Site icon صحيفة الوطن

حديث الساعة: المنتخب أولاً وثانياً.. وعاشراً … المنتخب يمر عبر الأندية والمسابقات فماذا فعلنا؟

| ناصر النجار

كل الأحاديث اليوم تنطلق من المنتخب وتنتهي عنده، حتى صار خبز الكرويين ولا يمكن الاستغناء عنه، والتطورات الدراماتيكية التي شهدناها الأسبوع الماضي كانت مثيرة للنقاش ومثيرة للجدل، وأكثر ما فيها دخول مورينيو على الخط في سابقة لم تشهدها كرتنا السورية من قبل، وهي إن دلت على شيء فإنما تدل على سذاجة الطارح والطرح، وإن كانت الغاية من طرح مورينيو مدرباً لمنتخبنا أن تكتسب كرتنا شهرة عالمية فقد أخطأ الطرح، لأن الكثير من الوكالات ووسائل الإعلام أشارت إلى الموضوع بطريقة تدعو إلى السخرية، حتى وسائل إعلامنا ومواقع التواصل الاجتماعي رأت في الفكرة كتمساح يطير في الهواء!
أما إذا كانت الغاية من الطرح أن ننسى ما حصل وخصوصاً الخسارة الخماسية أمام اليابان، فهذا أمر آخر، وصحيح أن المبدع في هذا الطرح نجح بذلك إلى حد ما، إلا أنه زاد الطين بلة، فلم يصلح ما أفسدته التصفيات، ولم يقنع الناس أن كرتنا تسير على المسار الصحيح بمثل هذا الفكر.

الواقعية والمنطق
كلامنا هذا يجب أن يفهم من باب النقد البناء الإيجابي الذي يصب في مصلحة كرة الوطن، وهنا لا يهمنا الأشخاص على الإطلاق، إنما تهمنا آلية العمل، وأسلوبها، والمفترض أن نعي هذه المسألة تماماً بدل أن نتخبط في الطرح وفي البحث والتفكير.
بشأن منتخبنا الأول، علينا التفكير بشكل إيجابي منطقي لنقول: إن التأهل لكأس العالم يحتاج إلى معجزة، وهذا الكلام ليس من باب التشاؤم والإحباط، إنما من باب الواقعية والمنطق، وتحقيق هذه المعجزة يحتاج إلى قدرات قد لا تكون كافية في الزمن المتبقي، لكن الأمل موجود، وعلينا أن نعمل عمل المجتهد المتفائل لا عمل الطالب المتكل على فلان وعلان.
المهم أن نشهد قفزة نوعية في منتخبنا وهذا الأهم في الفترة القادمة، فإن ترتق في التصنيف من 153 إلى 110 على الصعيد الدولي، فهذه قفزة نوعية، وإن تتأهل لنادي الكبار، فهذه قفزة نوعية أخرى، وهذا يشير إلى أن منتخبنا يسير نحو الأعلى مع وجود مطبات عديدة.
الخطوات القادمة يجب أن تبنى على ثلاث محطات مهمة، وأن نشهد لها إستراتيجية واقعية وعملاً دؤوباً، وتحويل الإمكانات المتاحة إلى إمكانيات جيدة تضمن تهيئة منتخب جيد لا ينقصه شيء.
وعلينا أن نراجع ذاكرتنا لنجد أن الدول كانت تهرب من اللعب مع منتخبنا بالأمس، على حين صارت اليوم تنهال بعروضها إليه، والعروض تأتينا من دول تتمتع (بصيت) كبير آسيوي ككوريا الجنوبية والصين وأوزبكستان إضافة إلى عرضين آخرين من الفليبين وفيتنام، وهذا كله يشير إلى أن العالم ينظر إليك من خلال موقعك ونتائجك.
لذلك لا بد من خطة عمل وبرنامج محلي وخارجي صحيحين كما تعمل كل دول العالم، أي إن التنظيم أساس النجاح.

المحطات القادمة
خطة اتحاد الكرة يجب أن تبنى حتى عام 2022 أي لكأس العالم بعد القادم، لذلك أمامنا ثلاث محطات مهمة، أولاً التصفيات النهائية المؤهلة لمونديال روسيا 2018 وثانياً أمم آسيا 2019، وثالثها المونديال بعد القادم ومافيه من تصفيات، إضافة إلى دورات إقليمية كبطولة غرب آسيا.
وبناء عليه فإن اختيار المدرب القادم للمنتخب الوطني يجب أن يكون وفق هذه المحطات، ونحن نريد مدرباً قادراً على التطوير، والأهم من ذلك أن نبتعد عن العقود الجزئية فعندما ننتقي مدرباً جيداً يجب أن يكون عقده طويلاً يشمل محطتين من المحطات الثلاث التي ذكرناها على الأقل.
الاعتناء بالأندية ومسابقتي الدوري والكأس ضرورة قصوى لأنهم القاعدة الصلبة لأي منتخب وطني، فإذا بقينا نعتمد على لاعبينا المحترفين في الخارج فسنصل إلى يوم نجد أن هؤلاء اللاعبين إما وصلوا إلى سن الاعتزال أو أصيب بعضهم (لا سمح الله) أو قل عطاء البعض الآخر، لذلك لا بد من إيجاد رديف دائم للمنتخب، وهذا لن يتحقق إلا بالاهتمام بالدوري والكأس الذي يدفع الأندية للاهتمام بكرتها ولاعبيها.

ضايعة الطاسة
النظرة العامة لاتحاد كرة القدم تشعرك أن (الطاسة ضايعة) فالكل في الاتحاد صار (على سبيل المثال) معنياً بالمنتخب وترك عمله الرئيسي، وهذا ما لا يخفى على أحد، والمفترض أن تتابع كل لجنة عملها بجد واهتمام، وتدخلها بالمنتخب (إن تدخلت) يجب أن يكون تدخلاً إيجابياً، وهنا نؤكد أن كرة القدم ليست منتخباً فقط، فهناك الكثير من الأمور التي يجب مراعاتها والعمل عليها لأنها تصب في بوتقة التطوير.
من هذه الأمور موضوع الدوري، فكرة القدم لا تتطور إن أقيم الدوري بفترة وجيزة، فالفرق على سبيل المثال تلعب الذهاب في شهر ومثله إياباً وتبقى عشرة أشهر في الانتظار!
والدوري غير مقنع عندما نحشر شهر الإياب مع التزام المنتخبات والأندية ببطولاتها الآسيوية، فيقع أسرى المؤجلات التي تجعل الدوري مثار الشبهات وغير عادل!
أما الكأس فأدهى وأمر ولك أن تتصور أن فريق المخرم من الدرجة الثالثة ولم يشارك بأي نشاط منذ خمس سنوات على الأقل بلغ المرحلة الثالثة من الكأس من دون أن يلعب على حين يتعين على أحد فريقي الشرطة أو الاتحاد مغادرة الكأس من المرحلة الثانية.
وأعتقد أن قرعة الكأس رسمت الكثير من إشارات الاستفهام، وظننا أن التغيير في لجنة المسابقات والأمانة العامة سينعكس إيجاباً على المسابقات المحلية، لكننا على ما يبدو سنبقى كما يقول المثل (مكانك سر)!

Exit mobile version