Site icon صحيفة الوطن

دمشق أسفت لموقف الغرب من مشروع القرار المطالب بعدم العدوان على الأراضي السورية وموسكو تؤكد أن الرفض جاء «لأسباب سياسية»

| وكالات

عبّرت موسكو عن أسفها لعدم دعم مجلس الأمن الدولي مشروع القرار الذي تقدمت به بخصوص وقف قصف سورية عبر الحدود واحترام السيادة السورية والتراجع عن محاولات وخطط التوغل العسكري البري الأجنبي في الأراضي السورية.
من جانبها أعربت سورية عن أسفها لوقوف الدول الغربية في وجه مشروع القرار الروسي، مؤكدة عدم استغرابها هذا الموقف من الدول الغربية التي تآمرت على سورية وقدمت كل أشكال الدعم للتنظيمات المسلحة.
وقال نائب وزير الخارجية والمغتربين فيصل المقداد بحسب وكالة «سانا» للأنباء: إن سورية تأسف لاتخاذ ممثلي الدول الغربية في مجلس الأمن موقفاً رافضاً لمشروع القرار الذي تقدمت به روسيا الاتحادية، علماً، أن هذا المشروع يطالب تركيا ودولاً أخرى بعدم ارتكاب حماقة العدوان على الأراضي السورية والاحترام الكامل لسيادة الجمهورية العربية السورية والوقف الفوري لأي قصف وتوغلات عبر الحدود والتخلي عن كل الخطط للتدخل البري الأجنبي في الأراضي السورية أو تقديم أي مساعدات في هذا الاتجاه. كما يطالب مشروع القرار تركيا وغيرها من الدول باحترام قرارات مجلس الأمن ذات الصلة بمكافحة الإرهاب ويؤكد مجدداً أنه على جميع الدول منع ووقف تدفق الإرهابيين والنقل غير المشروع للأسلحة والمعدات ذات الصلة إلى الأراضي السورية.
وأضاف المقداد: «لا نستغرب هذا الموقف من الدول الغربية التي تآمرت على سورية وقدمت كل أشكال الدعم للإرهابيين وتنصلت من مسؤولياتها في احترام قرارات مجلس الأمن المتعلقة بمكافحة الإرهاب بما في ذلك القرار 2253 الأمر الذي أدى إلى إطالة الأزمة في سورية وإلى انتشار الإرهاب في المنطقة والعالم».
من جانبه أعرب دميتري بيسكوف المتحدث باسم الرئيس الروسي أمس عن أسف روسيا لإخفاق مجلس الأمن الدولي في الإجماع على مشروع القرار الذي تقدمت به موسكو لحماية السيادة السورية.
وأكد بيسكوف أن سياسة روسيا شفافة وتهدف إلى ضمان الاستقرار ومحاربة الإرهاب، وشدد على أن «روسيا تعتبر القصف المدفعي التركي للأراضي السورية عبر الحدود عملاً مرفوضاً».
من جانبه صرح المندوب الفنزويلي رفائيل راميريس الذي تترأس بلاده المجلس، بأن أعضاء المجلس علقوا الجلسة التي عقدت ليل الجمعة حتى الإثنين المقبل. وقال: «كل بلد عبّر عن موقفه، ولدينا وقت حتى الإثنين لمعرفة ردود الأفعال على المشروع الذي ناقشناه مطولا من دون التوصل إلى اتفاق».
ويفيد دبلوماسيون بأن المشروع واجه معارضة 6 بلدان هي بريطانيا والولايات المتحدة وفرنسا وأوكرانيا ونيوزيلاندا وإسبانيا، على حين أعلن ممثلا الولايات المتحدة وفرنسا قبل الجلسة أن لا مستقبل للوثيقة الروسية.
ويطالب مشروع القرار الروسي جميع الدول بوقف قصف سورية عبر الحدود، وباحترام السيادة السورية و«التراجع عن محاولات وخطط «التوغل العسكري البري الأجنبي في الأراضي السورية».
وتأتي مبادرة المشروع الروسي رداً على ممارسات تركيا التي ما انفكت في الآونة الأخيرة تقصف مواقع الأكراد في سورية.
وكانت صحيفة «فايننشال تايمز» كتبت: إن أنقرة تعد لاجتياح سورية من الشمال، على حين تعد الرياض لاجتياحها من الجنوب، في وقت تسعى فيه واشنطن إلى كبح جماح الدولتين.
وأشارت الصحيفة كذلك إلى قلق حلف شمال الأطلسي حيال احتمال اجتياح قوات تركية أراضي سورية تكون قريبة من رقعة النشاط الجوي الروسي وما يرافقه على الأرض.
وعبر نائب مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة فلاديمير سافرونكوف عن استعداد بلاده للتشاور مع أعضاء مجلس الأمن الدولي حول مشروع القرار الروسي حول سورية.
وقال: «أبلغت نظرائي باستعداد روسيا للمشاورات حول مشروعنا، ونحن نرحب بأي مقترحات»، مشيراً إلى عدم صدور أي مقترحات عن الأطراف المعنية حتى الآن.
وأعرب في هذه المناسبة عن أمله في أن يتبنى مجلس الأمن مشروع القرار الروسي في القريب العاجل، مشيراً إلى أن كل ما ورد في مشروع القرار كان قد سبق أن أعلن وتكرر من جميع أعضاء مجلس الأمن على امتداد الأزمة السورية.
وختم بالقول: «يصعب علي تصور أن يستطيعوا رفض كل هذه المبادئ في المشروع الروسي لأسباب سياسية».
واستنكرت مندوبة واشنطن الدائمة لدى الأمم المتحدة، سامنثا باور، توزيع موسكو مشروع القرار، على أعضاء مجلس الأمن الدولي، ووصفته بأنه «تشتيت للانتباه». وهاجمت أنقرة روسيا مدعيةً أنها، «انتهكت قرار مجلس الأمن 2254».

Exit mobile version