Site icon صحيفة الوطن

بزشكيان أكد حق إيران بتعزيز قدراتها وعلاقاتها … الخامنئي: عزة الأمة الإسلامية تتحقق بالوحدة.. ونصرة غزة واجب

شدد قائد الثورة الإسلامية في إيران علي الخامنئي على ضرورة الاعتماد على الهوية الإسلامية وحماية هذه الهوية الثمينة للأمة الإسلامية، وقال «إن قضية هوية الأمة الإسلامية قضية جوهرية تتجاوز الجنسية، والحدود الجغرافية لا تغير حقيقة وهوية الأمة الإسلامية»، في حين بيّن الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان أن الوحدة والانسجام والوفاق في الأمة الإسلامية جمعاء كانت الأهداف الرئيسة لزيارته إلى العراق.
وخلال لقائه جمعاً من علماء الدين في إيران بمناسبة بدء أسبوع الوحدة الإسلامية، أشار الخامنئي إلى الجهود العدائية الرامية إلى جعل المسلمين غير مبالين بهويتهم الإسلامية، مبيناً أن تجاهل المسلم معاناة مسلم آخر في غزة أو في أي مكان آخر من العالم هو مخالف لتعاليم الإسلام، وأردف: «نصرة المظلومين في غزة وفلسطين هو من الواجبات المؤكدة، ومن يخالف هذا الواجب فسوف يسأله اللـه حتماً»، وفق وكالة «إرنا» الرسمية الإيرانية.
واستعرض الخامنئي المخططات والأنشطة التي يقوم بها المناوئون والمضمرون للشر لتأجيج الخلافات الدينية في العالم الإسلامي، وخاصة في إيران، وقال: «إنهم يسعون وراء الفصل بين الشيعة والسنة في بلادنا وفي أي منطقة إسلامية أخرى باستخدام الوسائل الفكرية والدعائية والاقتصادية ويؤججون العناد والخلاف من خلال اللجوء إلي تصرفات مثل إجبار الأشخاص من الجانب الآخر على النم»، معرباً عن أسفه لبعض التصرفات التي تهدف، بعلم أو غير علم، إلى تشويه وتدمير الوحدة الإسلامية.
بدوره أوضح الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان أن إسرائيل ترتكب، على مرأى ومسمع العالم، الإبادة الجماعية في غزة ولا أحد يحتج، وقال في مؤتمره الصحفي الأول أمس الإثنين: «إن كان الغرب قلقاً إزاء أمن إسرائيل، فلما لا يقلق على غزة وفلسطين، إن العالم لا يجب أن يسمح لمجموعة مسنودة بالقوى الكبرى، بإبادة الناس الأبرياء ومن ثم يقلق من أن إيران ترسل الصواريخ».
ودعا بزشكيان، إلى ضرورة تعزيز العلاقات بين الدول الإسلامية، مشيراً إلى أنه وجّه دعوة لولي العهد السعودي محمد بن سلمان لزيارة طهران، وقال: «معاً ويداً بيد يمكننا أن نجعل إسرائيل تفهم أنه ليس من حقها قصف الأبرياء».
وفي منشور باللغة الكردية، في منصة التواصل الاجتماعي أوضح بزشكيان أهداف زيارته إلى العراق، وجاء في المنشور الذي نقلته وكالة «إرنا»: إن الأهداف التي سعينا لتحقيقها خلال زيارتنا التي استمرت ثلاثة أيام إلى بلدنا الصديق والجار العراق، قامت بناء على الوحدة والوفاق والتضامن، حيث تم خلال هذه الزيارة التوقيع على 14 اتفاقية للتعاون بين إيران والعراق.
من جانبه، أكد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي أن فصلاً جديداً من العلاقات مع العراق قد بدأ تزامناً مع زيارة الرئيس بزشكيان، لافتاً إلى الطاقات المتوافرة لتطوير العلاقات التجارية مع إقليم كردستان، كما جدد دعم بلاده لجبهة المقاومة وتعزيزها بلا حدود، وقام الرئيس الإيراني الأسبوع الماضي بزيارة إلى العراق على رأس وفد رفيع المستوى من المسؤولين السياسيين والاقتصاديين في البلاد زار خلالها إقليم كردستان العراق أيضاً.
