Site icon صحيفة الوطن

في مقابلة مع «البايس» الإسبانية.. أكد أن الدعم الروسي والإيراني كان جوهرياً في تقدم الجيش… وتقدّمنا نحو الرقة لكننا لا نزال بعيدين عنها…. ولا دليل على أن الروس هاجموا أهدافاً مدنيّة … الرئيس الأسد: مستعدون لوقف العمليات العسكرية لكنه يتطلب منع الإرهابيين من استخدامه لتحسين مواقعهم والتوقف عن إرسالهم إلى سورية ودعمهم

| وكالات

أكد الرئيس بشار الأسد أن الحكومة السورية مستعدة لوقف العمليات العسكرية، لكن الأمر لا يتعلق فقط بالإعلان، وإنما بعوامل أخرى مكملة وأكثر أهمية، وهي وقف إطلاق النار ومنع الإرهابيين من استخدام وقف العمليات من أجل تحسين موقعهم، ومنع البلدان الأخرى من إرسال المزيد من الإرهابيين والأسلحة، أو أي نوع من الدعم اللوجستي لأولئك الإرهابيين.
وحذر الرئيس الأسد في مقابلة مع صحيفة «البايس» الإسبانية نشرتها وكالة «سانا» أمس من أنه «إذا لم نوفّر جميع هذه المتطلبات لوقف إطلاق النار، فإن ذلك سيُحدث أثراً عكسياً وسيؤدي إلى المزيد من الفوضى في سورية ويمكن أن يُفضي ذلك إلى تقسيم البلاد بحكم الأمر الواقع».
وأكد الرئيس الأسد «نحن لم نُحاصر أي منطقة في سورية»، و«لكن مشكلة تلك المناطق هي أن المجموعات المسلحة نفسها استولت على الأغذية والاحتياجات الأساسية لأولئك الناس وأعطتها لمسلحيها أو باعتها للناس بأسعار مرتفعة جداً».
وأكد الرئيس الأسد أن الجيش العربي السوري «تقدّم نحو الرقة، لكننا لا نزال بعيدين عنها». وقال: «نحن متوجهون إلى الرقة والمناطق الأخرى، لكن التوقيت يعتمد على نتائج المعارك المختلفة الجارية الآن». واعتبر الرئيس الأسد، أن «الدعم الروسي والإيراني كان جوهرياً كي يُحقّق جيشنا هذا التقدّم».
وأوضح الرئيس الأسد أنه «ليس هناك أي دليل على أن الروس هاجموا أي أهداف مدنيّة». وقال: «إنهم دقيقون جداً في استهدافاتهم، وهم يهاجمون دائماً وكل يوم قواعد أو مواقع الإرهابيين».
واعتبر الرئيس الأسد أن جنيف3 «فشل»، وقال: «في جنيف كان يفترض أن يكونوا خليطاً من الإرهابيين والمتطرفين أو داعميهم وتم تشكليهم في السعودية وبعضهم من القاعدة، وجزء آخر من المستقلين أو معارضين آخرين يعيشون خارج أو داخل سورية، وبالتالي يمكننا التفاوض مع الجزء الآخر، مع السوريين الوطنيين المرتبطين ببلادهم لكننا لا نستطيع التفاوض بالطبع مع الإرهابيين ولذلك أخفق المؤتمر».
وأوضح الرئيس الأسد أنه إذا تمكنت الحكومة السورية من بسط سيطرتها على جميع الأراضي السورية، فستبدأ عملية سياسية بتشكيل حكومة وحدة وطنية يمكن لجميع الأحزاب السياسية الانضمام إليها إذا أرادت، مشيراً إلى أنه «ينبغي لهذه الحكومة أن تحضّر لدستور جديد، لأنك إذا أردت أن تتحدّث عن مستقبل سورية ومناقشة ذلك مع مختلف الأحزاب، ومناقشة كيفية حل المشكلة الداخلية، ينبغي أن تناقش الدستور؛ أعني ما إذا كنت تريد تغييره، أو المحافظة عليه، أو تغيير النظام السياسي برمته، فإن ذلك يعتمد على الدستور. وبالطبع، ينبغي أن يتم الاستفتاء على الدستور من قبل الشعب».
وأضاف: «بعد ذلك، وطبقاً للدستور الجديد، ينبغي إجراء انتخابات برلمانية برلمانية مبكرة»، مشيراً إلى أنه «إذا أراد الشعب السوري، أو الأحزاب المختلفة، إجراء انتخابات رئاسية، فستُجرى»، وتابع: «بالنهاية فإن ما يتعلق بتسوية الناحية السياسية من المشكلة لا علاقة له برأيي الشخصي».
ورأى الرئيس الأسد أن «استخدام الأسلحة لا يمكن أن يكون الوسيلة لتغيير النظام أو تأسيس الديمقراطية». وأضاف: «يمكننا تحقيق الديمقراطية من خلال الحوار لكن في الوقت نفسه من خلال رفع مستوى المجتمع نحو الديمقراطية».

