Site icon صحيفة الوطن

موسكو وواشنطن: للإسراع في عقدها.. والمعارضة مترددة.. والرياض تسعى لإفشالها  … محادثات جنيف بين الإصرار الروسي الأميركي والتعنت الإقليمي

| وكالات

اتفقت روسيا وواشنطن خلال استعراض تنفيذ الاتفاق الروسي الأميركي لـ«وقف العمليات القتالية العدائية» في سورية على استمرار التعاون بينهما خصوصاً في المجال العسكري، وأكد البلدان ضرورة الإسراع في عقد مؤتمر جنيف الذي من خلاله سيحدد السوريون بأنفسهم مصير بلادهم. في المقابل، اعتبرت المعارضة أن الظروف غير مؤاتية لعقد محادثات جنيف متذرعة بعدم تطبيق بنود الاتفاق كاملة، في حين كررت السعودية موقفها العدواني تجاه سورية في مسعى منها لإفشال الهدنة وضرب محادثات جنيف. وناقش وزيرا الخارجية الروسي سيرغي لافروف ونظيره الأميركي جون كيري الأزمة السورية بما فيها الهدنة الحالية والدعوة لاستئناف محادثات جنيف في التاسع من الشهر الجاري
وذكرت وزارة الخارجية الروسية، ليلة السبت الفائت، وفق ما ذكر الموقع الالكتروني لقناة «روسا اليوم»، في بيان، أن الوزيرين ناقشا هاتفياً عدداً من القضايا الدولية وعلى رأسها الأزمة السورية والهدنة الحالية، وذلك في استعراض تنفيذ المبادرة الروسية الأميركية لإنهاء العمليات العسكرية في سورية، واستثناء الحرب ضد الإرهاب، استندت إلى قرار مجلس الأمن الدولي، رقم 2268».
وأكد البيان، من جديد اتفاق رئيسي روسيا والولايات المتحدة على إبداء مزيد من التعاون بين البلدين وخصوصاً في المجال العسكري.
وأكد الطرفان ضرورة الإسراع في عقد مؤتمر جنيف بين الحكومة والمعارضة، تحت رعاية الأمم المتحدة، والذي من خلاله سيحدد السوريون بأنفسهم مصير بلادهم.
وأشارت الوزارة إلى أن العمل يجري بشكل دؤوب من أجل إيجاد حل للأزمة السورية، يشارك فيه جميع الأطراف المعنية، وبخاصة مجموعة أصدقاء سورية.
وفي الإطار ذاته، أكد المتحدث باسم الخارجية الأميركية، جون كيربي، وفق ما نقل «روسيا اليوم»، «أن روسيا أخذت على عاتقها دوراً رئيساً في المفاوضات حول تسوية الأزمة السورية»، مشيراً إلى أن مشاركة موسكو في هذه العملية مفيدة.
وقال كيربي، خلال مؤتمر صحفي دوري، عقد ليل أول أمس: «تختلف آراؤنا حول نقط عديدة متعلقة بما يحدث في سورية، ناهيك عن مواقفنا مما يحصل خارج تلك البلاد، ويبدو أن الخلافات بين الولايات المتحدة وروسيا بشأن الأوضاع في سورية ستستمر في المستقبل نظرا لأسباب كثيرة. لكن روسيا أخذت على عاتقها دوراً رئيساً في المفاوضات السلمية، وهذه المفاوضات كانت مفيدة ومشتركة». وأشار كيربي إلى بدء مباحثات دبلوماسية بين النظام والمعارضة السورية، عقب انخفاض حدة الاشتباكات في البلاد، مضيفاً إنه «بدأت لقاءات حول كيفية إجراء الانتخابات، وفي حال تحقيق ذلك فإنه سيسهم في تشكيل حكومة تلبي طلبات الشعب السوري».
وعاد كيربي ليؤكد موقف بلاده القائم على التدخل في الشؤون الداخلية لدول مستقلة وعدم احترام قرارات شعوبها معتبراً، أنه لا تغيير في موقف بلاده بخصوص مستقبل الرئيس بشار الأسد، مبيناً أن «موقفنا واضح في هذا الشأن، ولا نعتقد أن يكون لـ(الرئيس) الأسد مكان في مستقبل سورية، ونريد تشكيل حكومة دونه».
ونقلت وكالة «أنباء الشرق الأوسط» المصرية، عن كيربي قوله: «إن الولايات المتحدة تدعم وجود سورية موحدة وغير طائفية». وأضاف: إن بلاده تسعى إلى التوصل إلى «تسوية سياسية للأزمة السورية تسمح بإجراء انتخابات خلال فترة 18 شهراً وتشكيل حكومة تلبي احتياجات الشعب السوري».
وردت وزارة الخارجية الأميركية على «اتهامات» تقديم تنازلات لروسيا في الأزمة السورية. ووفق ما نقلت وكالة «سبوتنيك» الروسية للأنباء، صرح كيربي، بأن الولايات المتحدة لا تقدم تنازلات لروسيا في سورية، وأتت تصريحاته تعقيبا غير مباشر على تصريحات المنسق العام للهيئة العليا للمفاوضات رياض حجاب، الذي قال: «إن الأميركيين يتنازلون لمصلحة الروس في الكثير من المسائل».
وقال كيربي: «إنهم لا يقدمون التنازلات للروس وإنما يعملون معهم بقصد الحصول على ما يريدون حتى يروا السلام والعملية السياسية في سورية ويوقفوا الحرب الأهلية».
وتكثفت الاتصالات الدبلوماسية أمس الأول، وفق ما ذكرت وكالة «أ ف ب» الفرنسية للأنباء، حول الأزمة السورية مع اقتراب موعد استئناف المفاوضات في ظل تردد المعارضة في المشاركة مجددة موقفها رفض أي دور للرئيس السوري بشار الأسد في المرحلة الانتقالية. واعتبر حجاب في باريس أن «الظروف حالياً غير مؤاتية» لاستئناف المفاوضات في التاسع من آذار الحالي في جنيف. بحجة أنه «لا المساعدات الإنسانية وصلت، ولم يطلق سراح معتقلين، والقرار 2254 لم يطبق، كما لم يتم الالتزام بالهدنة المؤقتة، والعمليات القتالية مستمرة»، مدعياً أنه «خلال سبعة أيام من عمر الهدنة المؤقتة تم توثيق أكثر من 90 غارة سورية على 50 منطقة».
واستمرت اللهجة العدائية للسعودية مع استمرار الهدنة في سورية والتي لا تفوت فرصة لإفشالها، حيث كرر وزير الخارجية السعودي عادل الجبير أمس، وفق ما نقلت «رويترز» موقف بلاده العدواني بالقول: «إن على الرئيس السوري بشار الأسد أن يرحل في بداية العملية الانتقالية وليس في نهايتها». وجاءت تصريحاته قبل أيام من الموعد الذي تستهدف الأمم المتحدة استئناف محادثات جنيف، في مسعى لإنهاء الحرب المستمرة منذ خمسة أعوام في سورية.
وذكرت الأمم المتحدة، وفق ما نقلت وكالة «رويترز» للأنباء، أنه كان من المقرر أن تبدأ المحادثات التي تجري تحت إشرافها يوم السابع من آذار في جنيف، لكنها تأجلت حتى التاسع من الشهر ذاته «لأسباب لوجيستية وفنية وأيضاً كي يستقر اتفاق وقف إطلاق النار بصورة أفضل».

Exit mobile version