Site icon صحيفة الوطن

سطر أول لزيزو

| خالد عرنوس 

حفل فوز الريال على البرشا في نيوكامب بالكثير من الإشارات والدلائل التي لابد من التوقف عند بعضها وعلى رأسها بالطبع إنعاش الليغا وإعطاؤها نفساً جديداً مع فارق النقاط الست التي تفصل المتصدر عن أقرب منافسيه، إلا أن هذا الأمر ربما لا يتطلع الكثيرون إليه مع قناعة عشاق قطبي العاصمة بصعوبة خسارة الكاتالوني لثلاث مباريات أخرى.
من البدهي أن يمجد الإعلام- منذ إطلاق الحكم الظالم لصافرة النهاية- المدرب الفرنسي زين الدين زيدان على اعتبار أنه ثأر من هزيمة الذهاب والأهم أنه أوقف سلسلة البرشا التاريخية عند 39 مباراة من دون هزيمة وأنزل به الهزيمة الأولى في نيوكامب هذا الموسم وزاد في إثارتها أن خسارة الكاتالوني جاءت بعدما تقدم بهدف، بل إن الميرينغي تقدم وهو ناقص الصفوف عقب طرد (العادة) وهذه المرة جاء متأخراً بحق الكابتن راموس الذي عزز أرقامه السلبية ببطاقته الحمراء الـ21 بقميص الميرينغي.
بدأ زيدان المباراة بطريقة مغلقة تماماً ونادراً ما شهدنا لاعبيه في هجمة منظمة وخاصة في الشوط الأول ولم يظهر الزخم الهجومي إلا بعد تقدم بيكيه برأسيته مطلع الثاني، بعدها شهدنا بعض الهجمات وفي واحدة عنترية من مارسيللو جاء التعادل الجميل بكرة بنزيمة المقصية.
إذاً نجح زيدان بإغلاق منطقة الحارس المبدع نافاس الذي تصدى لأفضل كرتين من راكيتيتش وميسي حتى إن هدف البرشا جاء من هفوة بالتغطية استغلها بيكيه بنجاح.
سيكتب التاريخ أن زيدان حقق الفوز في أول كلاسيكو وأين في معقل الغريم!! وفي احتفالية أرادها عشاق الكاتالوني وداعية إلى روح الملهم كرويف وكذلك احتفالاً لنجمهم الأعلى ميسي بمئوية خامسة على صعيد الأهداف، إلا أن البرغوث الأرجنتيني فشل بتقديم مستواه الاعتيادي شأنه في ذلك شأن زملائه اللاتينيين الذين أرهقوا في أيام الفيفا عكس لاعبي الميرينغي الأوروبيين، فغاب ميسي معظم الوقت وفقد الكرة كثيراً، في حين غاب نظيره رونالدو وظهر حينما ينبغي أن يظهر بكرتين أواخر الوقت ليسجل من الثانية هدف الفوز الغالي.
لقد فاز الريال لأن البرشا استحق الخسارة وحتى يكتب زيدان أول سطر في تاريخه كمدرب، ونعود ونكرر إنه من المبكر الحكم على المدرب الطموح لكنه نجح فيما لم ينجح غيره واستحق فرحة مزدوجة ستستمر حتى الكلاسيكو القادم.
وبالعودة إلى البرشا فقد انهزم لأنه اعتمد نتيجة الذهاب مقياساً ولأن لاعبيه ومدربه فكروا أكثر على ما يبدو بلقاء الأتلتي (أوروبيا) بعدما استكانوا إلى فارق النقاط الكبير في الليغا والله أعلم.

Exit mobile version