Site icon صحيفة الوطن

منتخبات السلة: خسارات مريرة والحلول ما زالت عصية

| مهند الحسني

المتأمل في واقع منتخباتنا الوطنية لكرة السلة يدرك بأن هناك إشكالية باتت متجذرة ومتأصلة، وبأن هناك خللاً واضحاً في البناء الهرمي لكرة السلة السورية، يعيش فيها منذ أعوام كثيرة مضت حالة من التخبط وعدم التوازن من دون أن تكون هناك دراسة علمية لصنع وإعداد منتخب قوي قادر على إعادة البسمة لعشاق السلة، فالخسارات تزايدت والآلام معها تضاعفت، والمسرحية السلوية ما زالت تقدم طقوس الأحزان في كل بطولة، ولا أحد يريد أن يدرك الحقيقة المريرة التي نعيشها جراء كل انتكاسة، فصرخات الاسترحام والاستعطاف لم تعد لها قيمة في عقول تبلدت وآذان أصيبت بالصمم، فحقيقة منتخباتنا هي اليوم أكثر سطوعاً من أي وقت مضى، وعلينا أن نعترف بما آلت إليه منتخباتنا من إخفاقات وأزمات ومشكلات مزمنة يصعب علاجها بمهدئات مؤقتة لا تسمن ولا تغني، فشتان ما بين دواء يعالج الداء جذرياً، وبين مسكن يخفف الآلام أو يحجبها مؤقتاً وفي أقرب وقت يعود أشد إيلاماً.

شروط بدهية
إذا أردنا أن نصل بمنتخباتنا الوطنية إلى البطولات القارية لتسجيل حضور طيب وليس للمشاركة فقط، فلهذا الأمر شروط يجب توافرها ومقومات يجب أن تتوافر، لأن الحضور القوي والنتائج الإيجابية لن تتحقق بالحماس والتمني والتصفيق، فلابد من خطوات كثيرة لتحقيق ذلك، ونحن لا نطلب المستحيل لأننا نؤمن بالمقولة (إذا أردت أن تطاع فاطلب المستطاع)، فعند إعداد أي منتخب وطني سرعان ما نصطدم بكثير من العقبات والمنغصات التي من شأنها أن تؤرق مسيرة المنتخب وتحضيراته، لأننا نؤكد أن المنتخبات قضية وطنية، فعلينا تذليل كل العقبات أمام مسيرة المنتخب لا أن نضعها ونتمسك بالقشور بحجة أن القوانين لا تسمح أو لا يمكننا أن نتجاوز هذه التفاصيل.

تطوير عمل الأندية
ولأن لكل نتيجة أسبابها ومسبباتها، فإن مشكلة تراوح نتائج منتخباتنا الوطنية منذ فترة طويلة تأتي انعكاساً لما يحدث في أنديتنا التي تفتقد معظمها لعوامل الاستقرار بنواحيه المالية والإدارية والفنية، فالأمراض المنتشرة في هذه الأندية من غياب الخطة والمخططين ونقص العناصر الفنية المؤهلة، وضعت سلتنا في دائرة المراوحة والتراجع، لذلك يجب دعم الأندية وتوفر العناصر الفنية القادرة على العطاء والتطوير، ويجب أن تكون من أهم أولوياتنا، وما تنتجه الأندية لابد أن يصب في بوتقة المنتخبات الوطنية في نهاية الأمر.

معسكرات خارجية
يجب أن تتوافر الإمكانات المادية لتنفيذ الخطط والبرامج التدريبية والمعسكرات الخارجية للمنتخبات، التي تتطلب صرف الكثير من الأموال، وهذه الأمور لن تتوافر ما دمنا نتطلع للدعوات المجانية التي لا ترد في عرفنا الرياضي مهما كانت المقدمات والنتائج والإعداد العشوائي وغير المبرمج، والتي باتت السمة الأساسية لمنتخباتنا، لذلك لا بد أن نبتعد عن الدعوات المجانية، وأن تكون لمعسكراتنا أهداف واضحة، الغاية منها الفائدة الفنية لمنتخباتنا بعيداً عن أي شيء آخر، فمتى سنصبح مبادرين في هذا الشأن وننتقي ما يناسبنا من معسكرات ومباريات تتلاءم مع مسيرة الإعداد.

نصيحة لابد منها
أمام هذا الواقع والمخيب للآمال لمنتخبات السلة، يجب على اتحاد السلة أن يعيد ترتيب أوراقه من جديد، وأن تكون مسؤولياته أكبر من أن تكون كبيرة، فالتركيز على السلبيات هو تعبير عن الإيمان بمستقبل مشرق.
فهذه نظرة مشرقة تجاه تجربة سلوية جديدة تترجم فيها الأقوال إلى أفعال فنحن نريد توازناً بين أصالة الأمس وإشراقة اليوم وطموح الغد، حتى نستطيع إعادة بناء سلتنا بشكل سليم وعلمي لتعود قوية ومنافسة، ولكي نمحو الصورة الضبابية التي ارتسمت بعيون عشاق كرة السلة السورية، فهل سيتغير حال منتخبات السلة، أم ستبقى الصورة القاتمة والنتائج المخيبة للآمال عنواناً بارزاً لها في جميع مشاركاتها؟

Exit mobile version