Site icon صحيفة الوطن

معارك بين «النصرة» و«شهداء اليرموك» في ريف درعا…الجيش يشعل جبهة ريف دمشق الغربي.. والمقاومة تسيطر على مرتفعات القبع والنقار في القلمون

 دمشق – ثائر العجلاني – محافظات – الوطن، وكالات:

تواصلت عمليات الجيش العربي السوري أمس ضد المجموعات الإرهابية المسلحة في أرياف دمشق والحسكة ودرعا التي شهدت معارك عنيفة بين جبهة النصرة وحلفائها من جهة ولواء شهداء اليرموك من ا لجهة الأخرى.
وفي التفاصيل، أشعل الجيش جبهة الريف الغربي للعاصمة حيث شهدت خطوط تماس مدينة الزبداني مواجهات عنيفة بين جنود الجيش والمسلحين بالتزامن مع سقوط أكثر من 20 قذيفة أطلقتها مدفعية الجيش تجاه مواقع ونقاط تمركز المسلحين في المنطقة. وبحسب مراقبين عسكريين، فإن معركة الزبداني ترتبط جغرافياً بمعارك جرود القلمون التي استطاع الجيش والمقاومة اللبنانية من خلالها انتزاع السيطرة على أكثر من 85% من المساحة الجغرافية التي كان يتحصن بها مسلحو جبهة النصرة في الجرود القلمونية حيث باتت اعنف المعارك تنحصر في جرود بلدة فليطة وهي الوجهة التي اتخذها المسلحون بعد فرارهم من عدة تلال جردية في المنطقة.
وكان الجيش قد فرض سيطرته منذ مدة على عدة تلال حاكمة في جبال الزبداني مثبتاً عليها قواعد نارية تسهل رصد تحركات المسلحين في المنطقة وتضعهم ضمن المدى المجدي لنيران الجيش.
إلى شرق العاصمة، حيث شهدت جبهة حي جوبر عدة طلعات نفذتها مقاتلات الجيش وقصفت من خلالها مواقع مسلحي جند العاصمة وفيلق الرحمن في عمق الحي، وامتد قصف الطيران مستهدفاً مواقع المسلحين في عدة جَبهات أخرى بالغوطة الشرقية أبرزها محيط بلدة دير سلمان وبساتين دير العصافير وزبدين.
إلى ذلك، أعلن «جيش الإسلام» في بيان له أنه تمكن من أسر «أبو سليمان الديري وأبو خالد علايا» القياديين في «جيش الوفاء»، وقال إن عملية الأسر جاءت إثر «عملية نوعية» وتم سحب الديري وعلايا مكبلين إلى داخل الغوطة الشرقية.
وتفيد معلومات «الوطن» بأن عملية الأسر تمت في محيط مخيم الوافدين وجاءت إثر «خيانة» من الوسيط حيث تعرض مقاتلو «جيش الوفاء» لإطلاق نار استطاع خلاله الهرب منهم فيما تم أسر الديري وعلايا. يذكر أن «جيش الوفاء» هو تشكيل عسكري من أهالي الغوطة الشرقية «الذين تم تأمين خروجهم» ويقاتل إلى جانب الجيش العربي السوري. في الأثناء، استشهد طفل وأصيبت امرأتان جراء سقوط قذيفة هاون على حي مساكن برزة في العاصمة دمشق التي شهدت يوماً روتينياً في ظل تشديد التفتيش على حواجز الجيش ضمن  المدينة وعلى مداخلها. إلى ذلك، نقلت قناة «المنار» اللبنانية التابعة لحزب اللـه أمس: أن مقاتلي الحزب انتزعوا السيطرة على مرتفعات القبع والنقار في جرود القلمون بالقرب من الحدود اللبنانية من أيدي جبهة النصرة جناح تنظيم القاعدة في سورية وقتلوا العشرات من «مقاتلي العدو».
كما تقدم الجيش مدعوماً بقوات الدفاع الوطني والمقاومة اللبنانية تجاه بلدة الحميدية في ريف القنيطرة، وسط قصف بالمدفعية ومضادات الطيران على منطقة الاشتباك مع المسلحين.
وبحسب مصادر إعلامية معارضة دارت مواجهات عنيفة بين الجيش والمقاومة من جهة والمسلحين من جهة أخرى في البلدة، قتل وجرح خلالها عدد من المسلحين.
وفي سياق الخلافات المستعرة بين المجموعات المسلحة، سيطرت جبهة النصرة وحلفاؤها صباح أمس على بلدة سحم الجولان في ريف درعا الغربي، حسب مصادر إعلامية معارضة.
