Site icon صحيفة الوطن

في ختام أعمال المجلس القومي للحزب في سورية … «القومي الاجتماعي» يشدد على دولة مدنية علمانية ديمقراطية تعددية.. ويدعو إلى إطلاق مشروع تنويري لمواجهة قوى الظلام والتكفير .. سويد لـ«الوطن»: مشاركة القوميين في الانتخابات التشريعية يمكن أن تكون ضمن التحالف الجبهوي أو في قائمة وحدة وطنية أخرى

| الوطن – تصوير: طارق السعدوني

أكد رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي في سورية جوزيف سويد، في ختام أعمال المجلس القومي للحزب في الجمهورية العربية السورية الذي انعقد يومي أمس وأمس الأول، الذي اطلع على تقرير السلطتين التشريعية والتنفيذية في الحزب ورفع توصيات للمؤسسات الحزبية لإغناء وتطوير العمل الحزبي، أن الحزب سيشارك في انتخابات مجلس الشعب المقررة في 13 نيسان القادم «ترشيحاً وانتخاباً»، وأوضح أن مسألة المشاركة في قائمة «الجبهة الوطنية التقدمية» أو ضمن «تحالف وطني» آخر هي «موضع دراسة دقيقة» من قيادته، لافتاً إلى أن الاحتمالين واردان.
وشدد سويد على أن سورية المتجددة يجب أن تكون دولة مدنية علمانية ديمقراطية تعددية، وأكد أن أحد أبرز مهام الحزب في هذه المرحلة هي العمل مع كل القوى المجتمعية والوطنية الفاعلة على إطلاق مشروع تنويري في مواجهة قوى الظلام والفكر التكفيري.
وفي مؤتمر صحفي عقده بعد انتخابه رئيساً للحزب قال جوزيف سويد: «لقد جسد الحزب السوري القومي الاجتماعي من منطلق ثوابت عقيدته القومية الاجتماعية شراكة النضال والشهادة في معركة المصير القومي لسورية فكان الأول إلى جانب الجيش العربي السوري في خندق الدفاع عن الشام وصون وحدتها وسيادتها، وكما كان شريكاً في ميادين الشرف سيكون كذلك في ميادين العمل السياسي والاجتماعي والاستحقاقات الوطنية والدستورية وأولها انتخابات مجلس الشعب للدور التشريعي الثاني التي سنشارك فيها بفعالية ترشيحاً وانتخاباً».
وفي رده على سؤال لـ«الوطن»، إن كان الحزب سيشارك في الانتخابات ضمن قائمة «الجبهة الوطنية التقدمية»، أم يمكن أن يشارك في قائمتين أي أن يدخل في قائمة أخرى غير قائمة الجبهة؟ قال سويد: «هذا الاستحقاق الدستوري لهذا الدور التشريعي الثاني هو ذو دلالة لأنه يعبر عن سيادة سورية واستقلال قرارها الوطني ولهذا نحن وكما كنا شركاء حقيقيين في الخندق المقاوم نحن شركاء حقيقيون في الشأن السياسي والعملية السياسية وأولها استحقاق الانتخابات التشريعية».
وأضاف: «وعلى هذا الصعيد يمكن أن تكون المشاركة لمرشحي الحزب السوري القومي الاجتماعي من خلال لوائح الجبهة ونحن نعتبر أنفسنا في صميم العمل الجبهوي ويمكن أن نكون أيضاً وعلى التوازي في لوائح وحدة وطنية أخرى، لأننا نقدر القوى الوطنية كافة التي تتمسك بوطنيتها، فنحن يمكن أن نكون شركاء مع هؤلاء الوطنيين في لوائح وحدة وطنية».
وتابع: «يمكن أن نكون ضمن التحالف الجبهوي، ويمكن أن نكون ضمن تحالف وطني في قائمة وحدة وطنية أخرى. طبعاً هذا كله موضع دراسة دقيقة من قيادة الحزب نحن لنا مرشحون على ساحة الجهورية العربية السورية في المحافظات جميعها».
وعلمت «الوطن» أن عدد الذين تقدموا بطلبات للترشح إلى انتخابات مجلس الشعب من الحزب السوري القومي الاجتماعي في المحافظات السورية بلغ 20 مرشحاً.
وخلال المؤتمر الصحفي جدد سويد تأكيد ثوابت نهج الحزب السوري القومي الاجتماعي في كل مجالات العمل السياسي والوطني.
