Site icon صحيفة الوطن

داعش يواصل إجرامه بحق أهالي تدمر وارتفاع حصيلة من ذبحهم من المدنيين إلى 450

حمص – نبال إبراهيم – حماة – محمد أحمد خبازي: 

يواصل تنظيم داعش الإرهابي إجرامه بحق المدنيين من أهالي مدينة تدمر مرتكباً أبشع الجرائم الجماعية والتمثيل والتنكيل بهم، مانعاً الآلاف من المواطنين من مغادرة منازلهم وفارضاً عليهم الفتاوى الخاصة به وصادر ممتلكاتهم وأرزاقهم.
وذكرت مصادر أهلية موثوقة في مدينة تدمر لـ«الوطن»، أن مسلحي التنظيم وبعد أن ارتكبوا مجازر جماعية بحق المدنيين يوم أمس الأول راح ضحيتها أكثر من 250 مدنياً معظمهم من النساء والأطفال والمسنين، أقدموا أمس على إعدام ما لا يقل عن 200 مدني آخر ذبحاً بالسكين بعد التكبير عليهم معظمهم أيضاً من النساء والأطفال وعدد منهم موظفون وأطباء وممرضون ومثقفون وعرف من بين الذين تم إعدامهم بحسب المصادر رئيسة التمريض في مشفى تدمر الوطني وجميع أفراد عائلتها من الأطفال.
وأكدت المصادر، أن الدواعش مثلوا ونكلوا بجثث المدنيين الذين ذبحوهم وفرضوا حظر تجول على الأهالي ومنعوا الآلاف من المواطنين من مغادرة منازلهم والمدينة بعد تهديدهم بالقتل والذبح.
وأوضحت المصادر، أن الإرهابيين فرضوا الفتاوى على أهالي المدينة وصادروا أرزاقهم وممتلكاتهم وأرغموهم تحت قوة السلاح على الانصياع لأوامرهم.
وكان تنظيم داعش ارتكب في وقت سابق من الشهر الجاري مجزرة مروعة بحق أهالي قرية العامرية في ريف تدمر الشرقي راح ضحيتها ثلاثون شخصاً على الأقل وسط صمت دولي مخجل حيث اكتفى مجلس الأمن الدولي في بيان رئاسي أصدره أمس الأول بالإعراب عن قلقه العميق على مصير السكان الذين بقوا في مدينة تدمر الأثرية بعد سيطرة تنظيم داعش الإرهابيي عليها.
وفي تقرير لها سلطت شبكة «سي إن إن» الإخبارية الأميركية الضوء على نزوح السكان من تدمر بعد سيطرة تنظيم داعش عليها، وقالت في تقرير لها: إنه ومع بسط تنظيم داعش سيطرته على مدينتي الرمادي في العراق، وتدمر في سورية، خلال أسبوع واحد، تركزت الأنظار على تمدد التنظيم، والمساحات الجديدة التي خضعت له، على حين تنشغل قلة من المنظمات بالحال الذي آل إليه سكان هذه المدن.
وأوضحت أنه في سورية، قالت الأمم المتحدة: إن نحو 11000 شخص فروا من مدينة تدمر والقرى المحيطة بها، بعد أن سيطر التنظيم على المدينة الأسبوع الماضي، بحسب ما أكدت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون للاجئين.
وبحسب المفوضية فإن هناك 8000 شخص نزحوا إلى قرية «القريتين»، الواقعة على بعد 40 ميلاً جنوب غرب تدمر، على حين نزح 3000 إلى قرية الفرقلوس الواقعة على بعد 20 ميلاً إلى الشرق من حمص، وقالت المفوضية في بيان: «يصل الناس منهكين، خائفين، وبأعداد متزايدة، بحسب ما ذكر بهجت العرندس، المسؤول في جمعية البر الخيرية، التي تعمل مع المفوضية، على ما جاء في التقرير. وقال العرندس: إنهم «هجروا منازلهم في تدمر والقرى المجاورة لصعوبة الحصول على أي شيء ولانقطاع المياه أيضاً، والكهرباء، وتعطل شبكة الهواتف المحمولة في تدمر».