وفي ما يلي نص المقابلة:
لم نُحاصر أي منطقة لكن المسلحين استولوا على الأغذية واحتياجات المواطنين

لقد سمحتم مؤخراً بدخول المساعدات الإنسانية إلى سبع مناطق محاصرة. يزعم البعض أن هناك ما لا يقل عن 486 ألف شخص يعيشون في تلك المناطق، وبعضها مناطق محاصرة منذ أكثر من ثلاث سنوات. لماذا تأخر إدخال المساعدات حتى هذه المرحلة من الصراع؟

الرئيس الأسد:
في الواقع، هذا لم يحدث مؤخراً، بل إنه يحدث منذ بداية الأزمة. نحن لم نُحاصر أي منطقة في سورية. هناك فرق بين فرض حصار وإحاطة منطقة معينة بسبب وجود المجموعات المسلحة، وهذا طبيعي في مثل هذا الوضع الأمني أو العسكري. لكن مشكلة تلك المناطق هي أن المجموعات المسلحة نفسها استولت على الأغذية والاحتياجات الأساسية لأولئك الناس وأعطتها لمسلحيها أو باعتها للناس بأسعار مرتفعة جداً. أما نحن كحكومة، فإننا لا نمنع المساعدة عن أي منطقة، بما في ذلك المناطق الواقعة تحت سيطرة داعش، مثل الرقة في شمال البلاد، الواقعة تحت سيطرتهم، ومن قَبْلهم جبهة النصرة، منذ نحو ثلاث سنوات. لا نزال نُرسل رواتب الموظفين والمعاشات التقاعدية ولقاحات الأطفال إلى تلك المنطقة.

إذاً، ما زلتم ترسلون الطعام ورواتب الموظفين إلى الرقة ومعاقل داعش؟

الرئيس الأسد:
تماماً. فإذا كنّا نرسل ذلك إلى الرقة الواقعة تحت سيطرة داعش لأننا نعتقد بأننا كحكومة مسؤولون عن كل شخص سوري، فكيف يُمكننا أن لا نفعل ذلك في مناطق أخرى؟ هذا غير واقعي وينطوي على التناقض. لهذا قلت إن ذلك لم يحدث مؤخراً وحسب. نحن لم نتوقف عن السماح بدخول المساعدات أو الأغذية منذ البداية.

وهل سيستمر ذلك؟

الرئيس الأسد:
بالطبع.

مستعدون لوقف العمليات القتالية

نحن على بُعد أيام قليلة من الهدنة التي أعلنتها روسيا والولايات المتحدة. هل الحكومة السورية مستعدة لاحترام وقف العمليات العسكرية في سورية؟

الرئيس الأسد:
بالتأكيد، وقد أعلنا أننا مستعدون، لكن الأمر لا يتعلق فقط بالإعلان، لأن الطرف الآخر قد يُعلن الأمر نفسه. المسألة تتعلق بما ستفعله على الأرض. وقف إطلاق النار يتعلّق -هذا إذا أردت استعمال عبارة وقف إطلاق النار، وهي ليست الكلمة الصحيحة، لأن وقف إطلاق النار يحدث بين جيشين أو بلدين متحاربين، إذاً لنقل بأنه وقف للعمليات. المسألة تتعلق أولاً بوقف النار، لكن أيضاً بالعوامل الأخرى المكمّلة والأكثر أهمية، مثل منع الإرهابيين من استخدام وقف العمليات من أجل تحسين موقعهم. كما يتعلق بمنع البلدان الأخرى، وخصوصاً تركيا، من إرسال المزيد من الإرهابيين والأسلحة، أو أي نوع من الدعم اللوجستي لأولئك الإرهابيين. وكما تعلم، هناك قرار مجلس الأمن، فيما يتعلّق بهذه النقطة، والذي لم يُنفَّذ. إذا لم نوفّر جميع هذه المتطلبات لوقف إطلاق النار، فإن ذلك سيُحدث أثراً عكسياً وسيؤدي إلى المزيد من الفوضى في سورية.. ويمكن أن يُفضي ذلك إلى تقسيم البلاد بحكم الأمر الواقع. ولهذا السبب، إذا أردنا تطبيق وقف العمليات، فإن ذلك ممكن أن يكون إيجابياً مع توافر العوامل التي ذكرتها.

إذاً، سيكون هناك بعض القتال رغم وجود وقف إطلاق النار، على الأقل ضد بعض…؟

الرئيس الأسد:
نعم، بالطبع، مثل داعش، والنصرة، والتنظيمات أو المجموعات الإرهابية الأخرى التي تنتمي للقاعدة. لقد أعلنت سورية وروسيا أسماء أربعة من هذه التنظيمات: أحرار الشام وجيش الإسلام إضافة إلى جبهة النصرة وداعش.

