراجعة الحكومية، وقال: «نرى آفاقاً جيدة للتعاون في قطاع الغاز، وقد تم الانتهاء من تصميم خط أنابيب الغاز «قوة سيبيريا 2»، الذي يبلغ طوله نحو ألف كيلومتر، والذي سيربط روسيا ومنغوليا والصين»، و«قوة سيبيريا-2» هو مشروع قيد الإعداد والتخطيط يتضمن مد أنبوب بسعة 50 مليار متر مكعب سنوياً من روسيا إلى الصين عبر منغوليا.
من جانبه، لفت الرئيس المنغولي إلى أهمية إحياء الذكرى الثمانين للنصر المشترك على نهر خالخين غول من أجل استقلال البلاد وسيادتها وسلامة أراضيها، ونوه بالزيارة التي تأتي في عام يحتفل فيه البلدان بذكريات سنوية عدة، بما في ذلك الذكرى الثمانون للانتصار المشترك عند نهر خالخين غول، والذكرى الخمسون لتأسيس مدينة إردينيت.
وليل أول من امس، أقيمت للرئيس بوتين مراسم استقبال رسمية أمام القصر الرئاسي في العاصمة المنغولية أولان باتور التي وصلها لحضور احتفالات الذكرى الخامسة والثمانين لنصر الجيش السوفييتي على اليابان وتحرير منغوليا إبان الحرب العالمية الثانية، إضافة إلى تطوير العلاقات الثنائية بين روسيا ومنغوليا في إطار الشراكة الإستراتيجية الشاملة.
وفي سياق ذي صلة، حذر نائب رئيس مجلس الأمن الروسي دميتري مدفيديف قضاة المحكمة الجنائية الدولية من «إقدام أحمق» على اعتقال الرئيس بوتين لأن حياتهم لن تكون حينها أغلى من الورق «القذر» الذي كتبت عليه مذكرتهم.
وفي تعليقه على بيان الاتحاد الأوروبي الذي أعرب فيه عن قلقه إزاء زيارة الرئيس فلاديمير بوتين إلى منغوليا، العضو المحكمة الجنائية الدولية، كتب مدفيديف على «تلغرام»: «أرسل المنغوليون هذه المحكمة الدولية والمنحطين الأوروبيين في الاتجاه الروسي المنغولي المعروف منذ القرن الثالث عشر»، في إشارة ضمنية لعبارة روسية مقتبسة من الثقافة المنغولية يقول فيها أحدهم لخصمه «اذهب إلى الجحيم».
وأردف وفقاً لوكالة تاس: «لو كنت في مكان القضاة والمدعين في هذه المحكمة، لكان خوفي الأكبر هو أن يحاول أحمق ما تنفيذ مذكرتهم لاعتقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، حياة هؤلاء لن تكون حينها أغلى من الورق القذر الذي كتبت عليه مذكرتهم»، ومنغوليا دولة ملزمة قانوناً باعتقال وتسليم المطلوبين إلى «المحكمة» المذكورة.
بدورها أكدت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا أن أوكرانيا والمحكمة الجنائية الدولية لا علاقة لهما بالقانون والعدالة، ونقلت وكالة سبوتنيك عن زاخاروفا قولها أمس: «إن سمعة كل من نظام كييف والمحكمة الجنائية الدولية معروفة جيداً للجميع، فلا هذه ولا تلك تتمتع بالاستقلالية.. ولا علاقة لهما بالقانون أو العدالة»، مشددة على أن كل محاولات المجرمين الأوكرانيين للتهرب من المسؤولية محكوم عليها بالفشل وسيتم تقديم هؤلاء المذنبين بارتكاب جرائم دولية خطيرة ضد مواطنيهم والمواطنين الروس، وكذلك أتباعهم إلى العدالة وسيواجهون عقوبة مستحقة تماماً.
وأردفت زاخاروفا: «في جوهر الأمر يريدون إخراج مواطنيهم من اختصاص هذه المحكمة الأكثر ولاء لهم، لكن في الوقت نفسه يحتفظون بإمكانية الملاحقة الجنائية في لاهاي لمواطني الدول الأخرى بتهم ملفقة من قبل كييف نفسها.. وهذه الخطوة تعبر فقط عن نية كييف لمنح جيشها تفويضاً مطلقاً لارتكاب جرائم حرب خطيرة».
ميدانياً: أعلنت وزارة الدفاع الروسية القضاء على 2010 عسكريين أوكرانيين وإسقاط مقاتلة «ميغ 29» وتدمير عشرات الدبابات والمدرعات والأسلحة الغربية لقوات كييف خلال 24 ساعة.

Exit mobile version