Site icon صحيفة الوطن

هبوط الجهاد.. بين ضياع الطموح ومعطيات الواقع!

| الحسكة- دحام السلطان

لم يكن هبوط فريق الكرة بنادي الجهاد إلى دوري الظل للمرة الثانية على التوالي مفاجأة لدى القريب من المنسوب البياني لحجم القدرات والإمكانات، والمطلع على الواقع في النادي والعالم بكل خفاياه وخبايا أمور فريق الكرة فيه، وإن قبل المدرك لها وعلى مضض ضياع الحلم والطموح على الفريق الذي جرته إلى الوراء معطيات الواقع.

قراءات المشاعر
الأمور بالمدى المنظور لدى أغلبية المتعصّبين للفريق من أنصاره كان لها قراءات واستنتاجات مغايرة للواقع ولا تأخذ بكل معطياته التي برهنت عنها نتائج الفريق اليوم! وهم يرون أن تلك الأمور من وجهة نظرهم لا تعترف بعنصر المفاجأة إطلاقاً التي ينبغي، من المفترض أن ينظر الجميع إليها بموضوعية، مع بقاء تقديرنا واحترامنا في محله لتلك القراءات والاستنتاجات والمشاعر أيضاً ونرفع القبعات لها عالياً باعتبارها نابعة من المصلحة العامة التي غايتها ومحور اهتمامها نادي الجهاد ومصير فريق الكرة فيه، لأن الغاية والهدف واحد مهما كانت وجهات النظر والمعطيات مختلفة نحويهما لأنها تتفق مع كل الآراء ووجهات النظر في النهاية على بقاء شمس الجهاد مشرقة، وفي محلها مثلما كانت في الأمس القريب ولسنوات خلت..!

لغة العواطف

لغة الأرقام والنتائج التي أطاحت بحلم الجهاديين اختلفت مع العواطف، بل تناقضت معها ولاسيّما أن الفريق لم يكن كما ينبغي في تصحيح صورة شريط الذهاب، التي لم يجن من بيدر غلتها تلامذة المدرب سركيسيان إلا خمس نقاط فقط، من فوز وحيد وتعادلين اثنين من لقاءاتهم العشرة التي لعبها الفريق، وهذا المؤشر لتلك النقاط كان من المفترض أن يكون على مستوى كافٍ من الاهتمام من الاستعداد والتحضير الجيدين لشريط العودة الكافي لتلافي نكسة الذهاب، لكن الحال بقي على ما هو عليه في الموعد اللاحق من النصف الأخير للدوري وبقي مكان الفريق في محله الذي حصل على سبع نقاط فقط من فوز يتيم وأربعة تعادلات، وجميعها ومع النقاط الخمس لم تشفع للفريق لأن يبقى بين الأقوياء.

الواقع الحقيقي
التفاصيل الدقيقة التي بُنيت على الواقع الحقيقي وبالعين المجرّدة، بيّنت أن الجهاد لم يكن سيئاً فنياً وأداؤه تحسّن عن الأداء الذي ظهر عليه في مرحلة الذهاب، وكان بمستوى جميع اللقاءات التي لعبها الفريق مع الخصوم، لكن اعتماده على الحماس بمفرده لم يكن كافياً لأن يظفر بالعلامة الكاملة، والدليل على ذلك النقاط الضئيلة التي حصل عليها رفاق الموسى جومرد، الذين لبسوا ثوباً أكبر من حجم مقاسهم وهذا ما يدفع إلى التساؤل والاستفسار، هل كان مطلع المقدّمات للفريق من حيث الاستعداد والتحضير مختلفاً عن النتائج الهزيلة التي كان يذهب ميزان تفوّقها عن الفريق أحياناً وبشكل لا يصدق في اللحظات الأخيرة في عدد من اللقاءات..؟! وهل العناصر في الفريق اليوم كافية وكفيلة في أن تمسح عن الجهاد غبار صورته الفاترة التي ظهر عليها خلال الموسم الحالي من حيث الالتزام والخبرة والحفاظ على النتائج، التي كان الذي يتعلق منها بالمحافظة على الفوز أو بتغيير النتيجة إن أمكن..؟!

الإدارة إلى أين؟
يبقى السؤال الأهم عن دور الإدارة المستقرة إلى حد بعيد، التي حمّلها الشارع الرياضي المسؤولية كاملة لكل ما جرى للفريق، واعتبرها وحدها وبمفردها من يتحمّل وزر الكارثة والمسؤولية المطلقة التي حلت بالنادي، وانطلقت معطيات الاتهامات من عدم القراءة الصحيحة من طرفها لكل تلك المسببات والتداعيات التي قذفت بالفريق إلى المظاليم، وكل ذلك حملناه إلى الإدارة وبالتفصيل الممل، وبدورها وعبر رئيسها وليد محمود: قالت ستكون لها مبرراتها ومسوغاتها وكلامها عبر صفحات «الوطن».

Exit mobile version