Site icon صحيفة الوطن

الكبيران متناقضان

| محمود قرقورا

يعيش قطبا إنكلترا الأكبران ليفربول ومانشستر يونايتد حالة متباينة مفعمة بالتناقض هذه الأيام، وهما اللذان خرجا بلقب في الموسم الفائت، الريدز كأس الرابطة وهي المسابقة الأقل أهمية في إنكلترا، والشياطين الحمر الكأس الأقدم في العالم كأس الاتحاد الإنكليزي.

وإذا كان لقب اليونايتد مرضياً عطفاً على موسم شبه كارثي في الدوري فإن الأمور لم تكن كذلك عند ليفربول الذي دخل الربع الأخير من الدوري متصدراً قبل أن يهدر نقاطاً سهلة ليستقر به المقام في المركز الثالث.

الخلاف في الجانب الفني أن مدرب ليفربول في الموسم المنصرم الألماني يورغن كلوب أعلن رحيله في منتصف الموسم بعدما ترك فريقاً جاهزاً.

وعلى الضفة المقابلة كانت الشكوك تحوم حول بقاء مدرب اليونايتد الهولندي تين هاغ، وجاء التتويج بالكأس بمنزلة طوق نجاة بالنسبة له، فاستحق فرصة جديدة من منطلق أنه في موسمين له ضمن جدران أولد ترافورد حقق لقبين في الوقت الذي عجز فيه المدرب النرويجي سولسكيار عن تحقيق ذلك رغم امتلاكه الفرصة لثلاثة مواسم.

وقدوم رجل الأعمال راتكليف لإدارة اليونايتد تضمن في أجندته إقالة المدرب تين هاغ ولكن لقب الكأس وضع أصحاب القرار في مانشستر بين نارين فرجحت كفة بقائه.

النقاد توقعوا تحسناً في شكل الفريق وأدائه، لدرجة أن غاري نيفيل أحد أساطير اليونايتد الدفاعية زمن حقبته الذهبية راهن أن فريقه القديم سيسبق ليفربول في صراع المراكز المؤهلة لدوري أبطال أوروبا مستبعداً منافستهما للسيتي وآرسنال في سباق اللقب، وراهن أيضاً على خط وسط الشياطين الحمر بأنه سيكون أفضل من وسط الريدز، وزاد الأمر لمصلحة اليونايتد أن الإدارة صرفت أموالاً على تعاقدات جديدة في الوقت الذي اقتنع فيه مدرب ليفربول الجديد آرني سلوت بالعناصر الموجودة معلناً ذلك في تصريح شهير قبل بداية الموسم رداً على تساؤلات أحد الصحفيين بقوله: نحن لا نحتاج لتعاقدات جديدة.

ورغم فوز ليفربول في أول جولتين بقيت أقدام المدرب على الأرض، معلناً أن مواجهة اليونايتد في عقر داره هي الفصل للحكم على تطور فريقه واستمراره بالمنافسة على اللقب هذا الموسم أسوةً بالموسم السابق.

الكلاسيكو انتهى باتجاه ليفربول بثلاثة أهداف دون مقابل وكان ممكناً حدوث السيناريو الأسوأ، وخروج جماهير اليونايتد مبكراً من أرض الملعب دليل على فقدان الثقة بإمكانية العودة بعد تسجيل الهدف الثالث.

بيت القصيد أن تين هاغ محمي في شرط جزائي يجبر إدارة الشياطين على دفعه، وهذا أحد أسباب الإيمان به موسماً جديداً.

وآخر الأخبار أن الإدارة جددت الثقة به وخاصة أنه وعد باستمرار حصد الألقاب. ولكن المتابعين يعتقدون أن استمرار تراجع الفريق في سلم ترتيب الدوري سينهي شهر العسل بينهما سريعاً.

وما هو مؤكد أن الألقاب ليست صعبة على فريق مدجج بالنجوم وخصوصاً في المسابقات الإقصائية (كأس الرابطة وكأس إنكلترا واليوروباليغ).

وعلى الجانب المغاير فإن منافسة ليفربول على تحقيق لقب الدوري تصطدم بطموحات آرسنال وقوة حامل اللقب مانشستر سيتي.

Exit mobile version