من جهة ثانية، وخلال مقابلة مع التلفزيون الإيراني، أوضح عراقجي أن الأوروبيين تبنوا سياسات خاطئة وعدائية تجاه بلاده، وزادت قضية أوكرانيا من تعقيد العلاقات بين إيران وأوروبا، وقال «نحن بحاجة إلى حوار عقلاني مبني على الاحترام المتبادل لحل سوء التفاهم الذي نشأ، وحل هذه القضية ليس باستخدام أداة العقوبات الفاشلة، لأنهم رأوا في البرنامج النووي الإيراني أنهم لا يستطيعون تحقيق أي شيء، وتم الحصول على نتيجة أفضل عن طريق التفاوض».
وأضاف عراقجي: «في مسألة أوكرانيا، هم قلقون من إرسال إيران أسلحة إلى روسيا، وعليهم أن يسألوا أنفسهم ماذا حدث، إيران اليوم وصلت إلى درجة أنها تستطيع إنتاج وتصدير أسلحة متطورة حسب قول أوروبا نفسها، هذا الأمر مؤشر إلى إخفاق العقوبات وعلى أوروبا الحضور عند طاولة المفاوضات مع إيران بشكل ثنائي ومعقــول لحل المشكلات والقضايا، وإذا تعاملنا مع مخاوف الجانبين بطريقة ثنائية، فسنكون قادرين على استعادة العلاقات»، وفيما يتعلق بالانتخابـات الأميركيــة، قــال عراقجي: «لا يهم من يكون الطرف الآخر لنا في أميركا أو أوروبا، لكننا نتحرك وفقاً لمصالحنا، أما أن أميركا غير مستعدة للمفاوضات فهذا الأمر طبيعي لأنهم على أعتاب الانتخابات، لكننا مستعدون للتفاوض مع أوروبا».
وجدد عراقجي تأكيد دعم بلاده المطلق للمقاومة في قطاع غزة، وقال: «هذه حقيقة لا يمكن إنكارها في المنطقة، في غزة، رغم مرور نحو عام كامل، في منطقة صغيرة جغرافياً، إخفاق الكيان الصهيوني في تحقيق هدفه المتمثل في تدمير حماس رغم استخدامه كل قوته، وهو مجبر على التفاوض مع حماس نفسها من أجل وقف إطلاق النار، وهذا العجز والفشل للكيان الصهيوني هو إخفاق وعجز لأميركا بصفتها داعمة له وانتصاراً لحماس والمنطقة، إيران ستواصل دعمها للمقاومة في المنطقة، وقد تغلبنا على الفخاخ التي تريد جرنا إلى حرب في المنطقة وقمنا بتحييدها».
من جهته، اعتبر مساعد رئيس الجمهورية ورئيس منظمة الطاقة النووية الإيرانية محمد إسلامي أن رفض الكيان الصهيوني الانضمام لمعاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية «ان بي تي» ورفضه وضع منشآته النووية تحت إشراف الوكالة الدولية للطاقة الذرية يشكلان تهديداً للسلم والأمن الدوليين.
وأثناء مشاركته بالدورة العادية الـ68 للمؤتمر العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية في فيينا، أوضح إسلامي أن الكيان الصهيوني أصبح متربعاً على زعامة تشويه سمعة إيران باعتماده الدعاية السلبية واسعة النطاق ضد البرنامج النووي السلمي الإيراني، كما أن هذا الكيان يحاول تحويل الرأي العام عن جرائمه من خلال اختلاق الافتراءات والأكاذيب ضد أنشطة إيران النووية السلمية، مشدداً على ضرورة إنشاء منطقة خالية من الأسلحة النووية في منطقة الشرق الأوسط.

Exit mobile version