Site icon صحيفة الوطن

هرم الكرة العالمية

| محمود قرقورا

كان أمس الأول حامي الوطيس في ردهات الفيفا حيث انتخاب رئيس جديد لامبراطورية كرة القدم العالمية.
لا جدال أن المنطق فرض نفسه بفوز الأوروبيين الذين يشكلون الثقل الأكبر في كرة القدم العالمية من خلال السويسري إنفانتينو الذي فاز بـ115 صوتاً مقابل 84 للبحريني سلمان آل خليفة.
تاريخياً وحده البرازيلي هافيلانج اعتلى القبة الكروية العالمية من خارج القارة العجوز، إضافة للمؤقت عيسى حياتو، وما كان لهافيلانج ذلك لولا الطرق الذكية حيناً والملتوية حيناً آخر التي سوّغها لنفسه والتي استعرضها الكاتب البريطاني ديفيد بالوب في كتابه كيف سرقوا اللعبة، ويمثل الجانب الذكي باستغلال اعتزال بيليه واستخدامه داعية انتخابية مصطحباً إياه للدول الفقيرة التي كانت تحلم بمجرد رؤيته، فحصل على أصواتها بفضل الجوهرة السوداء، وما إن وصل إلى السدة الرئاسية حتى تخلى عنه وعمل ما بوسعه لإهانته في أكثر من مناسبة.
أما الجانب الملتوي فتمثّل برشوة أصحاب النفوس الضعيفة من خلال أموال اختلسها من الاتحاد البرازيلي الذي كان يرأسه وسعى ما بوسعه لبقاء ملفات الفساد مقفلة من خلال زوج ابنته تكسيرا، لدرجة أن العلاقة بقيت بينهما حميمة حتى بعد طلاق ابنته من تكسيرا.
عندما نقول أوروبا مركز الثقل الكروي فهذا لا يحتاج إلى أدلة ولولا البرازيل والأرجنتين والأوروغواي في القارة اللاتينية لاحتكرت أوروبا الألقاب العالمية، وبما أن القارة اللاتينية عشرة أصوات فقط فهذا يجعلها بعيدة عن الفوز بالرئاسة.
البطولات الأوروبية هي الأقوى في العالم والأعلى مشاهدة.
الأندية الأوروبية هي الأعرق والأصلب و الأكثر جذباً للاعبين والأكثر ثراءً وجماهيرية.
مع احترامنا للعرب كيف نستسيغ زعامتهم لإمبراطورية كرة القدم ولم يصل أي منتخب عربي لربع نهائي المونديال؟
كيف نقتنع بتقليدهم وسام الرئاسة وحضورهم اقتصر على منتخب واحد في آخر نسختين موندياليتين؟
أنفانتينو الرئيس العاشر للفيفا إذا أضفنا عيسى حياتو الذي سيّر الأمور من 9 تشرين الأول وحتى أمس الأول والرؤساء السابقون كانوا ينتمون إلى فرنسا وإنكلترا وبلجيكا وسويسرا.
كرة القدم تحوّلت من لعبة الشعوب والفقراء إلى لعبة الأثرياء وأصحاب النفوذ والسطوة، والاستمرار في تنظيف الأجواء داخل البيت الأخضر الكروي كان يتطلب فوز الأوروبيين لأنه لو فاز العرب مع احترامنا للجميع لساد اعتقاد مزمن بأن الأموال هي التي حسمت الموقف، وهذا يتنافى مع الشعار المطروح هذه الأيام: يجب تنظيف الأجواء داخل الفيفا.

Exit mobile version