Site icon صحيفة الوطن

روسيا تحرص على نجاح محادثات جنيف: لا لـ«الإنذارات».. و«النتائج الإيجابية» مرهونة بتحقق «أوسع تمثيل» للمعارضة

| وكالات

أكدت روسيا عزمها على السهر من أجل تأمين الأجواء الملائمة لنجاح الجولة الثانية من محادثات جنيف السورية. وفي هذا السياق، انخرط الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في سلسلة من الاتصالات مع الزعماء المعنيين بالأزمة السورية بالترافق مع استئناف المحادثات. وإذ تمنى الكرملين أن تسفر الجولة عن نتائج إيجابية، ووضع إطار للمحادثات، داعياً إلى «أوسع تمثيل سوري» تجنباً لـ«الفشل»، وعمد إلى تقليل رهانات الأطراف الإقليمية على تراجع في العلاقة الإيرانية الروسية، مؤكداً أن التعاون بين الجانبين «لم يتوقف أبداً».
وشدد الكرملين ورئيس الدبلوماسية الروسية على أن «الإنذارات» لا تساعد في خلق مناخ توافق خلال المحادثات. ولفت سيرغي لافروف إلى أن بلاده تراقب عملية اختيار المشاركين للمحادثات، وطالب بأن يضم الوفد المعارض «جميع قوى المعارضة السورية». وإذ أكد أن بلاده لا تدعم «فدرلة سورية»، دعا إلى إيجاد تسوية «تحترم الميزات والخصائص الوطنية والثقافية والدينية لكل مكونات المجتمع السوري».
ومن المفترض أن يكون بوتين قد أجرى «سلسلة اتصالات هاتفية دولية مهمة» مساء أمس، حسبما نقلت وكالة «تاس» الروسية للأنباء عن المتحدث الرسمي باسم الكرملين دميتري بيسكوف. ولم يكشف بيسكوف عن هوية الزعماء الذين ينوي بوتين الاتصال بهم، لكنه استطرد موضحاً «بالفعل هي اتصالات غاية في الأهمية»، واعداً الصحفيين بإبلاغهم عنها.
وفي وقت سابق، أكد بيسكوف أن بلاده تعول على أوسع تمثيل سوري في محادثات جنيف، وعلى امتناع المشاركين فيها عن طرح شروط مسبقة. وأضاف في معرض تعليقه على انطلاق المحادثات بجنيف خلال مؤتمر صحفي عقده في موسكو، «الجميع يريد أن يأمل في الأفضل.. الأهم الآن هو أوسع تمثيل في المفاوضات، لكي لا يفشل أحد العملية التفاوضية». وشدد على ضرورة تمثيل «كل القوى السياسية السورية.. وكافة أقسام المجتمع السوري، بما فيهم الأكراد طبعاً» في المحادثات، كما أكد أهمية «ألا يقدم أحد إنذارات غير مبررة».
وتابع: إن الكرملين يفهم أن المفاوضات في جنيف لن تكون سهلة، لكنه لا يفقد الأمل في أن تسفر عن نتائج إيجابية «في ضوء التغييرات الإيجابية الحاصلة نتيجة الهدنة»، لكنه علق هذه النتائج الإيجابية على «التمثيل الواسع للأطراف السورية» وبالأخص المعارضة في المحادثات. ونوه بأن موسكو تعمل مع جميع الأطراف لتأمين أوسع تمثيل ممكن في المفاوضات، لأن ذلك سيؤثر على النتائج التي ستتمخض عنها.
كما اعتبر أن التعاون الروسي الإيراني حول التسوية السورية رفع التنسيق المشترك بين البلدين إلى مستوى جديد، مذكراً بأن موسكو وطهران لم توقفا التعاون بينهما أبداً، «ونحن نطور العلاقات الودودة على التوالي».
من جهته، شدد وزير الخارجية الروسي ضرورة «أن تشمل (المحادثات) جميع قوى المعارضة». وأضاف خلال مؤتمر صحفي مع نظيره التونسي خميس الجهيناوي في موسكو أمس، «نحن نراقب كيف تم اختيار المشاركين في هذه المفاوضات من جهة الحكومة ومن جهة المعارضة. من الواضح أنها يجب أن تضم جميع قوى المعارضة السورية». ونقلت وكالة الإعلام الروسية عن لافروف، قوله إن إطلاق الإنذارات لا يساعد على خلق مناخ توافق خلال المحادثات السورية.
وكرر موقف روسيا بأن الشعب السوري هو من يقرر مستقبل بلاده بنفسه دون أي تدخل خارجي. وقال: «إننا لا ندعم فدرلة سورية والشعب السوري وحده من يقرر مستقبل بلاده ومهما كانت تسمية النظام سواء فيدرالية أو لامركزية أو أي تسمية أخرى فيجب أن يتفق عليها جميع السوريين»، لافتاً إلى ضرورة تحقيق مصالح جميع القوى السورية بمعنى إيجاد اتفاقات تحترم الميزات والخصائص الوطنية والثقافية والدينية لكل مكونات المجتمع السوري.
وشدد الوزير الروسي على أن التصريحات المتطرفة لبعض الأطراف المشاركة في الحوار السوري السوري في جنيف لا تساعد على التوصل إلى اتفاق، مضيفاً: إن التسوية السياسية للأزمة في سورية يجب أن تراعي مصالح جميع الأطراف بالتوافق بين الحكومة السورية وجميع المعارضين. وأشار إلى أن اتفاق وقف الأعمال القتالية لا يزال مستمراً رغم بعض الخروقات، مؤكداً ضرورة الاستمرار في مكافحة تنظيمي داعش وجبهة النصرة وغيرهما من التنظيمات الإرهابية المدرجة على لائحة الإرهاب الدولية. وأوضح لافروف أنه بحث مع نظيره التونسي الأوضاع في سورية والعراق وليبيا مع التأكيد على ضرورة حل الأزمات بالطرق السياسية والتمسك بالقانون الدولي والدفاع عن وحدة الشعوب وتنفيذ قرارات مجلس الأمن الدولي. من جهته، قال وزير الخارجية التونسي: إن «هناك تطابقاً في المواقف بين تونس وروسيا فيما يخص القضايا الإقليمية والدولية ومكافحة الإرهاب»، مؤكداً أن الإرهاب ظاهرة دولية ومكافحتها تتطلب تضافر جهود جميع الدول. وثمن الدور الروسي في تنفيذ اتفاق وقف الأعمال القتالية وانطلاق الحوار السوري السوري في جنيف، معرباً عن أمله بأن يفضي هذا الحوار إلى حل سياسي للأزمة في سورية.

Exit mobile version