Site icon صحيفة الوطن

أوضح أن مصير حكام تركيا والسعودية «مرتبط بحلّ الأزمة.. ولا يستبعد الحماقات «فهي موجودة» … الرئيس الأسد: لم يصرخ الغرب أو عملاؤه إلا عندما صرخ وتألمّ الإرهابي

| وكالات

اعتبر الرئيس بشار الأسد أن حل الأزمة بجانب منه في سورية هو في «التمسك بالدستور» على اعتبار أنه «عندما يكون الدستور هو المستهدف فلا بد أن يكون هو الحامي عملياً»، مشيراً إلى أن المساعي كانت تتجه نحو «إظهار أن هذه الدولة (سورية) فاشلة، وغير قادرة على حماية أراضيها»، وبالتالي فإن انتخابات مجلس الشعب القادمة «استحقاق دستوري هام»، ولابد من «مشاركة شعبية وخلق حركة ديمقراطية ومنافسة حقيقية».
وفي لقائه أمس مجلس نقابة المحامين المركزية والمجالس الفرعية في المحافظات، أوضح الرئيس الأسد، بحسب وكالة «سانا» للأنباء أن «جوهر العمل بالنسبة للغرب خلال الفترة الماضية هو أنهم كانوا يدعمون الإرهاب، ولكن اللعبة الأساسية كانت، بنفس الوقت، لعبة سياسية وما زالت مستمرة حتى هذه اللحظة، وسمّوها هم الحل السياسي، وأنا أسمّيه المسار السياسي باعتبار أنه لا يوجد شيء اسمه حل عسكري وحل سياسي، بل يوجد حل للمشكلة، ولكن هذا الحل فيه مسار سياسي وفيه مسار مكافحة الإرهاب».
وبين الرئيس الأسد أنه «خلال خمس سنوات لم يصرخ الغرب أو عملاؤه في منطقتنا، إلا عندما صرخ أو عندما تألمّ الإرهابي، فهذا بحد ذاته قرينة دالة قد تصل إلى حد الدليل الدامغ بأنهم مرتبطون مع الإرهاب»، وأضاف: «الدليل الأكبر حتى هذه اللحظة أنهم لم يتحدثوا بأولوية مكافحة الإرهاب وتحدثوا بأولوية وقف إطلاق النار وهذا يؤكد بأنهم يكذبون».
الرئيس الأسد اعتبر أن «المسار السياسي عبر السنوات الماضية وتحديداً بعد جنيف الأول في عام 2012 كان له جوهر واحد هو هيئة الحكم الانتقالي، لذلك كانت الهيئة الانتقالية تهدف للوصول للدستور وليس للرئيس، والرئيس اُستخدم عنواناً، وبنفس الوقت، إذا بدّلنا الرئيس، فمن السهل تبديل الدستور».
وأضاف: «الآن وصلوا إلى نقطة الحكم الانتقالي بديلاً عن كلمة الهيئة الانتقالية»، وبعد أن شدد على أن «أي عملية انتقال، مهما تكن، يجب أن تكون خاضعة للدستور الحالي»، أوضح أن «الهدف من هيئة الحكم الانتقالي كان الخروج عن الدستور، وتعطيل الدستور، وهذا يحقق فكرة الفوضى».
وقال: إن «الكلّ يسعى لتدخّل برّي مباشر، ولكن لكي لا نضيّع وقتنا في تحليل ماذا يفكرون؟ يجب أن نعرف بأن الأزمة السورية أو الحرب على سورية منذ الأشهر الأولى تحوّلت إلى حالة دولية وإلى صراع دولي»، معتبراً «أنه عندما نناقش إذا كانت تركيا أو السعودية ستهاجم، فهذا يعني أننا نعطيهما حجماً كبيراً وكأنهما دولتان تمتلكان قراراً وتمتلكان إرادة وتستطيعان أن تغيّرا الخريطة»، وتابع: «هما مجرد تابعَين منفّذين حالياً، وهما يقومان بدور البوق بهدف الابتزاز»، واستطرد قائلا: «علينا أن لا نستبعد الحماقات فهي موجودة، خاصة أن مصير هؤلاء مرتبط بحلّ الأزمة في سورية»، ومعتبراً أن «تداعياته ستكون عالمية وليست محلية فقط».
وشدد الرئيس الأسد أن جوهر الحديث عن مسار سياسي هو «من هو الشريك»؟ وقال: «هل نقبل أن نفاوض إرهابيين، بالمنطق، منطق الدولة ومنطق الأخلاق والمبادئ، لا يوجد دولة تقبل أن تفاوض إرهابيين، فالجواب هو: لا، ومن الناحية القانونية يجب أن يُحاسَب الإرهابي».
واعتبر الرئيس الأسد أن «الوفد الذي شُكل في الرياض هو مزيج من الخونة ومن الإرهابيين، وهذا الشكل الطبيعي الذي يجب أن يقدّمه. عدا عن ذلك لو أنه قَدّم وفداً بشكل آخر كنا سنُفاجأ».
واعتبر الرئيس الأسد أن «الحل أيضاً هو التمسك بالدستور، فعندما يكون الدستور هو المستهدف، فلا بد أن يكون هو الحامي عملياً، والتمسّك بالدستور لا يكون فقط من خلال التمسك به، وإنما من خلال الوعي للاستحقاقات الدستورية»، موضحاً أن «الرسالة التي أعطيت من قبل الشعب خلال الانتخابات الرئاسية، بهذا المعنى، كانت قوية جداً، وخلقت تحولاً في الخارج، لذلك بدأ التصعيد بعدها لقلب هذه الصورة، وأتى سقوط مدينة إدلب بمسعى تركي في هذا الإطار، لإظهار أن هذه الدولة فاشلة، وغير قادرة على حماية أراضيها، وهي تسقط وتتراجع وبالتالي يتم محوّ هذه الصورة الناصعة التي قُدّمت وقتها».
واعتبر الرئيس الأسد أن انتخابات مجلس الشعب القادمة هي «استحقاق دستوري هام، والكل سيراقب هذا الاستحقاق»، مشدداً على أن «أهم ما فيه هو المشاركة الشعبية وخلق حركة ديمقراطية ومنافسة حقيقية»، وقال: «أنتم كنقابة لديكم دور هام في هذا الموضوع».
(التفاصيل ص2-3)

Exit mobile version