العلاقة بين تركيا والإرهابيين في حلب باتت أكثر صعوبة ولهذا أنقرة تقصف الأكراد

لقد أحاطت قواتكم بحلب، وهي أحد أكبر معاقل المعارضة. متى تتوقّعون استعادة السيطرة على تلك المدينة؟

الرئيس الأسد:
في الواقع، نحن موجودون في وسط المدينة؛ وبالتالي فإن جزءاً كبيراً من المدينة تحت سيطرة الحكومة، ومعظم سكان الأحياء الأخرى نزحوا من المنطقة التي يسيطر عليها المسلحون إلى المناطق التي تسيطر عليها الحكومة، وبالتالي فإن الأمر لا يتعلق باستعادة السيطرة على المدينة. في الواقع، المسألة ترتبط بإغلاق الطرق بين تركيا والمجموعات الإرهابية. هذا هو هدف المعارك في حلب الآن، وقد نجحنا مؤخراً بقطع بعض الطرق الرئيسية. بالطبع، ليس هناك إغلاق تام للمنطقة الواقعة بين حلب وتركيا، لكن ذلك يجعل العلاقة بين تركيا والإرهابيين أكثر صعوبة بكثير. ولهذا السبب فإن تركيا دأبت على قصف الأكراد مؤخراً.

متوجهون إلى الرقة والمناطق الأخرى

ماذا بعد حلب؟ هل الجيش السوري مستعد للذهاب حتى إلى الرقة، ما يسمّى بعاصمة الدولة الإسلامية؟

الرئيس الأسد:
من حيث المبدأ، ينبغي أن نذهب إلى جميع الأمكنة، لكننا نقاتل الآن على أكثر من 10 جبهات في سورية. مؤخراً، تقدّمنا نحو الرقة، لكننا لا نزال بعيدين عنها. إذاً، من حيث المبدأ، نعم، نحن متوجهون إلى الرقة والمناطق الأخرى، لكن التوقيت يعتمد على نتائج المعارك المختلفة الجارية الآن. ولذلك لا نستطيع تحديد التوقيت بدقة.

لقد بدأت روسيا حملة قصف جوي قوية على معاقل رئيسية للمعارضة. وقد شكّل هذا نقطة تحوّل في الصراع. يزعم البعض بأن لكم اليد العليا الآن. هل تعتقدون أنه كان بإمكانكم تحقيق ذلك دون مساعدة خارجية؟

الرئيس الأسد:
لا شك أن الدعم الروسي والإيراني كان جوهرياً كي يُحقّق جيشنا هذا التقدّم. أما القول إنه ما كان بوسعنا تحقيق ذلك، فهذا سؤال افتراضي. أعني أن لا أحد يمتلك الإجابة الحقيقية على تلك الـ«إذا». لكننا بالتأكيد بحاجة إلى تلك المساعدة، ولسبب بسيط هو أن هناك ثمانين بلداً تدعم أولئك الإرهابيين بشتى الطرق.. بعضها يدعمهم مباشرة بالمال، أو بالدعم اللوجستي، أو بالسلاح، أو بالمقاتلين. بلدان أخرى تقدّم لهم الدعم السياسي في مختلف المحافل الدولية. سورية بلدٌ صغير.. ونحن نستطيع القتال، لكن في المحصلة، هناك دعمٌ وإمداد غير محدود لأولئك الإرهابيين. من المؤكد أن تكون في هذه الحالة بحاجة لدعم دولي. لكن، مرة أخرى، هذا سؤال افتراضي لا أستطيع الإجابة عليه.
فيما يتعلق بهذه الغارات الجوية الروسية، هل أنتم قلقون بشأن الضحايا المدنيين؟ يوم الإثنين، تمّ قصف مستشفى قُتل فيه خمسون شخصاً. زعمت الولايات المتحدة بأن روسيا تسبّبت في ذلك. هل يثير مثل هذا الأمر قلقكم؟

الرئيس الأسد:
بعض المسؤولين الأميركيين الآخرين قالوا إنهم لا يعرفون من فعل ذلك، هذا ما قالوه لاحقاً. هذه البيانات المتناقضة أمرٌ شائع في الولايات المتحدة، لكن ليس لدى أحد دليل حول من فعل ذلك وكيف حدث ذلك. وفيما يتعلق بالضحايا، فإن هذه مشكلة في كل حرب. أشعر بالحزن طبعاً لموت كل مدني بريء في هذا الصراع، لكن هذه حرب. وكل حرب سيئة، فليس هناك حربٌ جيدة، لأن هناك دائماً مدنيين، وهناك أبرياء سيدفعون الثمن.

لا دليل على أن الروس
هاجموا أي أهداف مدنيّة

إذاً، كيف تشرح لشعبك، للسوريين، أن هناك جيشاً أجنبياً يقوم بعمليات هنا تتسبّب بسقوط ضحايا مدنيين؟ هل تشرحه بالقول بأن حدوث ذلك أمر محتّم.

الرئيس الأسد:
لا، ليس هناك أي دليل على أن الروس هاجموا أي أهداف مدنيّة. إنهم دقيقون جداً في استهدافاتهم، وهم يهاجمون دائماً وكل يوم قواعد أو مواقع الإرهابيين. في الواقع، فإن الأميركيين هم الذين فعلوا هذا، قتلوا العديد من المدنيين في الجزء الشمالي من سورية وليس الروس. أعني أنه لم يقع حادث واحد يتعلّق بالمدنيين حتى الآن، لأن الروس لا يهاجمون المدن، بل إن هجماتهم تحدث بشكل رئيسي في المناطق الريفية.

