| محمد راكان مصطفى
ارتفع سعر صرف الدولار أمام الليرة السورية بنحو 5.6% خلال الأسبوع الماضي في تعاملات السوق غير النظامية «السوداء»، حيث تداولت الأوساط التجارية أسعاراً بدأت بـ447 ليرة كحد أعلى في دمشق يوم السبت الماضي، وصولاً إلى 472 ليرة في إغلاق الخميس، أمس الأول، بعد أن لامس 475 ليرة في وقت سابق من اليوم نفسه، وذلك وفقاً لما تنشره بعض صفحات مواقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» المشكوك في دقة مصادرها، لكونها لا تعلن عنها.
ورسمياً ارتفع سعر التدخل إلى 460 ليرة وسعر الحوالات الشخصية إلى 420 ليرة سورية حتى الخميس الماضي، وفق آخر بيانات ونشرات أسعار الصرف الصادرة عن مصرف سورية المركزي.
وحدد مصرف سورية المركزي سعر صرف الدولار مقابل الليرة السورية بـ432.74 ليرة كسعر وسطي للمصارف و432.84 ليرة كسعر وسطي لمؤسسات الصرافة يوم الخميس الماضي، كما حدد سعر صرف الدولار مقابل الليرة لتسليم الحوالات الشخصية بـ420 ليرة سورية. علماً بأن نشرة أسعار الصرف الصادرة بداية الأسبوع الماضي حددت سعر صرف الدولار مقابل الليرة السورية بـ402.79 ليرة كسعر وسطي للمصارف و403 ليرات كسعر وسطي لمؤسسات الصرافة، و374 ليرة للحوالات الشخصية.
ويبدو أن مصرف سورية المركزي يعمل على جذب الكتلة النقدية المتداولة بالقطع الأجنبي عبر رفع معدلات الفائدة المصرفية على ودائع القطع الأجنبي في المصارف العاملة في سورية، حيث كشف مصدر مصرفي مسؤول لـ«الوطن» عن وجود دراسة يقوم بها المصرف حالياً لرفع نسب الفائدة على الودائع بالعملة الأجنبية والتي ممكن أن تصل على الودائع بالدولار إلى نحو 5% مضافة إلى معدل الليبور (الفائدة بين المصارف)، علماً بأن الحد الأعلى للفائدة المعمول فيه حالياً في المصارف العاملة في سورية هو 2% مضافة إلى معدل الليبور للودائع بالدولار الأميركي، و1% مضافة على معدل الليبور للودائع باليورو.
وحسب موقع «غلوبال رات» المختص بنشر أسعار الفائدة العالمية، فقد بلغ معدل الليبور على الدولار الأميركي يوم الخميس الماضي نحو 0.375% لليوم واحد، ويتخطى 1.2% للعام الواحد. وبالنسبة لليورو، بلغ معدل الليبور نحو 0.39% لليوم الواحد وينخفض إلى ما دون 0.01% للعام الواحد.
وهذا يعني أن الفوائد المتوقعة على ودائع الدولار الأميركي في المصارف العاملة في سورية ستتخطى 6% وستقترب من هذا المعدل للودائع بالليورو.
ويهدف المصرف المركزي من هذه الخطوة التوقعة، حسب دراسته، إلى نشر وتشجيع ثقافة الإيداع بالعملة الأجنبية بين المواطنين.
وبيّن المسؤول المصرفي لـ«الوطن» أن هذا الدراسة تأخذ بالحسبان وضع السوق المحلي إضافة إلى أنه تم لحظ الفوائد التي تمنحها المصارف في دول الجوار على الودائع بالعملة الأجنبية، مبيناً أن هذا الإجراء يتماشى مع توجيه مفوضية الحكومة لدى المصارف في مصرف سورية المركزي للمصارف العامة بتشجيع المواطنين على الإيداع بالليرة مقابل فوائد مرتفعة، وخاصة أن آخر تعديل طرأ على أسعار الفائدة للودائع بالقطع الأجنبي كان بالقرار رقم 747/م ن/ بـ4 بتاريخ 18/7/2011. يشار إلى أنه في عام 2015 منح قرار مجلس النقد والتسليف في مصرف سورية المركزي هوامش للمصارف برفع الفوائد على الودائع لأجل وقضى بتعديل الفوائد التي كانت محددة على الودائع لجهة منح المصارف حرية رفع تلك الفوائد على الودائع لأجل لأكثر من سنة إلى نسبة لا تتجاوز 20%، وذلك بعد أن أعطى مجلس النقد والتسليف هامش حرية للمصارف برفع الفوائد بنسبة 10% عن النسبة المعمول بها.