وقال: «نجدد ونؤكد ثقتنا بقيادة السيد الرئيس بشار الأسد، ونجدد تأييدنا للبرنامج السياسي للرئيس الأسد لبناء سورية المستقبل هذا البرنامج الذي أعلنه سيادته في خطابه في كانون الثاني عام 2013 كخريطة طريق وطنية جامعة تضمن الخروج الآمن من الأزمة الراهنة، وكأساس متين للحوار السوري السوري الذي يجب أن يفضي إلى بناء سورية المتجددة».
وجدد سويد تأكيد موقف الحزب بأن مستقبل سورية يرسمه السوريون وحدهم بإرادة سورية وعلى أرض سورية وليس لأي هيئة دولية أو جهة خارجية الحق في أن تفرض أي صيغة لمستقبل سورية.
وأضاف: «إننا نرى أن بناء سورية المستقبل لا يمكن أن ينجز أو يعطي نتائج حقيقية بوجود الإرهاب ولذلك فمكافحة الإرهاب والقضاء عليه واقتلاع أساسه الفكري والردع الحازم لرعاته ومموليه وداعميه هي أولوية لا تعلو ولا تتقدم عليها أولوية أخرى، وأي مستقبل واعد لسورية يتوقف بشكل جوهري على القضاء المبرم على الإرهاب». وأوضح سويد، أن الصيغة التي يؤمن بها الحزب لسورية المتجددة تقوم في أساسها على صون السيادة ووحدة التراب السوري والوحدة المجتمعية والوطنية للشعب السوري بكل مكوناته وأطيافه، والحفاظ على حقوقنا الوطنية وعدم المساس بها أو التفريط بها بأي شكل من الأشكال.
وشدد سويد على رفض الحزب رفضاً قاطعاً أي طروحات تتحدث أو توحي بأي صيغة أو شكل من أشكال التقسيم، مؤكداً أن الجيش العربي السوري، هو سياج الوطن وعنوان منعته وسبيلنا لاقتلاع الإرهاب والقضاء عليه، وضمانة وحدتنا وسيادتنا وحقوقنا.
وأكد إيمان الحزب أن سورية المتجددة يجب أن تكون دولة مدنية علمانية ديمقراطية تعددية، يترسخ فيها حكم القانون ومبادئ العدالة الاجتماعية وصيغ العمل المؤسساتي والتشاركي من خلال المؤسسات الدستورية والوطنية على اختلافها. وفي هذا الإطار دعا سويد كل القوى الوطنية الفاعلة إلى رص الصفوف وتكثيف العمل من أجل بلورة رؤية جامعة تساهم في رسم مستقبل سورية.
وأضاف: «نؤمن بأن للمعارضة الوطنية دوراً أساسياً في ذلك، إلا أننا نؤكد في الوقت ذاته أن المعارضة يجب أن تكون تعبيراً عن إرادة سورية صرفة وأن ترتكز إلى تمثيل شعبي حقيقي، لا أن تكون ارتهاناً لإرادات الخارج ولدول العدوان على سورية كما هو حال هيئات وهياكل تسمى معارضات جعلت من نفسها أدوات في يد الخارج لتنفيذ العدوان على سورية وتدمير مقدراتها».
وبعد أن أشار سويد إلى أن تعزيز وحدة الصف القومي هي على «رأس أولويات عملنا الحزبي، وانطلاقاً من ذلك كنا قد أطلقنا في عام 2014 المبادرة التي سميناها (قوتنا بوحدتنا) كإطار عملٍ سعينا من خلاله إلى التغلب على الأوضاع الطارئة في الحزب بعد استكمال ترخيصه في الجمهورية العربية السورية بموجب قانون الأحزاب»، أعلن أن هذه المبادرة «ستظل مفتوحة أمام الجميع وسنعمل بكل انفتاح على ترسيخ نتائجها وتطوير آلياتها بما ينعكس بأفضل الأثر على تعزيز بنيان الحزب ووحدة صفوف أبناء النهضة».
وقال: إنه «وانسجاماً مع الدور النهضوي لحزبنا عبر تاريخه نرى أن أحد أبرز مهامنا في هذه المرحلة هي العمل مع كل القوى المجتمعية والوطنية الفاعلة على إطلاق مشروع تنويري في مواجهة قوى الظلام والفكر التكفيري، لأن المجتمع معرفة والمعرفة قوة، وأي عملية بناءٍ أساسها هو الإنسان السليم فكراً، المحصن بالمعرفة، الواعي لدوره ورسالته والمتحرر من آفات الجهل والظلامية، وهذا المشروع لابد أن يمثل حركية مجتمعنا وتلاحم وتكامل قواه الفاعلة ومكوناته المجتمعية ليكون رافعةً لبناء سورية وإعادة إعمار إنسانها وبناها الاجتماعية كما بنتيها التحتية.
وأدى سويد الأسبوع الماضي القسم رئيساً للحزب السوري القومي الاجتماعي في سورية بُعيد انتخابه في جلسة استثنائية عقدها المجلس الأعلى للحزب.

Exit mobile version