بالحديث عن الجيوش الأجنبية، كيف ستردّون إذا عملت تركيا والسعودية بموجب تصريحاتهما بأنهما تخططان لإرسال قوات إلى هنا بزعم محاربة داعش؟

الرئيس الأسد:
كما قُلت، فإن ذلك مُجرد زعم. لكن إذا حدث ذلك، فإننا سنتعامل معهم كما نتعامل مع الإرهابيين. سندافع عن بلدنا. هذا عدوان. إنهم لا يملكون أي حق للتدخل في سورية لا سياسياً ولا عسكرياً. هذا انتهاك للقانون الدولي؛ وبالنسبة لنا كمواطنين سوريين فإن خيارنا الوحيد هو أن نُقاتل وأن نُدافع عن بلدنا.

لقد بدأت تركيا بقصف مناطق سورية من أراضيها.

الرئيس الأسد:
تماماً، وقبل ذلك القصف، كانت تركيا تُرسل الإرهابيين، وبالتالي فإنها تعمل من أجل نفس الهدف وتُحدث نفس الأثر بطرق مختلفة. تركيا ضالعة في الأحداث في سورية منذ البداية.

لا نعترف بأي مجموعة مسلحة
بأنها في إطار المعارضة

حاولت السعودية توحيد المعارضة في مؤتمر عُقد في الرياض. كان بعض الأشخاص المرتبطين بالقاعدة موجودين في تلك الاجتماعات. هل تعترفون بأي مجموعات من المعارضة المسلّحة، في إطار المعارضة بمجملها، كطرفٍ يتمتع بالشرعية يمكن أن تتفاوضوا معه؟
الرئيس الأسد:
تعني المجموعات التي تقاتل على الأرض؟

نعم.

الرئيس الأسد:
لا. من الناحيتين القانونية والدستورية، كل من يحمل السلاح ضد الشعب وضد الحكومة هو إرهابي، سواء في بلدكم أو في بلدنا، أو في أي بلد آخر في العالم. لا تستطيع القول إن هؤلاء يمتلكون شرعية. يُمكن أن يصبحوا شرعيين عندما يتخلّون عن أسلحتهم وينضمّون إلى العملية السياسية. هذا هو السبيل الوحيد في أي بلد من أجل إعادة البناء أو تغيير أي شيء تريد تغييره، سواء كان الدستور أو القوانين أو الحكومة، أي شيء. يمكن فعل ذلك لكن من خلال عملية سياسية وليس من خلال السلاح.

إذاً، أنتم تعتبرون كل أولئك الذين يقاتلون إرهابيين؟

الرئيس الأسد:
ما لم يعلنوا أنهم مستعدون للانضمام إلى العملية السياسية. عندها لن يكون لنا مشكلة معهم.

إذاً، بالنسبة لأولئك المقاتلين وبصرف النظر عن نواياهم، إذا تخلّوا عن سلاحهم وأرادوا العودة؟

الرئيس الأسد:
سنمنحهم العفو؛ وقد حدث ذلك خلال العامين الماضيين، وقد تسارع مؤخراً. العديد منهم يتخلّون عن أسلحتهم، وبعضهم انضم إلى الجيش السوري وباتوا يحاربون داعش إلى جانب الجيش السوري، ويتلقّون دعم الجيش السوري والطائرات الروسية.

جنيف3 أخفق لأننا
لا نستطيع التفاوض مع إرهابيين

إذاً، إذا كان الأمر كما قلتم، وأن أولئك الذين حملوا السلاح ضد الحكومة هم جميعاً إرهابيون، فمع من تتفاوضون بالتحديد في جنيف؟

الرئيس الأسد:
إننا نتحدث هنا عن جنيف3 الذي فشل.. في جنيف كان يفترض أن يكونوا خليطاً من الإرهابيين والمتطرفين أو داعميهم وتم تشكليهم في السعودية وبعضهم من القاعدة، وجزء آخر من المستقلين أو معارضين آخرين يعيشون خارج أو داخل سورية، وبالتالي يمكننا التفاوض مع الجزء الآخر، مع السوريين الوطنيين المرتبطين ببلادهم لكننا لا نستطيع التفاوض بالطبع مع الإرهابيين ولذلك أخفق المؤتمر.

ماذا عن قادة نشطاء المعارضة المسجونين قبل اندلاع الصراع عام 2011؟

الرئيس الأسد:
جميعهم خرجوا من السجن منذ وقت طويل، ومعظمهم باتوا جزءاً من المعارضة.

جميعهم.

