Site icon صحيفة الوطن

تركيا فرضت الجواز السوري في معبر «باب الهوى» والمناوئون لافتتاح المنفذ في حالة صدمة … مصادر: أنقرة ملزمة بوضع «أبو الزندين» في الخدمة خلال الجاري قبل الاجتماع «الرباعي»

| حلب- خالد زنكلو

على وقع التسريبات التي ترجح عقد اللقاء الرباعي الروسي- التركي- السوري- الإيراني نهاية الشهر الجاري مع الانتهاء من تحديد جدول أعماله والأخذ بمتطلبات دمشق، بات على إدارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان البت في قرارها الخاص بمنفذ «أبو الزندين»، الذي يصل مناطق هيمنتها في مدينة الباب بمناطق الدولة السورية بريف حلب الشمالي الشرقي، سواء بافتتاحه أو إغلاقه نهائياً، بعد سلسلة الانتكاسات التي اعترضت طريق وضعه في الخدمة عن طريق ميليشياتها، منذ افتتاحه رسمياً في 18 الشهر الماضي.

وتوقعت مصادر معارضة مقربة من ميليشيات إدارة أردوغان في مدينة الباب، التي يقع المنفذ في طرفها الغربي، بأن تلتزم أنقرة بتعهداتها لموسكو بافتتاح «أبو الزندين» خلال الشهر الجاري وقبل اجتماع «الرباعي» المرتقب، في حال كانت التسريبات صحيحة لعدم تعليق دمشق عليها.

ورأت المصادر لـ«الوطن» أنه لم يعد بمقدور أنقرة اكتساب مزيد من الوقت والمماطلة بافتتاح «أبو الزندين»، بغية تحسين شروط التفاوض خلال اللقاء الرباعي الموعود، وذلك استجابة للمطلب الروسي بوضع المنفذ في الخدمة ضمن «توافق» جرى إقراره قبلاً، وضمن حزمة من «التفاهمات» المشتركة بين الإدارة التركية وموسكو، ستأخذ طريقها إلى التنفيذ تباعاً في المنطقة، وربما يستوجب طرح بعضها في مفاوضات الرباعية للاتفاق عليها.

وأعربت المصادر عن قناعتها بأن قرار فتح المنفذ، جاء على خلفية طلب موسكو من أنقرة إبداء «حسن نية» تجاه دمشق للمضي في ملف «التقارب»، للدخول في مفاوضات تفضي إلى حلحلة المواضيع الخلافية، وصولاً إلى إعادة العلاقات بينهما إلى سابق عهدها، ولذلك ينبغي على أنقرة الوفاء بتعهداتها، فيما يخص هذا الإجراء.

على الأرض، تسير الأمور بما يوحي بوقوع مواجهة جديدة بين أنقرة وميليشياتها الرافضة لافتتاح «أبو الزندين»، على الرغم من الإجراءات العقابية التي اتخذتها السلطات التركية لمعاقبة الميليشيات والمحتجين المناوئين للخطوة في خيمة الاعتصام القريبة من مدخل المنفذ، من تشديد أمني عند مداخل الباب وفي شوارعها، وقطع الكهرباء والإنترنت عن المدينة.

وأكدت مصادر محلية في مدينة الباب لـ«الوطن» أن المعتصمين، والذين يشكل مسلحو ميليشيات أنقرة بزيهم المدني معظمهم، يخططون لتصعيد شعبي يمنع إعادة وضع المنفذ في الخدمة، مع ورود أنباء عن نية أنقرة الإيعاز إلى الميليشيات الموالية لها، مثل «العمشات» و«الحمزات» و«السلطان مراد» و«الشرطة العسكرية»، والأخيرتين موكل إليهما حماية المنفذ، بمواجهة أي محتجين قد يمنعون تسيير الشاحنات التجارية إلى المنفذ، ولو باستخدام الرصاص الحي، عند اتخاذ قرار بتسييرها ثانية.

وتحدثت المصادر لـ«الوطن» بأن يوم أمس، جرى تسيير شاحنة واحدة محملة بالبضائع من الباب إلى المنفذ من قبل بعض التجار، كما في اليوم السابق، وجرى اعتراضها ومنعها من المحتجين لإكمال مسيرها، دون حدوث مواجهات، ما يعني أن العملية بمنزلة جس نبض المناوئين لافتتاح المنفذ بعد توقفه عن العمل منذ 18 الشهر الفائت، إثر إطلاق ميليشيات أنقرة قذائف هاون باتجاهه، ما أدى لإغلاقه، تماماً كما حدث نهاية حزيران الماضي عندما أتلف محتجون محتوياته.

وأشارت المصادر إلى أن ما يسمى «الحكومة المؤقتة» المعارضة، والتي تأتمر من إدارة أردوغان، عوضت أصحاب الشاحنات التي تضررت من المسلحين والمحتجين عند محاولتهم عبور المنفذ لدى افتتاحه رسمياً، وذلك لطمأنة أصحاب الشاحنات للعمل على طرف المنفذ في منطقة سيطرة ميليشيات أنقرة، إذا ما اتخذ قرار إعادة افتتاح المنفذ مجدداً.

إلى ذلك، وقع محتجو خيمة الاعتصام في الباب تحت الصدمة بعد اتخاذ الحكومة التركية قراراً، نشره الموقع الرسمي لمعبر باب الهوى على «الفيسبوك» أول من أمس، واشترط على السوريين الذين يحملون ‎جوازات سفر أجنبية، حيازة جواز سفر سوري ساري المفعول لشهرين للدخول إلى ‎الشمال السوري عبر المنفذ، الذي يصل جنوب تركيا بريف إدلب الشمالي ويسيطر تنظيم «جبهة النصرة» بواجهته الخالية التي تدعى «هيئة تحرير الشام» الإرهابية، على الطرف السوري منه.

وأكدت مصادر أهلية من داخل خيمة الاعتصام في مدينة الباب لـ«الوطن» أن المحتجين على فتح «أبو الزندين» صدموا بقرار الحكومة التركية الذي يضيّق الخناق على «النصرة»، وعدّوه بمنزلة إنذار لهم على مضي أنقرة بافتتاح المنفذ رغم أنف المعترضين على ذلك.

Exit mobile version