Site icon صحيفة الوطن

اتفاق «إعادة القبول».. متاجرة تركية بورقة اللاجئين

| وكالات

تستمر تركيا باستغلال اللاجئين السوريين من خلال تمرير أهدافها السياسية والحصول على مكاسب مادية إضافية، عن طريق ابتزاز أوروبا، حيث تم التوصل بينهما لاتفاق إعادة القبول الذي ينص على إرسال لاجئ سوري إلى أوروبا مقابل كل لاجئ تعيده أوروبا إلى تركيا بينما يتم إعادة غير السوريين إلى بلادهم.
من جهتهم رد اللاجئون على الاتفاق بنوع من التحدي وأكدوا أنهم سيواصلون محاولة العبور عبر اليونان، وسلطوا الضوء على معالجة الأسباب الرئيسية للهجرة، والمتمثلة بالحرب وعدم القدرة على الدخول إلى سوق العمل في البلدان المضيفة.
وأوضح رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو، بحسب ما نقل «ترك برس» عن صحيفة «حرييت» التركية، آلية تطبيق اتفاقية إعادة القبول المبرمة بين أنقرة والاتحاد الأوروبي، قائلاً: «ما قلناه هو كالتالي: كل من سيتم ضبطه في بحر «إيجه»، إن لم يكن سورياً نعيده إلى بلاده، وإن كان سورياً، مقابل كل لاجئ سوري تأخذه تركيا، نرسل لاجئاً سورياً آخر إلى أوروبا».
وفي ردّه عن كيفية اختيار اللاجئين قال: «إن أوروبا هي التي ستقوم بذلك، إذ يوجد فيما بينهم توزيع حصص، وبهذه الطريقة نكون قد قطعنا الطريق أمام الآملين بالانتقال إلى أوروبا عن طريق تركيا، في الفترة الأخيرة قمنا باسترجاع 10 آلاف لاجئ، 5 آلاف منهم لم يكونوا سوريين، غير السوريين سنعيدهم إلى بلادهم، والـ 5 آلاف الآخرين ستأخذهم أوروبا كلاجئين، وبهذه الطريقة، لن تكون هناك زيادة في عدد اللاجئين في تركيا».
وبين داوود أوغلو، أن اللاجئين الذين قدموا إلى تركيا قبل 29 تشرين الثاني العام الماضي، هم المعنيون بالأمر، أما الذين قدموا بعد هذا التاريخ، لن يتم أخذهم.
من جهتهم، رد اللاجئون السوريون بنوع من التحدي وحالة من الارتباك على خطة إعادة طالبي اللجوء إلى تركيا بعد وصولهم إلى اليونان، حسبما نقل موقع «اليوم السابع» الإلكتروني المصري عن صحيفة «الجارديان» البريطانية.
وأوضحت الصحيفة أن اليونان كانت البوابة الرئيسية لأوروبا لعدة مئات من الآلاف من السوريين على مدار العام الماضى. إلا أن الاتفاق الجديد يسعى لإغلاق هذا الطريق. وفى مقابلات أجرتها الصحيفة مع السوريين في تركيا، قال بعضهم إنهم سيواصلون محاولة العبور عبر اليونان نظراً لأن مرورهم محفوف بتحديات قانونية بالفعل. بينما قال آخرون: إن مواطنيهم سيجربون طرقاً أخرى، كما سلط بعضهم الضوء على أن معالجة الأسباب الرئيسية للهجرة إلى أوروبا، وهي الحرب في سورية.
من ناحية أخرى قال الكاتب باتريك كينجسلي، في مقاله بـ«الغارديان»، أمس، وفق ما نقل «اليوم السابع»: إن معاملة اللاجئين السيئة مؤخراً في بريطانيا «مروعة»، واصفاً سياسة المملكة المتحدة في إعادة التوطين بأنها «العار الحقيقي».
كما باتت طريق البلقان مغلقة أمس، بعد قرار سلوفينيا عدم السماح بمرور لاجئين عبر أراضيها، وقال رئيس الوزراء السلوفيني ميرو سيرار، وفق ما نقلت وكالة «أ ف ب» الفرنسية للأنباء: «إن طريق البلقان للهجرة غير الشرعية لم تعد قائمة».
وفي سياق متصل أعلن رئيس دائرة الهجرة الفيدرالية الروسية، قسطنطين رومودانوفسكي، وفق ما نقلت «روسيا اليوم»، أن أزمة اللاجئين الحالية، في العالم، تعد الأكبر من نوعها منذ الحرب العالمية الثانية. وعلى الدول التي أخذت على عاتقها التزامات دولية، في مجال حماية اللاجئين، يجب أن تنفذها بدقة، ويجب فرز اللاجئين الحقيقيين عن المهاجرين الاقتصاديين الذين غادروا بلادهم بحثا عن حياة أفضل.

Exit mobile version