Site icon صحيفة الوطن

بان متفائل.. ودي ميستورا يحذر من انهيارها نتيجة نشاطات الإرهابيين والحوادث العرضية … «مجموعة العمل» تقيّم «الهدنة».. وموسكو تدعو للحذر قبل توجيه الاتهامات

| الوطن- وكالات

في ثالث أيام «وقف العمليات القتالية العدائية»، اجتمعت مجموعة العمل المكلفة الإشراف عليه لتقييمه، وسط دعوة روسية إلى الحذر قبل توجيه أي اتهام لأحد بإفشاله، وتحذير المبعوث الأممي إلى سورية ستيفان دي ميستورا من أن نشاطات الإرهابيين تمثل التهديد الأكبر للاتفاق، إضافة إلى «الحوادث العرضية وسوء الفهم» بين قوات الجيش العربي السوري والمسلحين.
واجتمعت مجموعة العمل المكلفة الإشراف على «وقف العمليات القتالية العدائية»، المنبثقة عن «مجموعة الدعم الدولية» لسورية أمس في مدينة جنيف السويسرية، لتقييم الاتهامات المتبادلة حول سلسلة خروقات، وذلك وفق ما نقلت وكالة «أ ف ب» عن مصدر دبلوماسي غربي.
ونقلت وكالة «رويترز» للأنباء عن دبلوماسي غربي، قوله: «نحتاج إلى الحصول على تفسير من الروس عن الضربات التي حدثت يوم الأحد» الماضي. كما نقلت عن سفير غربي في جنيف: أنه توقع دائماً ألا يكون وقف العمليات القتالية كاملاً. وقال: «الكل يعرف أنه ستقع حوادث. المجموعة الدولية لدعم سورية ستناقشها اليوم (أمس). ووجهة نظرها هي التي تهم».
وجاء اجتماع مجموعة عمل «وقف العمليات القتالية العدائية» وسط تفاؤل حذر بثه الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، الذي رأى أن وقف العلميات القتالية «صامد عموماً» رغم بعض «الحوادث المعزولة» التي سجلت أول من أمس.
وأوضح بان للصحفيين في جنيف بعد محادثات مع دي ميستورا، وفق ما نقلت وكالة «رويترز»، أن مجموعة العمل حول الهدنة والأعضاء الآخرين في المجموعة الدولية لدعم سورية يحاولون الآن ضمان ألا يمتد أكثر و(ضمان) استمرار وقف الأعمال القتالية».
وسبق لدي ميستورا أن حذر من خطورة انهيار اتفاق «وقف العلميات القتالية العدائية». وفي مقابلة مع صحيفة «ريبوبليكا» الإيطالية، وفق الموقع الإلكتروني لقناة «روسيا اليوم»، أشار دي ميستورا إلى أن التهديد الأكبر من هذه الناحية يمثله مسلحو تنظيمي داعش وجبهة النصرة الإرهابيين اللذين لا تشملهما شروط الاتفاق.
وأضاف المبعوث الأممي: إن حوادث عرضية وحالات سوء تفاهم بين طرفي النزاع تمثل هي الأخرى تهديداً خطراً، مشيراً إلى أهمية «إخماد الحرائق من هذا النوع على الفور». واعتبر أنه لا يمكن الحديث عن أن «الهدنة» تصب في مصلحة طرف دون آخر.
وفي رده على سؤال عما إذا كان هناك احتمال أن تستغل قوات الجيش السوري وقف العمليات القتالية العدائية للتمسك بالمواقع التي سيطرت عليها مؤخراً، تمهيداً لشن هجوم جديد، قال دي ميستورا: إن هذا المنطق غير سليم، لأن الهدنة تفتح نظرياً الاحتمال نفسه أمام المسلحين فقد تكون بالنسبة إليهم بمنزلة «جرعة هواء» قبل استئناف القتال. ووصف الوضع في سورية بشديد التعقيد وأقر بأن التسوية لا يمكن أن تسير من دون حوادث، لكنه أشار إلى أن طريقة تعامل الأمم المتحدة مع هذه القضية «تبعث على الأمل».
