Site icon صحيفة الوطن

واشنطن تؤكد أن «وقف العمليات القتالية» يشكل أساساً لاستئناف مفاوضات جنيف ودي ميستورا يعتبر أن الهدنة «هشة» وغير مضمونة النجاح «لكنها تحرز تقدماً»

| وكالات

أكد نائب وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، أن تطبيق اتفاق «وقف العمليات القتالية» في سورية أدى إلى انخفاض مستوى العنف بالبلاد، ما يشكل أساساً لاستئناف مفاوضات السلام، على حين قال المبعوث الدولي الخاص بسورية ستيفان دي ميستورا إن الاتفاق «هش وليست هناك ضمانة لنجاحه»، لكن هناك تقدماً لا يمكن الشك فيه، مؤكداً أهمية الحل السياسي عبر استئناف مفاوضات «غير مباشرة» بدءاً من بعد ظهر التاسع من الشهر الجاري.
وقال بلينكن، في حديث لصحيفة «بلومبيرغ» الأميركية، وفق ما ذكرت وكالة «رويترز» للأنباء، أمس: إن نظام وقف إطلاق النار في سورية يعد «هشاً للغاية»، مشيراً في الوقت ذاته إلى وجود انتهاكات، لكنه أكد تراجع العنف. وأضاف: إن «استمرار الوضع الحالي حتى التاسع من الشهر الجاري سيشكل أساساً لاستئناف المفاوضات حول عملية الانتقال السياسي في سورية».
وتعليقاً على تداعيات الانهيار المحتمل للهدنة، أوضح بلينكن أن هذا الأمر سيؤدي إلى ارتفاع كميات الأسلحة التي سيتم نقلها للمتطرفين في سورية من الخارج، الأمر الذي لا يخدم مصالح روسيا، حسب قوله.
وفي السياق ذاته، أكد دي ميستورا، وفق ما نقلت عنه صحيفة «الحياة» اللندنية المملوكة لآل سعود، أهمية الحل السياسي عبر استئناف مفاوضات غير مباشرة بدءاً من بعد ظهر التاسع من الشهر الجاري لتنفيذ القرار ٢٢٥٤، قائلاً: «هناك أجندة واضحة في القرار ٢٢٥٤ مبنية على ثلاثة أمور: أولاً، مناقشات للوصول إلى حكومة جديدة. ثانياً، دستور جديد. ثالثاً، انتخابات برلمانية ورئاسية خلال ١٨ شهراً». موضحاً: «سيكون هناك أسلوب جديد اسمه «لقاءات غير مباشرة». موضحاً: «بإمكاني أن أدعو أناساً عديدين. الحكومة والمعارضة مجتمعاً مدنياً والنساء». مبيناً: «سألتقي بهم في شكل منفصل في مواعيد مختلفة وغرف مختلفة. في الأمم المتحدة أو في مدينة جنيف بحسب الظروف».
وأضاف دي مستورا: «بدءاً من التاسع من الشهر. وبحسب رأيي، سنبدأ في العاشر من الشهر. ستنطلق هذه العملية. البعض سيصلون في التاسع. آخرون، بسبب صعوبات في أمور حجز الفنادق، سيصلون في ١١. ويصل آخرون في الـ١٤ من الشهر». وشرح آليات التي ستتم من خلالها المحادثات: «سنعقد اجتماعات تحضيرية ثم سنذهب في العمق مع كل طرف في شكل منفصل لمناقشة القضايا الجوهرية للوصول إلى الأمور الثلاثة».
وفي سياق متصل، أوضح دي ميستورا أنه «مضت ستة أيام منذ ساعة الصفر لتطبيق الاتفاق، ومنذ ذلك التوقيت، فإن عدد الحوادث والنشاطات العسكرية انخفض في شكل جوهري». وأضاف: إن «وقف العمليات القتالية العدائية في سورية بعد مرور أسبوع على تنفيذه «هش وليست هناك ضمانة بالنجاح»، لكن هناك «تقدماً وكان مرئياً ولا يمكن لأحد أن يشكك فيه»، لافتاً إلى انخفاض مستوى الحوادث والنشاطات العسكرية والقتلى منذ بدء الاتفاق وارتفاع مستوى وصول المساعدات إلى المناطق المحاصرة. ونوه بسعي أميركا وروسيا من خلال ترؤسهما مجموعة العمل الخاصة بالهدنة، للعمل في شكل مكثف لاحتواء أي حادثة والحرص على منع التصعيد.
وعن الخروقات التي تمت لفت دي ميستورا إلى أنه، «لم أشهد في أي صراع حتى في صراعات أصغر وأقل تعقيداً من الصراع السوري، أنه عندما يكون وقف النار أو وقف العمليات العدائية يحصل تنفيذ كامل من اليوم الأول».
وعن مراقبة الاتفاق الأميركي الروسي، بين دي ميستورا، أن «الأميركيون والروس طوروا نظاماً ليس كاملاً لكن بالتأكيد نظام خلاق مبني على: أولاً، اتصالات على الأرض. ثانياً، مراكز عملياتية تعتمد على تكنولوجيا متطورة لمراقبة الخروقات الكبيرة».
ورد دي ميستورا على ادعاءات المعارضة السورية التي تحدثت عن مئات الخروقات من الجيش السوري وحلفائه بالقول: «كانت هناك حوادث، لكن لا أراها بالمئات وليست في مستوى خطر في شكل كبير».
أما فيما يخص إدخال المساعدات الإنسانية بيّن دي ميستورا أن الأمم المتحدة ترمي للوصول إلى ٥٠ ألف شخص آخرين في هذا الأسبوع. مثلاً، إلى داريا والغوطة الشرقية».
ورأى المبعوث الأممي، وفق ما نقلت عنه وكالة «نوفستي» الروسية للأنباء، أن عمليات القوات الجوية الروسية على مواقع التنظيمات المسلحة في سورية، وأزمة اللاجئين، إضافة إلى تمدد داعش خارج سورية والعراق، حفزت بشكل ملموس العملية السياسية لتسوية المشكلة السورية.

Exit mobile version