Site icon صحيفة الوطن

موسكو: من السابق لأوانه الحديث عن خطط بديلة ولا علم لها بوجودها … دمشق تدين تصريحات كيري وتعتبرها «مجافية للواقع»

| وكالات

أدانت سورية بشدة تصريحات وزير الخارجية الأميركي جون كيري التي تحدث فيها عن احتمال تقسيم سورية في حال لم تنجح الجهود الحالية للتوصل إلى حل سياسي للأزمة، وهدد فيها باستخدام «خطة بديلة» إذا ما فشلت الجهود المبذولة لتشكيل «حكومة انتقالية في سورية»، معتبرة أن هذه التصريحات «تجافي الواقع» وتهدف إلى إخفاء مسؤولية بلاده فيما تتعرض له سورية من جرائم المجموعات الإرهابية.
من جانبها رأت روسيا أنه من السابق لأوانه الحديث عن أي خطط بديلة، نافيةً علمها بوجود أي خطة أميركية بديلة، وسط تقارير صحفية أميركية تحذر واشنطن من أن «الخطة ب» قد تجرها إلى الحرب بالوكالة في سورية بشكل أعمق.
وقال مصدر رسمي في وزارة الخارجية والمغتربين في تصريح، نقلته وكالة «سانا» للأنباء أمس، تعقيباً على التصريحات التي أدلى بها كيري في مجلس الشيوخ الثلاثاء، والتي تحدث فيها عن «إطالة الأزمة في سورية واحتمال التقسيم»: إن «الجمهورية العربية السورية تدين هذه التصريحات التي تجافي الواقع وتأتي في سياق التضليل لإخفاء مسؤولية بلاده فيما تتعرض له سورية من جرائم المجموعات الإرهابية.
وأضاف المصدر: إن «الولايات المتحدة وحلفاءها وأدواتها الإقليمية تتحمل مسؤولية اندلاع الأزمة في سورية واستمرارها، وذلك من خلال مواصلتها دعم الإرهاب وعدم أداء دورها كعضو دائم في مجلس الأمن لفرض تطبيق قرارات المجلس ذات الصلة بمكافحة الإرهاب وخاصة من جانب السعودية وتركيا اللتين تشكلان خزان التطرف في المنطقة والقاعدة الأساسية للإرهاب».
وأكد المصدر، أن سورية وشعبها الذي يتطلع إلى إنهاء الأزمة الراهنة بأسرع وقت ممكن وعودة الأمن والاستقرار إلى كل أرجاء الجمهورية العربية السورية والذي قدم قوافل الشهداء في مكافحة الإرهاب التكفيري، مصمم اليوم أكثر من أي وقت مضى على دحر الإرهاب والحفاظ على وحدة سورية أرضاً وشعباً وحماية سيادتها وقرارها الوطني المستقل.
وادعى كيري، خلال جلسة استماع للجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الأميركي، الثلاثاء، بحسب شبكة (CNN) الإخبارية الأميركية، بإمكانية «تقسيم سورية في حال لم تنجح الجهود الحالية للتوصل إلى حل سياسي للأزمة وتفعيل اتفاق وقف إطلاق النار الذي أعلن كيري بدايته المقررة يوم الجمعة المقبل».
وقال كيري: «إنه يجب الجلوس حول طاولة النقاش للتوصل إلى تفاهم حول مستقبل سورية، مضيفاً: «ولكن ربما فات الأوان لإبقاء سورية موحدة، إذا انتظرنا وقتاً أطول»!!.
وأشاد كيري، بدور روسيا في خطة تنفيذ «وقف الأعمال القتالية العدائية» في سورية، قائلاً: «دون تعاون روسيا، لست متأكداً من أننا كنا سنستطيع الوصول إلى هذا الاتفاق الآن، أو على الأقل التأكد من إيصال المساعدات الإنسانية داخل سورية، « معلناً أن واشنطن وموسكو ستجتمعان في جنيف خلال الأيام المقبلة، للتأكد من وقف إطلاق النار ولمناقشة الغارات المتواصلة على تنظيم داعش الإرهابي.
وحذر كيري من أن «أي شخص يعتقد أن هناك حصانة من العقاب على انتهاك هذا الاتفاق يرتكب خطأ فادحاً» وفق ما ذكرت وكالة «رويترز» للأنباء.
ودعا كيري إلى اغتنام الفرصة للحصول على «أكبر فائدة لهذه الخطة التي قد تساعد على المسارعة في تدمير التنظيم».
وكشف كيري أن واشنطن لديها «الخطة ب» البديلة، إذا ما فشلت الجهود المبذولة لتشكيل حكومة انتقالية في سورية، التي أعلن أنها ستتضح خلال شهر أو شهرين، دون الإعلان عن تفاصيلها، مدعياً أن هذه الخطة التي يجري النظر فيها، سيُضطر الرئيس بشار الأسد نفسه، لاتخاذ بعض القرارات الحقيقية حول عملية تشكيل ما سماها «الإدارة الانتقالية»، حسب الـ(CNN).
من جانبها ذكرت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، أن كبار المستشارين العسكريين والاستخباراتيين للرئيس الأميركي باراك أوباما لا يؤمنون بأن «روسيا ستلتزم بوقف إطلاق النار في سورية»، ويحثون الإدارة الأميركية على وضع خطط لتشديد الضغوط على موسكو عن طريق تقديم مساعدات خفية لخصوم الحكومة السورية».
وحذرت الصحيفة، بحسب الموقع الإلكتروني لقناة «روسيا اليوم» من أن المبادرة الخاصة بـ«خطة ب» التي يقف وراءها وزير الدفاع آشتون كارتر ورئيس هيئة الأركان المشتركة جوزيف دانفورد، ومدير وكالة الاستخبارات المركزية جون برينان، قد تجر بواشنطن إلى الحرب بالوكالة في سورية بشكل أعمق.
بدوره وفي تعليقه على «الخطة ب»، قال ديميتري بيسكوف المتحدث باسم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين: إنه «يجب التركيز على خطة «أ» الأساسية التي نسقتها موسكو وواشنطن بشأن الهدنة.
وأردف قائلاً: «من السابق لأوانه الحديث عن أي خطط بديلة، لأن هدفنا الملح يكمن حالياً في التوصل إلى وقف إطلاق نار تشارك فيه الفصائل التي تدعم مبادرة الرئيسين الروسي والأميركي» بحسب «سانا».
إلى ذلك، أكد مصدر في وزارة الخارجية الروسية أن التطبيق الفعلي للبيان الروسي الأميركي المشترك حول وقف الأعمال العدائية في سورية قد بدأ، نافياً علم موسكو بوجود أي خطة أميركية بديلة.
ونقلت وكالات روسية، أمس، عن المصدر، بحسب وكالة «سبوتنيك» للأنباء، قوله: «لا يعرف الجانب الروسي شيئاً عن الخطة «ب» التي تتكلم عنها الولايات المتحدة».
وتابع: «بذلنا جهوداً مكثفة لصياغة البيان، وعلينا أن نبذل كل ما بوسعنا من أجل تطبيقه عمليا»، مؤكداً أن «التطبيق العملي للاتفاق قد بدأ، ولا يجوز للجانب الأميركي أن يفقد الأمل مسبقاً».

Exit mobile version