وقد لاحظ مكتب المفوضية في حمص بداية تزايد أعداد النازحين منذ عدة أسابيع، عندما بدأت الاشتباكات في منطقة السخنة، الواقعة على بعد 45 ميلاً شمال شرق تدمر.
ميدانياً، تصدت أمس وحدة من الجيش بالتعاون مع قوات الدفاع الوطني لمحاولات تسلل مسلحين من جبهة النصرة فرع تنظيم القاعدة في سورية وما يسمى كتائب الفاروق وفيلق حمص وحركة أحرار الشام الإسلامية من حي الوعر عبر البساتين والمزارع المحيطة.
وذكر مصدر عسكري في المدينة لـ«الوطن»، أن قوات الجيش والدفاع الوطني أحبطت محاولات اعتداء وتسلل أفراد التنظيمات الإرهابية المسلحة من حي الوعر عبر البساتين المحيطة بالحي وذلك بعد اشتباكات عنيفة مع أفرادهم كان أشدها على اتجاه شارع الخراب وشرق الفرن الآلي، مؤكداً أن تلك الاشتباكات أدت إلى مقتل وإصابة العديد من الإرهابيين وإرغام الباقين على التراجع.
وقد أقدم إرهابيون آخرون على استهداف المشفى العسكري ومبنى بنك الدم بمحيط حي الوعر عبر الأسلحة القناصة والرشاشة ما استدعى الرد من عناصر حماية المشفى على مصادر إطلاق النار بحي الوعر وتحقيق إصابات مباشرة أدت إلى تدمير أسلحة وعتاد للإرهابيين والقضاء على عدد من أفرادهم.
وفي ريف المدينة الشمالي وحسب ما أفاد المصدر العسكري «الوطن»، فإن قوة عسكرية تابعة للجيش دمرت مربض هاون وقضت على أربعة إرهابيين شرق تل أبو السناسل على اتجاه بلدة أم شرشوح بريف مدينة الرستن، في وقت استهدفت وحدة أخرى من الجيش مقر عمليات لـ«النصرة» في حي المشجر الجنوبي في بلدة تلبيسة وأوقعت العديد من أفرادهم قتلى وجرحى بينهم قياديون بالجبهة.
هذا وقد دك سلاح الجو التابع للجيش معاقل ومواقع للتنظيمات الإرهابية المسلحة في قريتي أم صهريج والسلطانية بريف بلدة جب الجراح وبمحيط حقل جزل النفطي بريف مدينة تدمر ما أسفر عن تدمير تلك المعاقل والمواقع وعدد من آليات الإرهابيين إضافة إلى مقتل عدد منهم وإصابة آخرين بعضهم من جنسيات غير سورية.
من جهة ثانية وحسب ما أفاد مصدر مطلع في محافظة حمص «الوطن»، فقد أقدم إرهابيون من قرية عين حسين الجنوبي على إطلاق 12 قذيفة صاروخية باتجاه بلدة المشرفة وقرية عين الدنانير الواقعتين شمال شرق مدينة حمص سقطت جميعها في محيطهما واقتصرت الأضرار على الماديات من دون أن يصاب أحد المواطنين.
إلى حماة، حيث دكت مدفعية الجيش المتمركزة في ريف منطقة الغاب، تحركات لمجموعات إرهابية في محيط قرية زيزون ما أدى إلى مقتل وجرح العديد من أفراد تلك المجموعات التي ترفع شارات داعش.
كما استهدف الطيران الحربي تجمعات لإرهابيين في قرية قسطون بريف الغاب الغربي، موقعاً العشرات منهم صرعى وجرحى، وعرف منهم الإرهابي علام محمد ديب. وأكد مصدر إعلامي لـ«الوطن»، أن الطيران الحربي شنَّ عدة غارات صباح أمس على مواقع وتجمعات للإرهابيين في ريف إدلب الجنوبي وريف حماة الشمالي، ما أدى إلى مصرع العديد من الإرهابيين وتدمير آلياتهم وعتادهم.
وأما في ريف حماة الشرقي، فالهدوء الحذر يسيطر لليوم الثالث على كل المحاور، ولم يسجل أي اعتداء على نقطة عسكرية أو أي حاجز.

Exit mobile version