الرئيس الأسد:
جميعهم. لم يعد لدينا أي منهم. لقد خرجوا جميعاً قبل عام 2010، بمن فيهم بعض الإرهابيين الذين حُكم عليهم بالسجن لبضع سنوات، لنقُل خمس سنوات أو شيئاً من هذا القبيل وقضوا محكوميتهم وخرجوا، وعندما بدأت الأزمة، انضموا مرة أخرى إلى المجموعات الإرهابية.
هل لديكم دليل على ذلك؟

الرئيس الأسد:
نعم، بالطبع. أحدهم هو ذاك الذي قُتل مؤخراً، زهران علوش. حكم عليه بالسجن لعدة سنوات لأنه كان مرتبطاً بالقاعدة.. وعندما بدأت الأزمة، شكّل مجموعته الإرهابية الخاصة، وهي واحدة من المجموعات الأربع التي ذكرتها والتي نعتبرها إرهابية.

يزعم البعض أن هناك 35 ألف جهادي أجنبي، من بينهم 4000 أتوا من أوروبا. الحكومة الإسبانية صرحت أن هناك نحو 300 شخص يحملون جواز سفر إسبانياً. ماذا سيحدث لهؤلاء إذا وقعوا في قبضة الجيش السوري؟

الرئيس الأسد:
الإسبان؟

الجهاديون الأجانب بشكل عام.

الرئيس الأسد:
أولاً، نحن نتعامل معهم كما نتعامل مع أي إرهابيين آخرين. قانونياً، ليس هناك تمييز بين الجنسيات، لكن إذا كنت تتحدث عن تسليمهم لبلادهم، أو لحكوماتهم، فإن ذلك يكون من خلال العلاقات بين المؤسسات في البلدين.

في هذا الصدد، ما الذي يجتذب هذا العدد الكبير من الأجانب إلى سورية الآن من وجهة نظركم؟

الرئيس الأسد:
بشكل أساسي، الدعم الذي يتلقّونه. أنهم يتلقّون دعماً فعلياً من الخارج. السعودية هي المموّل الرئيسي لأولئك الإرهابيين. يضعونهم في طائرات ويرسلونهم إلى تركيا، ومن خلال تركيا إلى سورية. عاملُ الجذب الآخر يتمثّل في الفوضى، لأن الفوضى تشكّل تربة خصبة للإرهابيين. العاملُ الثالث هو الإيديولوجيا، لأنهم ينتمون إلى القاعدة. لهذه المنطقة في ثقافتنا الدينية، في الثقافة الإسلامية، مكانة خاصة بعد مكة والقدس والأماكن المقدسة الأخرى. يعتقدون أنهم يستطيعون القدوم إلى هنا لإقامة دولتهم وبالطبع فإنهم سيتوسّعون لاحقاً إلى أماكن أخرى. لكن الفكرة هي أن بوسعهم أن يأتوا ويحاربوا ويموتوا في سبيل اللـه والإسلام. بالنسبة لهم، فإن هذا جهاد.

سنبدأ بعملية سياسية إذا سيطرت الحكومة على كامل الأراضي السورية

فيما يتعلق بما سيحدث إذا تمكنت الحكومة السورية من بسط سيطرتها على جميع الأراضي السورية، هل ستبدؤون عملية سياسية حين ذاك؟ هل ستكونون مستعدين للذهاب إلى الانتخابات مرة أخرى؟ ما الذي ستكونون مستعدّين لفعله؟

الرئيس الأسد:
الأمر الطبيعي، أولاً، هو تشكيل حكومة وحدة وطنية يمكن لجميع الأحزاب السياسية الانضمام إليها إذا أرادت. ينبغي لهذه الحكومة أن تحضّر لدستور جديد، لأنك إذا أردت أن تتحدّث عن مستقبل سورية ومناقشة ذلك مع مختلف الأحزاب، ومناقشة كيفية حل المشكلة الداخلية، ينبغي أن تناقش الدستور؛ أعني إذا ما كنت تريد تغييره، أو المحافظة عليه، أو تغيير النظام السياسي برمته، فإن ذلك يعتمد على الدستور. وبالطبع، ينبغي أن يتم الاستفتاء على الدستور من قبل الشعب. بعد ذلك، وطبقاً للدستور الجديد، ينبغي إجراء انتخابات مبكرة، أعني انتخابات برلمانية. البعض يتحدث عن انتخابات رئاسية، إذا أراد الشعب السوري، أو الأحزاب المختلفة، إجراء انتخابات، فستُجرى. بالنهاية فإن ما يتعلق بتسوية الناحية السياسية من المشكلة لا علاقة له برأيي الشخصي.

أين ترى نفسك بعد 10 سنوات؟

الرئيس الأسد:
الأكثر أهمية كيف أرى بلدي لأنني جزءٌ من بلدي. بالتالي، بعد 10 سنوات أودّ أن أكون قد تمكّنت من إنقاذ سورية كرئيس – لكنّ ذلك لا يعني أنني سأكون رئيساً بعد 10 سنوات. أنا أتحدث عن رؤيتي لهذه الفترة. ستكون سورية سليمة ومعافاة، وسأكون أنا الشخص الذي أنقذ بلاده. هذا عملي الآن، وهذا واجبي. إذاً، هكذا أرى نفسي فيما يتعلّق بالمنصب، وعن نفسي كمواطن سوري.