في موسكو، لفت المتحدث باسم الكرملين ديميتري بيسكوف إلى أن عملية تطبيق «وقف العمليات القتالية» في سورية بدأت وأقر بأنها «لن تكون سهلة». وقال: «من المهم أننا توصلنا إلى اتفاق، وأقدمنا على الخطوات الرئيسة تنفيذاً لهذا الاتفاق. إن العملية جارية، لكن كان من الواضح منذ البداية أن تلك العملية لن تكون سهلة».
وأردف بيسكوف قائلاً: «شدد الرئيسان الروسي (فلاديمير بوتين) والأميركي (باراك أوباما) منذ البداية على أن الطريق إلى تهدئة مستقرة فعلاً في سورية لن يكون سهلاً، نظراً للوضع الصعب (هناك)». وأضاف: إن موسكو دعت مراراً شركاءها إلى التحلي بحذر بالغ قبل توجيه أي اتهامات لأحد بإفشال الهدنة، في رد غير مباشر منه على وزير الخارجية السعودي عادل الجبير الذي اتهم أول من أمس روسيا والجيش السوري بخرق وقف العلميات القتالية. وتابع المتحدث الروسي: «الوضع ليس مستقراً حتى الآن، وعلينا أن نجدد دعوتنا (إلى التحلي بالحذر)».
وسارع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إلى الاتصال بنظيره الأميركي جون كيري أول من أمس من أجل الرد على المزاعم السعودية، واتفق الرجلان على رفض التقارير الإعلامية بشأن الخروقات «المزعومة» لـ«وقف العمليات القتالية العدائية».
وجاء في بيان صادر عن وزارة الخارجية الروسية: إن لافروف وكيري تبادلا أول من أمس تقييماتهما لكيفية تطبيق وقف الأعمال القتالية العدائية في سورية، وأشارا إلى أهمية التنسيق العسكري الوثيق بين موسكو وواشنطن في الشأن السوري. وأوضحت الوزارة أن الوزيرين شددا على عدم قبول ضخ تقارير إعلامية استفزازية حول الخروقات المزعومة لوقف إطلاق النار في البلاد.
وكان وزير الخارجية الفرنسي جان مارك إيرلوت قد دعا إلى عقد اجتماع للمجموعة. وقال للصحفيين بمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في جنيف «تلقينا مؤشرات على أن هجمات بعضها جوية استمرت ضد مناطق تسيطر عليها المعارضة المعتدلة». وأضاف إيرلوت وفقاً لوكالة «رويترز»، «كل هذا يحتاج إلى تحقق. لذلك طلبت فرنسا أن تجتمع قوة العمل المكلفة الإشراف على وقف الأعمال القتالية من دون تأخير».
كما أعرب الأمين العام لحلف شمال الأطلسي «ناتو» ينس ستولتنبرغ عن قلقه إزاء تقارير حول انتهاكات لـ«وقف العلميات القتالية العدائية»، وحض جميع الأطراف على احترام وقف الأعمال القتالية.
وقال ستولتنبرغ في مؤتمر صحفي في الكويت: «رأينا علامات مشجعة على أن وقف إطلاق النار صامد إلى حد كبير، لكن في الوقت نفسه رأينا بعض التقارير عن انتهاكات». وأضاف: «بطبيعة الحال، هذا مصدر قلق لأنه من المهم أن تحترم جميع الأطراف الاتفاق» الذي اعتبره أفضل وسيلة لتجديد الجهود الرامية للتوصل إلى حل سياسي للأزمة السورية منذ خمس سنوات.
وأعرب عن قلق الحلف إزاء الحشد العسكري الروسي في سورية، سواء كان قوة عسكرية أو جوية. وتابع: إن الضربات الجوية الروسية «استهدفت بشكل رئيسي» المقاتلين غير المتطرفين. وأكد أن «ناتو» لا يخطط لإرسال قوات برية إلى سورية كجزء من الحملة ضد الجهاديين.

Exit mobile version