Site icon صحيفة الوطن

ضرباتنا للإرهابيين في حلب ستتواصل

| وكالات

ردت روسيا على «تأملات» الرئيس الأميركي باراك أوباما باحتمال أن «يتورط» الجيش الروسي في سورية. وجددت تأكيد مواصلتها توجيه الضربات للإرهابيين في محافظة حلب. وفي المقابل دعت أميركا روسيا إلى وقف دعمها لـ«النظام» السوري و«اتخاذ منحى جديد»، وذلك على حين لوحت وزارة الدفاع الأميركية «البنتاغون» بالرد إذا ما دعت الحاجة على من ينتهك اتفاق وقف الأعمال العدائية، معلنةً أن الالتزام به امتحان لروسيا.
وعلى الرغم من المواقف الأميركية المشككة والمهددة، فقد حرصت واشنطن على إعلان أن وقف الحرب في سورية ضروري من أجل إنهاء تنظيم داعش.
وفي التفاصيل أكد المتحدث الرسمي باسم الرئاسة الروسية ديميتري بيسكوف أن تأملات أوباما «غير صحيحة على الإطلاق»، وشدد على أن الجيش الروسي يسعى إلى تحقيق أهداف محددة في سورية في إطار نهج واضح وشفاف، وقد حقق نتائج ملموسة. ولفت إلى أن العملية العسكرية الروسية في سورية ترتبط بحماية مصالح موسكو نفسها، وذلك نظراً إلى وجود عدد كبير من المتطرفين الروس في صفوف تنظيم داعش واحتمال عودتهم في أي لحظة إلى الأراضي الروسية وإشعال موجة جديدة من الإرهاب. وأعاد إلى الأذهان أن أحد أهداف روسيا في سورية يكمن أيضاً في دعم الجيش السوري التابع للحكومة الشرعية وذلك تلبية لطلب دمشق الرسمي.
وقبل يومين اعتبر أوباما أن الأزمة السورية لا تمثل «مسابقة بينه وبين بوتين»، وذلك رداً على سؤال عن إذا ما كان يشعر بأن الرئيس الروسي «خدعه» بعدما كثفت موسكو غاراتها الجوية مؤخراً. وتابع في مؤتمر صحفي في مدينة كاليفورنيا، وفق ما نقلت وكالة الأنباء الفرنسية: «قد يعتقد بوتين أنه مستعد لأن يحتل الجيش الروسي سورية بشكل دائم، ولكن هذا الأمر سيكلف غالياً جداً». ولفت إلى أن «حوالى ثلاثة أرباع البلد لا يزال تحت سيطرة أناس آخرين غير (الرئيس بشار) الأسد، وهذا الأمر لن يتغير في أي وقت قريب».
واستبق أوباما دخول اتفاق وقف الأعمال العدائية في سورية حيز التنفيذ، والذي توصلت إليه ليل الخميس الماضي في مدنية ميونيخ الألمانية، المجموعة الدولية لدعم سورية (الدول الخمس الكبرى في مجلس الأمن إضافة إلى تركيا ودول عربية)، متوقعاً إخفاقه وحمل «جزءاً من المسؤولية» عن ذلك للرئيس الروسي. وقال: «إذا استمرت روسيا في تنفيذ قصف عشوائي من النوع الذي رأيناه، أعتقد أننا لن نرى أي مشاركة من المعارضة» في عملية السلام المأمولة بينها وبين الحكومة السورية.
ويوم أمس أكد ممثل روسيا الدائم في القسم الأوروبي لمنظمة الأمم المتحدة في جنيف ألكسي بورودافكين أن القوات الروسية في سورية توجه ضرباتها في محافظة حلب للإرهابيين من جبهة النصرة وغيرهم من المتطرفين، وليس لـ«المعارضة».
ورد بورودافكين على من لا يروق له قصف الطائرات الروسية لمواقع الإرهابيين، قائلاً: «منذ أربعة أشهر، ونحن نعرض على الأميركيين إجراء محادثات صادقة بين العسكريين لتحديد أهداف القصف مباشرة، إلا أنهم وحتى الساعات الأخيرة كانوا يتهربون من التعاون معنا في هذا الموضوع»، وختم بالإعراب عن أمله «في أن يتغلب المنطق السليم أخيراً في واشنطن».
في نيويورك أعرب نائب وزير الخارجية الأميركية أنطوني بلنكن عن أمله بتطبيق «وقف إطلاق النار وإيصال المساعدات الإنسانية إلى المناطق السورية المحاصرة». وقال خلال مقابلة مع قناة «العربية الحدث»: «يجب وقف النار وإيصال المساعدات ثم الدخول في مفاوضات»، وشدد على ضرورة «التزام جميع الأطراف المعنية» من أجل تحقيق وقف إطلاق النار.
ودعا بلنكن روسيا إلى تغيير نهجها في سورية و«وقف دعمها للنظام.. إن كانت جادة بالتزاماتها»، وحملها المسؤولية عن «تدمير المدارس والمستشفيات»، وحذرها من الوقوع في «مأزق». وأكد ضرورة وقف الحرب في سورية من أجل إنهاء داعش، لكنه رأى أن بقاء (الرئيس) الأسد في السلطة لن ينهي وجود التنظيم.
وفي واشنطن أعرب المتحدث باسم «البنتاغون» بيتر كوك عن استعداد وزارة الدفاع الأميركية للرد «إن دعت الحاجة» في حال تم انتهاك اتفاق وقف الأعمال العدائية في سورية. ولم يحدد كوك طبيعة الرد لكنه أكد أن مخالفة الاتفاق المبرم في ميونيخ ستدخل بالحسبان عند اتخاذ قرارات عسكرية.
وقال كوك في لقاء صحفي في وزارة الدفاع الأميركية: «سنراقب عن كثب من يحترمه ومن لا يفعل، وسنكون قادرين على الكشف عن أي انتهاك لاتفاق وقف الأعمال العدائية والرد إن دعت الحاجة»، واعتبر أن الاتفاق «امتحان» لروسيا.
وبالترافق مع تصريحات كوك شكك المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية مارك تونر بإمكان تطبيق «وقف الأعمال العدائية». وقال تونر: «لا أريد أن أقول بشكل حاسم إنه» بحلول الموعد المحدد أي الخميس أو الجمعة «سيكون هناك وقف للأعمال العدائية».

Exit mobile version