هل ستكون في السلطة بعد 10 سنوات؟

الرئيس الأسد:
هذا ليس هدفي. أنا لا أكترث لوجودي في السلطة. بالنسبة لي، إذا أراد الشعب السوري أن أكون في السلطة، فسأكون. وإذا أرادوا ألا أكون، فلن أكون. أعني إذا كنت لا أستطيع مساعدة بلدي، عليّ المغادرة مباشرة.

دعني أقرأ من تقرير مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة الذي نُشر في الثالث من شباط. يقول التقرير: «تعرّض المحتجزون من قبل الحكومة للضرب حتى الموت أو أنهم ماتوا نتيجة الإصابات التي تعرضوا لها بسبب التعذيب». يقولون: «إن جرائم حرب قد ارتُكبت». ما ردّكم على ذلك؟

الرئيس الأسد:
ذلك يستند إلى ما فعلته قطر قبل سنة أو أكثر من ذلك بقليل، عندما زوّرت تقريراً يتكوّن من صور لم يتم التحقّق منها لأشخاص تعرّضوا لإصابات، واستندت إلى مصادر لم يتم التحقّق منها أيضاً، وأرسلت ذلك التقرير إلى الأمم المتحدة. هذا جزءٌ من الدعاية الإعلامية الموجّهة ضد سورية. هذه هي المشكلة مع الغرب ودعايته الإعلامية. أنهم يستخدمون معلومات لم يتم التحقّق منها لاتهام سورية ولتحميلها المسؤولية، ومن ثم لاتخاذ إجراءات ضدها.

الأكثر إيلاماً في الصراع السوري
أن يُدفع الناس لمغادرة بلدهم

لقد صُدم العالم بأسره لمشاهدة صورة الطفل آلن الكردي، اللاجئ السوري البالغ من العمر ثلاث سنوات على شاطئ تركي. ماذا شعرت عندما رأيت ذلك؟

الرئيس الأسد:
هذا هو الجزء الأكثر إيلاماً في الصراع السوري، أن يُدفع الناس لمغادرة بلدهم لأسباب مختلفة. لكن إضافة إلى المشاعر، فإن السؤال بالنسبة لنا كمسؤولين، والذي طرحه السوريون، يتعلّق بما ينبغي أن نفعله. ما هو الإجراء الذي اتُّخذ إما للسماح لأولئك اللاجئين بالعودة إلى بلدهم، أو كي لا يغادروا بلدهم في الأصل؟ ثمة سببان هنا. السبب الأول الذي ينبغي أن نتعامل معه بالطبع يتمثل في الإرهاب، لأن أولئك الإرهابيين لا يهدّدون الناس وحسب، بل يحرمونهم من الاحتياجات الأساسية الضرورية لحياتهم. أما السبب الثاني فهو الحصار الذي فرضه الغرب وعلى رأسه الولايات المتحدة بالطبع على سورية، وهو ما خلق صعوبات في حياة الناس هنا وخصوصاً في القطاع الصحّي. وبالتالي، فعلينا أن نتعامل مع هذه الأسباب لمنع هذه المأساة من الاستمرار لوقت طويل.

ذكرتم أن بعض أولئك اللاجئين يهربون من داعش، لكن بعضهم يزعمون أنهم يهربون من الحكومة، أو من الحملات التي تشنّها الحكومة في بعض المناطق السورية.

الرئيس الأسد:
يُمكنني أن أُعطيك حقائق مناقضة تستطيع أن تراها وأنت في سورية، وهي أن أغلبية الأشخاص الذين يعيشون في المنطقة التي يسيطر عليها الإرهابيون نزحوا إلى المنطقة التي تسيطر عليها الحكومة. إذاً، لو أرادوا الهروب من الحكومة، فلماذا يأتون إليها؟ لكن عندما تكون هناك معركة، أو إطلاق نار أو قتال بين الحكومة والإرهابيين في مناطق معيّنة، فإن من الطبيعي أن يغادر أغلبية السكان إلى منطقة أخرى، لكن هذا لا يعني أنهم يهربون من الحكومة. بعض العائلات التي نزحت إلى المناطق التي تسيطر عليها الحكومة هي في الواقع عائلات الإرهابيين أنفسهم.

حوالي خمسة ملايين لاجئ هربوا من سورية طبقاً للتقديرات الدولية، مليون غادر إلى أوروبا. ما الضمانات التي يُمكن أن تعطى لهؤلاء الناس لكي يعودوا بحرية ودون الخوف من أي إجراءات انتقامية؟

الرئيس الأسد:
يستطيعون العودة بالطبع. من حقهم أن يعودوا، ما لم يكن الشخص إرهابياً أو قاتلاً. أعتقد أن عدداً كبيراً منهم هم من مؤيدي الحكومة. لم يغادروا هرباً منها، لكن كما قلت لأن الأحوال المعيشية تراجعت بشكل كبير خلال السنوات القليلة الماضية. إذاً، بالطبع يستطيعون العودة دون أن تتخذ الحكومة أي إجراءات ضدهم. نحن نريد من الناس العودة إلى سورية.

