Site icon صحيفة الوطن

أوروبا المستبعدة تكافح للعودة دبلوماسياً إلى الأزمة السورية ووزراء أوروبيون يلتقون كيري الأسبوع المقبل

| أنس وهيب الكردي

عقب نجاحها في التوصل إلى اتفاق مع تركيا يخفف عنها سيف اللاجئين المسلط من العثمانيين الجدد، سعت أوروبا إلى العودة إلى المسرح الدبلوماسي فيما يتعلق بسورية، الذي جرى استبعادهم عنه من الروس والأميركيين. ويخطط وزراء خارجية أوروبيون لإقناع الأميركيين بتبني بعض من الأجندة الأوروبية تجاه الأزمة السورية، وبالأخص تفعيل مشاركة الولايات المتحدة بمراقبة اتفاق وقف العمليات القتالية، وعدم ترك الساحة فقط للروس.
وطرق الأوروبيون الباب الأميركي بعد أن عجزوا عن تحصيل مكاسب من طرقهم للباب الروسي؛ إذ جاء إعلان رئيس الدبلوماسية الفرنسية جان مارك آيرولت عن لقاء سيجمعه مع عدد من نظرائه الأوروبيين، مع وزير الخارجية الأميركي جون كيري الأسبوع المقبل، جاء بعد أيام من إخفاق قادة أوروبيين في انتزاع موافقة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على دور أوروبي لتسوية الأزمة السورية.
ومن العاصمة المصرية القاهرة، ذكر آيرولت أن باريس ستسضيف يوم الأحد المقبل اجتماعاً حول سورية، بمشاركة وزراء خارجية الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وألمانيا وإيطاليا قبل استئناف المحادثات السورية السورية في مدينة جنيف السويسرية.
وتابع آيرولت أمام صحفيين، بحسب ما نقلت عنه وكالة الأنباء الفرنسية: إنه ونظرائه من الولايات المتحدة جون كيري، وألمانيا فرانك فالتر شتاينماير، وبريطانيا فيليب هاموند، وإيطاليا باولو جنتيلوني، سيبحثون مدى صمود الهدنة التي دخلت حيز التنفيذ منذ 27 شباط، و«إذا كانت الأمور تتقدم كما نأمل… لتشجيع المعارضة على العودة إلى المفاوضات»، في إشارة إلى «الهيئة العليا للمفاوضات» المنبثقة عن مؤتمر الرياض للمعارضة السورية.
وكشف أن الوزراء الأوروبيين سيطلبون أيضاً من واشنطن «المشاركة من كثب في مراقبة تطبيق وقف إطلاق النار في سورية». وأضاف: إن الأوروبيين يريدون التأكد من أن الغارات الروسية المستمرة تستهدف فقط تنظيم داعش وجبهة النصرة وليس مقاتلي المعارضة المعتدلة. وقال مشدداً: «يجب أن نظل متيقظين».
ويأتي تلويح آيرولت بمقاطعة الهيئة العليا للمفاوضات لمحادثات جنيف، على الرغم من تعيين الأمم المتحدة موعداً لهذه المحادثات. ويبدو أن الأوروبيين قد يسعون إلى نيل موافقة كيري على الاتفاق بين بروكسل وأنقرة بشأن إعادة اللاجئين المعروف بـ«لاجئ مقابل مهاجر»، وخصوصاً تلك الفقرة المتعلقة بالتبني الأوروبي لمطلب تركيا إقامة منطقة آمنة في شمال سورية، التي تعارضها واشنطن بشدة.
من جهة أخرى، لفت الوزير الفرنسي إلى أنه سيبحث مع نظرائه، إضافة إلى مفوضة الاتحاد الأوروبي لشؤون السياسة الخارجية والأمن فيديريكا موغيريني، أيضاً الوضع في ليبيا واليمن وأوكرانيا.
وسبق لوزراء خارجية فرنسا وبريطانيا وألمانيا أن اجتمعوا قبل أيام لبحث الوضع المتعلق بتطبيق الهدنة والوضع الإنساني في سورية. وفي وقت لاحق أجرى آيرولت محادثات مع نائب وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، حول الأزمة السورية والتعاون بين فرنسا والولايات المتحدة في محاربة الإرهاب وعدد من أهم القضايا الدولية.
والأسبوع الماضي، تواصل زعماء الدول الأوروبية الأربع مع الرئيس الروسي، الذي أبلغهم رفضه طلباً فرنسياً للتأثير في دمشق فيما يتعلق بإلغاء الانتخابات البرلمانية (غير الواقعية والاستفزازية بحسب الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند) المقررة في شهر نيسان المقبل، حيث أكد بوتين أن الانتخابات «لن تعرقل عملية السلام في سورية».
وشارك في المحادثات التي أجريت يوم الجمعة الماضي، كل من المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، والرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند ورئيس الوزراء الإيطالي ماتيو رينتسي. وتناولت المحادثات الروسية الأوروبية مسائل الأزمة السورية في سياق تطبيق البيان الروسي الأميركي المشترك حول وقف الأعمال العدائية في سورية.
ولم تخف الصحافة الفرنسية امتعاض الإليزيه والكي دورسيه (وزارة الخارجية الفرنسية) من استبعاد واشنطن وموسكو لأوروبا عامة وفرنسا خاصة من مناقشات الأزمة السورية. واتهمت صحيفة «لوكنار أونشينيه» الفرنسية الروس والأميركيين بأنهم لا يفكرون إلا في تعزيز قواتهم ووجودهم في المنطقة، في ظل غياب أي دور فرنسي في هذا الفصل الجديد من المواجهة الروسية الأميركية.

Exit mobile version