Site icon صحيفة الوطن

«العليا للمفاوضات» تحدثت عن موافقة نحو مئة تنظيم على وقف «العمليات العدائية» … الجولاني يدعو إلى رفض الهدنة: ستؤدي إلى «إنهاء الثورة»

| الوطن– وكالات

في خطوة تهدف إلى لفت الانتباه والإيحاء بأنها تمتلك القرار في أرض الميدان أعلنت «الهيئة العليا للمفاوضات» المنبثقة عن اجتماع الرياض للمعارضة التزام نحو مئة تنظيم مسلح بالاتفاق الروسي الأميركي المتعلق بوقف «العمليات القتالية العدائية» في سورية، على حين دعا زعيم جبهة النصرة ذراع تنظيم القاعدة في سورية أبو محمد الجولاني إلى رفض «الهدنة»، معتبراً أنها ستؤدي إلى «إنهاء» ما سماه «الثورة» والإبقاء على مؤسسات النظام العسكرية والأمنية.
وقبيل ساعات قليلة من دخول اتفاق وقف «العمليات القتالية العدائية» في سورية حيز التنفيذ ليل الجمعة، قال زعيم «النصرة» في كلمة صوتية بثتها قناة معارضة: إنه يحذر الشعب السوري من «خديعة» الدول الغربية للدفع بهم إلى العودة نحو «حضن النظام».
وكرر الجولاني كلمات «الثورة» و«ثورة الكرامة» و«الثورة الناجحة» أكثر من مرة خلال حديثه في أكثر من موضع. وقال: «الثورة الناجحة هي التي تقتلع النظام ومؤسساته من جذوره»، مؤكداً أن «ثورة الكرامة مستمرة».
كما تناول الجولاني موقف الجبهة من «الهدنة»، داعياً الشعب السوري إلى رفض «الهدنة» التي دخلت حيز التنفيذ ليل السبت، مشدداً على أن اتفاق وقف إطلاق النار سيؤدي إلى «إنهاء الثورة، والإبقاء على مؤسسات النظام العسكرية والأمنية»، وبقاء (الرئيس) الأسد في المرحلة الانتقالية وحتى بعدها. وقال: «من المعلوم أن اتفاقية الهدنة التي صدرت في البيان الأميركي لا تشمل جبهة النصرة ولا تنظيم داعش»، مؤكداً أن المفاوضات الحقيقية تكون في ساحات المعارك.
وطالب الجولاني الفصائل العسكرية بمواصلة المعركة في سورية وتكثيف ضرباتها لقوات النظام، معتبراً أن هذه المعركة ستحدد مستقبل البلاد. وقال: «عدم حسم المعركة في سورية فإن تبعاتها ستمتد إلى الدول المجاورة» وزاد: «التدخل الروسي أثبت إخفاق النظام والإيرانيين، وأحرز تقدماً جزئياً أفضى إلى خطة (المبعوث الدولي ستيفان) دي ميستورا». مضيفاً: إن «خطة دي ميستورا تعني أن أرواح الآلاف التي أريقت على الأرض السورية ستذهب هباءً» وأن «الثورة الناجحة هي التي تقتلع النظام ومؤسساته من جذوره»، مؤكداً أن «ثورة الكرامة مستمرة».
وجاءت كلمة الجولاني بعد أن قالت «العليا للمفاوضات» في بيان لها: إنها «أكدت موافقة فصائل الجيش الحر والمعارضة المسلحة على الالتزام بهدنة مؤقتة (…) تستمر مدة أسبوعين»، موضحة أن «هذه الموافقة تأتي عقب تفويض 97 فصيلاً من المعارضة الهيئة العليا للمفاوضات باتخاذ القرار فيما يتعلق بالهدنة». وأشارت الهيئة إلى أنه تم تشكيل لجنة عسكرية يترأسها المنسق العام للهيئة رياض حجاب «للمتابعة والتنسيق» من أجل إنجاح تطبيق الهدنة. وأكدت الهيئة التزامها بالحل السياسي «الذي يضمن تحقيق عملية انتقال للسلطة في سورية، يبدأ بإنشاء هيئة حكم انتقالي تمارس كامل السلطات التنفيذية، لا مكان لبشار الأسد وزمرته فيها».
وأرسلت الهيئة الأربعاء الماضي مذكرة إلى مجموعة «أصدقاء سورية» ورئيس مجلس الأمن والمبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا «تثمن فيها الجهود الدولية المبذولة لحماية المدنيين، وتؤكد التزامها بالحل السياسي الذي يضمن تحقيق عملية انتقال للسلطة في سورية يبدأ بإنشاء هيئة حكم انتقالي تمارس كامل السلطات التنفيذية، لا مكان لـ(الرئيس) بشار الأسد وزمرته فيها، وذلك وفقاً لما نص عليه بيان جنيف لعام 2012، وقرارات مجلس الأمن».
وتضمنت المذكرة ملاحظات وضرورة «إلزام روسيا وإيران بوقف العمليات العدائية في سورية باعتبارهما طرفاً أساسياً في القتال لمصلحة النظام»، مذكرة في الوقت نفسه أن «الهدنة» في القانون الدولي تتم وفق قرار ميداني تلتزم به القوى الفاعلة على الأرض، ولا تتضمن أي التزامات سياسية، إضافة إلى ضرورة «عدم استغلال النظام وحلفائه نصوص المسودة المقترحة للاستمرار في العمليات العدائية لضرب فصائل المعارضة تحت ذريعة محاربة الإرهاب، وعدم إتاحة المجال لروسيا بالاستمرار في النسق الإجرامي لعمليات القصف الجوي التي تسببت بمقتل آلاف المدنيين وتدمير المدارس والمستشفيات وغيرها من الأهداف المدنية»، مؤكدة حق المعارضة في الدفاع عن نفسها من أي هجمات يمكن أن تتعرض لها.

Exit mobile version