ما الذي يمكن للحكومة السورية أن تفعله لوقف تدفّق اللاجئين والذي أدى إلى غرق العديد من الأشخاص في البحر الأبيض المتوسط؟ ما الذي يمكن فعله حيال ذلك؟

الرئيس الأسد:
كما قلت، الأمر لا يتعلق بسورية وحسب، بل يتعلق ببلدان العالم الأخرى أيضاً. أولاً، على أوروبا أن ترفع الحصار المفروض على الشعب السوري، لأنها في الواقع لا تفرض حصاراً على الحكومة السورية، بل على الشعب السوري. ثانياً، على تركيا أن توقف إرسال الإرهابيين إلى سورية. ثالثاً، نحن كحكومة علينا محاربة الإرهابيين بالتأكيد، وعلينا تحسين الأحوال المعيشية بأي وسيلة ممكنة كي نشجع الناس على البقاء في بلدهم. هذه هي الوسيلة الوحيدة التي يمكن أن تُعيد الناس أو أن تقنعهم بالعودة إلى بلدهم. وأنا متأكد من أن أغلبيتهم يريدون العودة إلى سورية. لكن كما قلت، في المحصلة ينبغي أن تتوافر المتطلبات الأساسية، أو متطلبات الحد الأدنى للحياة.

الديمقراطية لا تأتي من خلال السلاح

عندما وصلت إلى السلطة، وعدت بإجراء إصلاحات ديمقراطية، تلك الفترة التي سُميت «ربيع دمشق»، أو سمّها ما شئت. البعض يزعم أنه لو أجريت تلك الإصلاحات بسرعة أكبر، لكان قد تم إنقاذ حياة الكثيرين. آخرون، وبشكل أساسي من المعارضة أو الولايات المتحدة، يزعمون أنك لو تنحيت عن السلطة لكانت أُنقذت حياة الكثيرين. ما ردك على ذلك؟

الرئيس الأسد:
السؤال هو: ما العلاقة بين ما ذكرت وإرسال قطر للأموال، ومن ثم للأسلحة، ودعم الإرهابيين بشكل مباشر؟ ما العلاقة بين ذلك ودور تركيا في دعم الإرهابيين؟ ما العلاقة بين ذلك ووجود داعش والنصرة في سورية؟ إذاً، العلاقة ليست صحيحة. إذا أردت تغيير الرئيس أو رئيس الوزراء في أي نظام في بلدك أو في أي بلد آخر، ينبغي أن يتم ذلك من خلال العملية السياسية. لا تستطيع استخدام الأسلحة. أن استخدام الأسلحة لا يمكن أن يكون الوسيلة لتغيير النظام أو تأسيس الديمقراطية. الديمقراطية لا تأتي من خلال السلاح.. وتجربة الولايات المتحدة في العراق تثبت ذلك. والأمر نفسه يحدث في اليمن. الرئيس صالح ترك السلطة بسبب نفس المزاعم. ما الذي حدث في اليمن؟ هل أصبح أفضل حالاً؟ هذا ليس صحيحاً، وليس هناك أي علاقة. يمكننا تحقيق الديمقراطية من خلال الحوار لكن في الوقت نفسه من خلال رفع مستوى المجتمع نحو الديمقراطية، لأن الديمقراطية لا تتعلق فقط بالدستور، أو بالرئيس، أو بالقوانين وما إلى ذلك.. هذه كلها أدوات لتحقيق الديمقراطية. الديمقراطية الحقيقية، كقاعدة، ينبغي أن تقوم على المجتمع نفسه. كيف يمكن أن نقبل بعضنا بعضاً.. هذه المنطقة عبارة عن بوتقة تنصهر فيها مختلف الإثنيات والطوائف والأديان. كيف يمكن لهؤلاء أن يقبلوا بعضهم بعضاً؟ عندما يفعلون، يصبح بوسعهم أن يتقبّلوا بعضهم بعضاً سياسياً وعندها تحصل على ديمقراطية حقيقية. إذاً، المسألة لا تتعلّق بالرئيس. حاولوا شخصنة المشكلة فقط لإظهار أنها مشكلة بسيطة جداً: ليتنحَ الرئيس وكل شيء سيكون على ما يرام. لا أحد يستطيع القبول بذلك.

