Site icon صحيفة الوطن

خرق للهدنة في العيس يكشف عن 70 قتيلاً للمسلحين … 50 شهيداً ضحايا القذائف في الشيخ مقصود بحلب

| حلب – الوطن

انكشف غبار معركة العيس في ريف حلب الجنوبي والتي خرق المسلحون هدنتها، عن أكثر من 70 قتيلاً للمسلحين اعترفوا بنصفهم، فيما لم تتغير خريطة السيطرة على الأرض بخلاف ما ادعت وسائل إعلامهم. في الأثناء، تجاوز عدد الشهداء في حي الشيخ مقصود بالمدينة 50 شهيداً حتى نهاية اليوم العاشر من الهدنة، جراء القذائف التي يطلقها عناصر التنظيمات المسلحة المدعومون من تركيا على الحي.
وكشف مصدر ميداني لـ«الوطن»، بأن الخرق الذي ارتكبته التنظيمات المسلحة لاتفاق «وقف العمليات القتالية العدائية» في بلدة العيس يعد الأكبر من نوعه في حلب بعد أن قاد ما يدعى «جند الأقصى» المبايع لتنظيم داعش وجبهة النصرة، فرع تنظيم القاعدة الإرهابي في سورية، بقية التنظيمات المسلحة للهجوم على البلدة والتلة الإستراتيجية القريبة منها والتي تدعى باسمها وتشرف على طريق عام حلب دمشق لكنهم فوجئوا بمدى صلابة موقف الجيش العربي السوري والقوى الرديفة له، وليتكبدوا خسائر كبيرة في الأرواح ستثنيهم عن معاودة هجماتهم من جديد.
وأكد المصدر أن المسلحين لم يسيطروا على شبر واحد من تلتي العيس وسيريتل بعكس ما روجت وسائل الإعلام التي تؤازرهم، وذلك لرفع معنوياتهم التي خفضها العدد الكبير من قتلاهم وجرحاهم ومن دون التزام بالهدنة المعلنة مع الجيش العربي السوري وفي تحد واضح لقرارات مجلس الأمن وجهود مكافحة الإرهاب المتمثل بـ«النصرة» التي أصبحت رأس حربة تقود المسلحين في معاركهم مع أنها مستثناة من الهدنة ومطلوب قتالها دولياً لا الوقوف معها.
وفشل المسلحون في عرض أي صورة أو مقطع فيديو يثبت صحة ادعائهم بالسيطرة على تلتي العيس والسيريتل لإقناع جمهورهم في الوقت الذي عرض فيه التلفزيون السوري ووسائل إعلام وطنية بثاً حياً لمرابض الجيش من قرية العيس والتلتين اللتين تعرضتا لهجوم فاشل وخرق فاضح للهدنة، واعترفت تنسيقيات محسوبة على «جند الأقصى» و«النصرة» بمقتل أكثر من 27 مسلحاً من صفوفهما فقط، على حين امتنعت التنظيمات المسلحة الأخرى التي خاضت المعركة معهما عن ذكر أي قتيل لعدم تأكيد مشاركتهما في القتال، على الرغم من كشف مصدر مقرب من حركة «أحرار الشام الإسلامية» في إدلب وآخر مقرب من «الجبهة الشامية» بحلب لـ«الوطن» عن خوضهما معركة العيس ومحيطها. في سياق متصل أكد مصدر قيادي في وحدات «حماية الشعب»، ذات الأغلبية الكردية والتي تسيطر على الشيخ مقصود لـ«الوطن» أن فصائل المعارضة المسلحة وفي مقدمتها فيلق «السلطان مراد» التركمنستاني وألوية «أحرار الشام» و«مريمين» و«صقور الجبل» وحركة «نور الدين الزنكي» وتجمع «فاستقم كما أمرت»، وجميعها ممولة ومدعومة من حكومة «العدالة والتنمية»، شنت العديد من الهجمات بالتعاون مع «جبهة النصرة»، فرع تنظيم القاعدة في سورية، انطلاقاً من حيي بستان الباشا والهلك باتجاه الشيخ مقصود، وأطلقوا مئات قذائف الهاون واسطوانات «مدفع جهنم» على المدنيين في الحي الذي تهدمت العديد من أبنيته بشكل كامل.
وأوضح المصدر أن نصف عدد الشهداء من المدنيين الذين تجاوز عددهم 50 شهيداً سقطوا خلال الأيام الثلاثة الفائتة خلال مساعي المسلحين التقدم داخل الحي من دون أن يتمكنوا من تحقيق مرادهم، متحدين جهود مكافحة الإرهاب التي تستهدف «النصرة»، على الرغم من أن «حماية الشعب» أعلنت التزامها بالهدنة منذ يومها الأول ولم تقم بأي تصعيد يذكر، واقتصر دورها على ردود الفعل والدفاع عن نفسها وعن المدنيين فقط.

Exit mobile version