Site icon صحيفة الوطن

كاتب يرى أن الرئيس التركي «خدع الغرب» وابتز أوروبا بـ«اللاجئين» ويحمله المسؤولية عن الإرهاب الذي تتعرض له تركيا

حمل الكاتب التركي قدري غورسيل الرئيس رجب طيب أردوغان المسؤولية عما تتعرض له تركيا من هجمات إرهابية، مؤكداً أنها نتيجة لسياسة أردوغان الخاطئة تجاه سورية.
وفي مقابلة مع صحيفة «لو فيغارو» الفرنسية نشرت أمس، بيّن غورسيل أن أردوغان اعتمد منذ بداية الأزمة السورية، «سياسة الباب المفتوح للإرهابيين من حول العالم وأنشأ طريقاً سريعة لهم عبر تركيا إلى سورية»، لافتاً إلى أن «هذه الطريق أصبحت منذ فترة تعمل في كلا الاتجاهين، حيث سمح لهؤلاء الإرهابيين بالدخول والخروج من سورية بلا قيود واستخدام الأراضي التركية كقاعدة، وسمح هذا العمق الإستراتيجي للاندماج بين الإرهابيين في العراق وسورية ما أدى إلى ظهور تنظيم داعش الإرهابي في البلدين».
واعتبر أن تنظيم داعش لم يكن قادراً من دون هذا العمق الإستراتيجي على السيطرة على مدينة الموصل العراقية في حزيران 2014، ولا ضم الإرهابيين من دول المغرب العربي وأوروبا، واتهم الكاتب أردوغان بـ«منح هؤلاء الإرهابيين الحرية المطلقة للمرور عبر الأراضي التركية إلى سورية، ثم تجاهل عن قصد إنشاء شبكات إرهابية على الأراضي التركية»، وخلص قائلاً: «كان لا بد لهؤلاء الإرهابيين في نهاية المطاف أن يضربوا تركيا».
وشدد على أن أزمة اللاجئين السوريين جاءت نتيجة لسياسة أردوغان الهادفة لابتزاز أوروبا، وحذر الاتحاد الأوروبي من أن إعطاء المال للرئيس التركي لن يمنع ظاهرة الهجرة إلى الدول الأوروبية، منبهاً المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل إلى أن تقديم المال لأردوغان «يمثل خضوعاً لابتزازه ولن يحل أي شيء».
وأكد الكاتب التركي أن سياسة أردوغان تجاه سورية فشلت فشلاً ذريعاً، لكنه أضاف محذراً من أن «الأسوأ ربما لا يزال قادماً، ومن الممكن أن تكون العواقب أشد وطأة بالفعل إذا ما استمر في سياسته».
وأوضح غورسيل أن أردوغان أراد السيطرة على كامل منطقة شرق البحر الأبيض المتوسط من خلال إنشائه لسلسلة من الأنظمة التي تهيمن عليها جماعة الإخوان المسلمين من مصر إلى سورية، لكنه أشار إلى إخفاق هذه السياسة بعد إطاحة الرئيس المصري محمد مرسي عام 2013.
وأشار إلى أن الرئيس التركي خدع الغرب ولم يكن أبداً لديه النية الصادقة لجعل تركيا عضواً كاملاً في الاتحاد الأوروبي، مبيناً أنه بقبول أوروبا نقاش انضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي عام 2004 ثم إعادة فتحه من دون جدول زمني حرم الاتحاد الأوروبي من كل وسائل الضغط على تركيا وفشل في فرض إطار أكثر صرامة لمنع النظام الاستبدادي.
ودعا الكاتب الاتحاد الأوروبي إلى وضع «الإستراتيجية الصحيحة» للتعامل مع أردوغان وإلا فستشهد أوروبا قريباً مزيداً من اللاجئين السوريين والعرب، إضافة إلى اللاجئين الأتراك الفارين من النظام الاستبدادي الذي يفرضه أردوغان على تركيا.
سانا

Exit mobile version