خلال هذه السنوات الخمس منذ بداية الصراع، وبعد أن دُمّرت العديد من المواقع الأثرية، وقُتل عدد كبير من الناس، هل كنت ستفعل أي شيء بشكل مختلف؟

الرئيس الأسد:
بشكل عام، إذا أردنا التحدث عن المبادئ، فقد قلنا منذ البداية إننا سنُحارب الإرهاب وسنجري الحوار. افتتحنا الحوار مع الجميع، باستثناء المجموعات الإرهابية. وفي الوقت نفسه سمحنا للإرهابيين، وفتحنا الباب أمامهم، إذا أرادوا التخلي عن أسلحتهم والعودة إلى حياتهم الطبيعية، فإننا عرضنا عليهم العفو الكامل. إذاً، هذا هو المبدأ للحل الشامل. الآن، وبعد خمس سنوات لا أستطيع القول إن ذلك كان خطأ، ولا أعتقد أننا سنغيّر تلك المبادئ. لكن تنفيذ السياسة يختلف أحياناً، لأن ذلك يعتمد على مسؤولين مختلفين، ومؤسسات مختلفة، وأشخاص مختلفين. ويمكن لأي شخص أن يرتكب أخطاءً، وهذا يمكن أن يحدث. إذاً، لو أردنا تغيير شيء، لو كان بوسعنا تغيير تلك الأخطاء التي ارتكبت في أماكن مختلفة لكنّا فعلنا ذلك، هذا لو أمكن إعادة عقارب الساعة إلى الوراء.

إذاً، من منظوركم، ومنذ البداية، فإن تلك الاحتجاجات التي خرجت في درعا ودمشق ومنذ البداية، وصفتم المشاركين فيها بالإرهابيين، بمعنى أنه تمّ اختراقهم من قبل قوى أجنبية. كيف تنظرون إلى تلك التظاهرات الأولى التي خرجت ضد الحكومة؟

الرئيس الأسد:
في البداية كان هناك خليط من المتظاهرين. أولاً، دفعت قطر للمتظاهرين كي تظهرهم على شاشة الجزيرة ومن ثم تقنع الرأي العام العالمي بأن الناس خرجوا في ثورة ضد الرئيس. كان أعلى رقم لهؤلاء 140 ألف متظاهر في سائر أنحاء سورية، وهو رقم ضئيل بالمقارنة مع عدد السكان. ولهذا لم نشعر بالقلق. قاموا باختراق المتظاهرين بالمسلحين الذين أطلقوا النار على الشرطة وعلى المتظاهرين كي تخرج المزيد من التظاهرات.. وعندما فشلوا تحوّلوا إلى إرسال السلاح لدعم الإرهابيين. لكن، هل كان هناك متظاهرون تظاهروا سلمياً مطالبين بالتغيير؟ بالطبع كان أولئك موجودين، لكن ليس جميعهم. إذاً لا تستطيع القول إن الجميع كانوا متظاهرين حقيقيين ولا القول إنهم جميعاً كانوا إرهابيين.

زرتم إسبانيا مرتين. وزار رئيسا الوزراء خوسيه ماريا أزنار، وخوسيه لويس رودريغيزثاباتيرو سورية عندما كانا في منصبيهما.. كيف هي علاقاتكم مع إسبانيا منذ ذلك الحين؟

الرئيس الأسد:
إسبانيا بشكل عام ضد أي حل مغامر في سورية. وهذا أمر نقدّره. لم يدعموا أي عمل مسلح ضد سورية. وقالوا إن ذلك سيزيد الأمور تعقيداً. لم يتحدثوا عن الإطاحة بالرئيس أو التدخل في شؤوننا الوطنية. قالوا إن كل شيء ينبغي أن يحدث من خلال الحل السياسي أو العملية السياسية.. وهذا جيد جداً. لكن في الوقت نفسه، فإن إسبانيا جزءٌ من الاتحاد الأوروبي. وهذا يجعلها مقيّدة بقرارات الاتحاد. نتوقّع من إسبانيا أن تلعب دوراً، أن تنقل نفس الرسالة ووجهة نظرها السياسية فيما يتعلق بالصراع في سورية إلى الاتحاد الأوروبي.

وفي أميركا اللاتينية، أين كنتم تتمتعون بأكبر قدر من الدعم برأيكم؟

الرئيس الأسد:
بشكل عام، وهذا أمرٌ غريب ومؤسف، تلك البلدان البعيدة جداً عن سورية لديها نظرة أكثر واقعية بكثير لما يحدث في سورية من الأوروبيين، وهم أكثر قرباً، حيث نُعتبَر الحديقة الخلفية لأوروبا. أنا أتحدث عن المستويين الرسمي والشعبي. أنهم يعرفون أكثر بكثير، ويدعمون سورية سياسياً في جميع المحافل الدولية، ولم يغيّروا موقفهم منذ بداية الأزمة.

يوجد في البرازيل إحدى أكبر الجاليات السورية في الخارج. كيف كانت علاقتكم بالحكومة البرازيلية؟

الرئيس الأسد:
لدينا علاقات طبيعية معهم، كما لدينا علاقات طبيعية مع الأرجنتين وفنزويلا وكوبا، وجميع بلدان أميركا اللاتينية. لم تتأثر تلك العلاقات بالأزمة، وباتوا يفهمون الوضع أكثر فأكثر ويدعمون سورية أكثر فأكثر. وهذا يتناقض مع الموقف الأوروبي.

الصحفي:شكراً جزيلاً

الرئيس الأسد:
شكراً لكم.

Exit mobile version