Site icon صحيفة الوطن

بينما يتغنون بخرق الهدنة و«انتصارات» افتراضية … الجيش يردع المسلحين جنوب حلب ولا تغيير على خريطة السيطرة

| حلب – الوطن- وكالات

رد الجيش العربي السوري وحلفاؤه الصاع صاعين للمسلحين الذين خرقوا الهدنة بشكل واسع في ريف حلب الجنوبي خلال اليومين الفائتين وألحق بهم خسائر كبيرة في الأرواح في الوقت الذي راح فيه المسلحون يتغنون بخرق الهدنة و«انتصارات» ظلت حبيسة العالم الافتراضي على مواقع التواصل الاجتماعي لأن خريطة السيطرة ظلت كما هي.
وكانت فصائل مسلحة، وقع بعضها على «وقف العمليات القتالية»، شنت هجوماً واسعاً مستخدمة فيه انتحاريين استقدموا خصيصاً للمعركة التي رسمتها الحكومة التركية على جبهات حلب الجنوبية الممتدة بين بلدتي خان طومان والعيس ومنيت بخيبة أمل كبيرة بفضل صمود وبسالة الجيش والقوات الرديفة.
وأفاد قائد ميداني لـ«الوطن»، بأن الجيش العربي السوري حال دون تحقيق الإرهابيين لأي من أهدافهم التي خططوا لها وأن كل ما يروجون له عار من الصحة على الرغم من أنه يشكل خرقاً واضحاً للهدنة المعلنة بوقف إطلاق النار «متسترين ومتعاونين» مع جبهة النصرة، فرع تنظيم القاعدة في سورية، مع أن الجيش وحلفاءه التزموا بالهدنة بشكل كامل.
وأضاف المصدر: إن المجموعات الإرهابية بغض النظر عن مسمياتها «تتحمل كامل المسؤولية» عن الخرق الحاصل وعن ردود الجيش وحلفائه الذين باتوا «في حل من أي تعهد» بالهدنة والقيام بواجباتهم في الحرب على الإرهاب ولاسيما أن الخرق يحمل في طياته قراراً بالعودة للحرب من الدول الداعمة والمشغلة للإرهابيين.
وأكدت مصادر أهلية في ريف إدلب الشمالي لـ«الوطن» أن جثث عشرات القتلى وصلت إلى ريف إدلب الشمالي بينما استنفرت المشافي الميدانية داخل الأراضي التركية القريبة من الحدود السورية لتلقي الإصابات البليغة التي تعجز المشافي الميدانية المحلية على معالجتها.
وكانت «الوطن» نشرت في عدد 19 الشهر الفائت نقلاً عن مصدر معارض مقرب من «الجبهة الشامية» أن أمراء الحرب من قادة الفصائل المسلحة، وبتحريض ورعاية من حكومة «العدالة والتنمية»، يستعدون لجولة جديدة من الصراع المسلح عبر خرق واسع للهدنة يرغم الجيش العربي السوري على الرد لإعادة الوضع الميداني إلى ما كان عليه بهدف تحقيق مصالحهم التي تتنافى مع الأمن والاستقرار، وهو ما حدث بالفعل.
وأفادت مصادر ميدانية من أرض المعركة لـ«الوطن» أن الجيش استخدم قوة نارية مدفعية وصاروخية وبمساعدة الطيران الحربي تفوق قوة المسلحين أثناء شنهم للهجوم، ما أدى إلى عدم وصول الانغماسيين إلى أهدافهم وإلى تدمير جميع السيارات المفخخة التي اعتمد عليها المسلحون في إحداث خرق وخصوصاً في جبهة بلدة العيس وتلتها الإستراتيجية التي شكلت مقبرة للمسلحين وشهدت مقتل أكثر من 50 منهم لوحدها، وعلى الرغم من زج المسلحين بأكثر من ألف مقاتل على طول الجبهات القريبة من طريق عام حلب دمشق الدولي إلا أنهم لم يصمدوا خلال أكثر من محاولة للتقدم في تثبيت وجودهم في أي نقطة، واضطروا للانسحاب تحت وطأة ارتفاع عدد القتلى في صفوفهم ثم محاولة الهجوم مرة أخرى حيث ما زالت الاشتباكات جارية حتى لحظة تحرير الخبر من دون أي خرق حقيقي يذكر.
ومن الفصائل المشاركة في هجمات «النصرة» كل من حركة «أحرار الشام الإسلامية» و«الفرقة 13» و«كتائب أبو عمارة» بالإضافة إلى التنظيمات الموالية والتابعة لفرع القاعدة في سورية كـ«أجناد الشام» و«فيلق الشام» و«جند الأقصى».
وقتل العديد من القادة الميدانيين للمسلحين في معركة جنوب حلب عرف منهم أبو عمر الملازم التابع لـ«أحرار الشام» وأبو محمد الأيوبي قائد المعركة التابع لـ«النصرة» والملقب بـ«أمير الانغماسيين» وكثير منهم يحملون جنسيات غير سورية مثل الألمانية والسعودية والأردنية.
كما قامت التنظيمات المسلحة بخرق آخر للهدنة أمس، باستهداف حي الشيخ مقصود في حلب بعدد من قذائف الهاون والصاروخية.
ونقلت وكالة «سانا» للأنباء، عن مصادر أهلية في حي الشيخ مقصود على الأطراف الشمالية لمدينة حلب «بأن 5 قذائف صاروخية وهاون سقطت ظهر اليوم على الأبنية السكنية في الحي مصدرها الأحياء المجاورة» حيث تنتشر مجموعات مسلحة سبق لها أن وافقت على اتفاق وقف الأعمال القتالية, ولفتت المصادر إلى أن القذائف «تسببت باستشهاد طفل وإصابة عدد من المواطنين بجروح أغلبيتهم من الأطفال والنساء إضافة إلى إلحاق أضرار مادية كبيرة بعدد من المنازل».
إلى ذلك وفي خرق فاضح للاتفاقيات الدولية التي تنص على وجوب احترام سيادة الدول، قصفت القوات المسلحة التركية أمس، بالمدفعية مواقع لتنظيم داعش في سورية، وأقرت وكالة «دوغان» التركية للأنباء، أن مدافع من نوع «هاوتزر» قصفت من منطقة كيليس التركية أهدافاً في محيط مدينة إعزاز في شمال سورية. وأوضحت الوكالة أن القصف المدفعي التركي يأتي في أعقاب غارات جوية على المنطقة نفسها شنتها مقاتلات التحالف الدولي ضد التنظيم.

Exit mobile version