Site icon صحيفة الوطن

الأمم المتحدة «لن تتعامل» وألمانيا «لن تعترف» وباريس «تندد» والعليا للمفاوضات تصفها بـ «المسرحية الهزلية» … موسكو: الانتخابات البرلمانية في سورية خطوة مهمة باتجاه استقرار الوضع في البلاد

| وكالات

كما كان متوقعاً انقسم المجتمع الدولي بين مرحب ورافض للانتخابات التشريعية التي جرت أمس في سورية، فبينما اعتبرتها موسكو أمراً طبيعياً لأنها تضمن عمل المؤسسات وتهدف إلى تجنب فراغ سياسي لحين وضع دستور جديد، وخطوة مهمة باتجاه استقرار الوضع في البلاد، قالت الأمم المتحدة: إنها «لا تتعامل معها» واعتبرتها باريس «صورية»، ووصفتها الهيئة العليا للمفاوضات بـ«المسرحية الهزلية». وبحسب الموقع الإلكتروني لقناة «روسيا اليوم»، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيرته الأرجنتينية سوسانا مالكورا في موسكو أمس: «تجري اليوم (أمس) الانتخابات البرلمانية ونحن نعتبر ذلك أمراً طبيعياً تماماً لأننا نرى أن هذه الانتخابات تضمن عمل تلك المؤسسات في سورية التي ينص عليها الدستور الحالي للبلاد».
وأشار لافروف إلى أن مفاوضات جنيف التي تستأنف الأسبوع الحالي ستبحث الإصلاح السياسي في سورية، مضيفاً: «الأطراف السورية سيتعين عليها التوصل إلى اتفاق حول وضع دستور جديد ورؤيتها لآليات ستسمح بالانتقال إلى نظام جديد.
وأكد أن هناك تفاهماً بأن هذه العملية السياسية يجب أن تؤدي إلى وضع دستور جديد وإجراء انتخابات مبكرة جديدة على أساسه.
وقال: «لكن قبل أن يحدث ذلك لا يمكن السماح بحدوث فراغ قانوني أو فراغ في السلطة التنفيذية في سورية»، لافتاً إلى أن الانتخابات الحالية يجب أن تلعب هذا الدور. وأكد لافروف تمسك موسكو بالكامل بالاتفاقات المتعلقة بإجراء المفاوضات بين السوريين، بهدف التوصل إلى توافق بشأن الإصلاحات السياسية، داعياً الأطراف السورية إلى إبداء مرونة من أجل إيجاد اتفاق مشترك.
ودعا القوى الخارجية إلى مطالبة الأطراف السورية بالالتزام بالمبادئ التي تم الاتفاق عليها، لافتاً إلى أن الكثير سيتوقف على مدى التزام الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي ودول المنطقة بقرارات مجلس الأمن الدولي.
من جانبها أكدت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا في صفحتها على موقع «فيسبوك» أمس، أن الانتخابات التشريعية التي تجري في سورية تعد خطوة مهمة باتجاه استقرار الوضع في البلاد، بحسب وكالة «سانا» للأنباء.
على خط مواز اعتبر الأمين العام لاتحاد الإذاعات والتلفزيونات الإسلامية الإيراني علي كريميان، خلال جولته في المركز الإعلامي بفندق الشيراتون بدمشق، أن سورية توجه عدة رسائل من خلال هذه الانتخابات، الأولى أن شعبها لا يزال صامداً رغم كل ما يحاك له من مؤامرات ولم يسمح بحصول أي فراغ دستوري في أي مؤسسة من مؤسساته، والرسالة الثانية أنه في وقت تنعقد فيه محادثات جنيف والضغوطات الحاصلة على بلاده يؤكد الشعب السوري أنه هو من يحدد مستقبل بلاده وليس الآخرون.
وعلى المقلب الآخر قال نائب المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة فرحان حق، في مؤتمر صحفي في نيويورك: «نحن لا نتعامل مع تلك الانتخابات، وتركيزنا الآن منصب على جولة المحادثات المقبلة المزمع انطلاقها في جنيف، ومن جانبنا نسعى إلى أن تضمن جميع أطراف الأزمة عدم انزلاق العنف في سورية إلى نطاق أكبر»، بحسب وكالة «الأناضول» للأنباء. في الأثناء نقلت وكالة «رويترز» للأنباء، عن المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية رومان نادال، أمس، قوله: «تشجب فرنسا هذه الانتخابات «الصورية» التي ينظمها النظام السوري، إنها تجري دون حملة وتحت رعاية «نظام قمعي» ودون مراقبة دولية». وأضاف: إن الانتخابات الصحيحة فقط هي التي تجري بمقتضى قرار للأمم المتحدة يمهد الطريق أمام انتقال في البلاد.
وفي برلين قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الألمانية، مارتن شافر، إن ألمانيا لن تعترف بـ«الانتخابات البرلمانية» التي تجري في سورية، وذلك في مؤتمر صحفي، عقده المتحدث الألماني، في المركز الإعلامي الاتحادي بالعاصمة الألمانية، للإجابة على أسئلة حول رأي حكومة بلاده بخصوص الانتخابات التشريعية في سورية.
وأضاف: «عندما نأخذ وضع اللاجئين السوريين بعين الاعتبار، فإنه يستحيل إجراء انتخابات حرّة وعادلة وسط حرب أهلية»، مشيراً إلى أن «جميع التقارير، والانطباعات، تؤكد ذلك الرأي».
من جانبه وصف نائب رئيس وفد «الهيئة العليا للمفاوضات» المعارضة، في محادثات جنيف، جورج صبرا، أمس، الانتخابات التشريعية في سورية بـ«المسرحية الهزلية»، بحسب وكالة أنباء « الشرق الأوسط».

Exit mobile version