وجاءت السيطرة بحسب ذات المصادر، عقب اشتباكات دارت بين لواء «شهداء اليرموك» من جهة وحركة «أحرار الشام» وألوية «الفرقان» و«جبهة النصرة» من جهة ثانية.
وذكرت المصادر أن عدداً من عناصر «جبهة النصرة» ولواء «شهداء اليرموك» قتلوا خلال المواجهات. وأكدت حركة أحرار الشام أن الأهداف القادمة للمجموعات المسلحة وأبرزها النصرة هي بلدات «نافعة وعين ذكر والشجرة وجملة».
كما أفاد ناشطون معارضون باستقدام «النصرة» وحلفائها من «أحرار الشام» و«ألوية الفرقان» تعزيزات ضخمة من مختلف مناطق حوران، فيما يبدو استعداداً لاجتياح كامل لقرى «حوض اليرموك» بهدف القضاء على لواء «شهداء اليرموك» الموسوم بانتمائه لتنظيم «داعش».
وأضاف الناشطون بأن اشتباكات اندلعت على طول خطوط التماس بين الطرفين من بلدة «البكار» و«صيدا» شمالاً إلى بلدة «سحم» و«حيط» جنوباً، كما استخدمت كافة أنواع الأسلحة من الدبابات والهاونات والرشاشات الثقيلة ما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى من الطرفين غصت بهم المشافي الميدانية بالمنطقة الغربية من حوران، حيث طلب من السكان فيها بالتبرع بالدم لكثرة الإصابات.
وسقط في تلك المعارك عشرات القتلى والجرحى في صفوف الطرفين والمدنيين، عرف منهم قيادي بارز في «شهداء اليرموك» ويدعى «عرفات القديري» وآخر يدعى «ياسر دخل اللـه».
وذكر ناشطون بأن «هناك ما يقرب من 40 مدفعاً رشاشاً عيار 23 ملم وعشرات الأسلحة الثقيلة لدى «النصرة» وحلفائها تشارك في عملية الهجوم على مقرات «شهداء اليرموك». جاء ذلك وسط مناشدات من «وجهاء» حوران «لوقف الاقتتال وحقن الدماء»، إلا أن قراراً اتخذ مسبقاً من جانب «النصرة» بالقضاء على ما سمته «بذور داعش في حوران» في إشارة إلى لواء «شهداء اليرموك»، يبدو واضحاً، حسب متابعين، اعتبروا تصريحات قادة «النصرة» في حوران وعلى رأسهم «أبو ماريا القحطاني» دليلاً على ذلك. في الأثناء، ذكرت وكالة «سانا» بأن «وحدات من الجيش والقوات المسلحة في إطار حربها على الإرهاب» التكفيري دمرت بؤراً وأوكاراً لإرهابيي تنظيم «جبهة النصرة» المرتبط بكيان الاحتلال الإسرائيلي في درعا».
وأفاد مصدر عسكري حسب «سانا» بأن وحدة من الجيش «أوقعت قتلى ومصابين بين صفوف التنظيمات الإرهابية ودمرت آلية محملة بمن فيها من إرهابيين بعد رصد تحركاتهم في بلدة الكرك الشرقي» بريف درعا الشمالي الشرقي.
إلى ذلك اعترفت التنظيمات الإرهابية التكفيرية على صفحاتها في مواقع التواصل الاجتماعي بتكبدها خسائر فادحة ومقتل عدد من أفرادها بينهم عبد المجيد جمال الدين المصري وأحمد عيسى عبد الجبار الفالوجي مما يسمى «فرقة أسود السنة». في الأثناء استشهد أربعة وأصيب عدد من المواطنين بالإضافة إلى أضرار ‏مادية كبيرة بانفجار ناجم عن سقوط صاروخ على حي مارتقلا في مدينة اللاذقية، بحسب ناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي.
في غضون ذلك، قضت وحدة من الجيش والقوات المسلحة بالتعاون مع مجموعات الدفاع الشعبية على العديد من إرهابيي تنظيم داعش في ريف الحسكة الجنوبي. وذكر مصدر في المحافظة وفقاً لـ«سانا» أن «وحدة من الجيش بالتعاون مع مجموعات الدفاع الشعبية قضت على العديد من إرهابيي داعش في ضربات على أوكارهم وتحركاتهم في الجهة الشرقية من قرية باب الخير جنوب مدينة الحسكة»، مشيراً إلى أنه «تم تدمير آلية للإرهابيين مزودة برشاش ثقيل ومقتل من فيها».

Exit mobile version