Site icon صحيفة الوطن

رغم تعليق «معارضة الرياض» مشاركتها.. محادثات جنيف تتواصل

| الوطن – وكالات

تواصلت أمس أعمال الجولة الثالثة من محادثات جنيف 3 في قصر الأمم بالعاصمة السويسرية، رغم الإعلان الرسمي لـ«الهيئة العليا للمفاوضات» المعارضة تعليق مشاركتها في المحادثات غير المباشرة، وسط أنباء عن جهود روسية أميركية للدفع بـ«معارضة الرياض» للعدول على قرارها.
وتضمنت نشاطات الثلاثاء لقاء المبعوث الأممي الخاص إلى سورية ستيفان دي ميستورا مع مجموعة «موسكو – القاهرة»، ولقاء لفريقه مع وفد «معارضة الداخل»، بعد مغادرة المبعوث الأممي جنيف إلى إيطاليا لأسباب خاصة.
وبرزت يوم أمس تصريحات لرئيس الوفد الحكومي الرسمي بشار الجعفري الذي من المقرر أن يلتقي المبعوث الأممي اليوم، قال فيها تعليقاً على إعلان «الهيئة العليا للمفاوضات» وقف مشاركتها الرسمية في المحادثات احتجاجاً على تدهور الأوضاع الإنسانية وانتهاكات تتهم بها «النظام» لاتفاق وقف الأعمال القتالية: «هم لا يفقهون شيئاً في علم الدبلوماسية إلا كلمة الانسحاب». وأضاف: «هذا ليس (عملاً) دبلوماسياً أو سياسياً ناضجاً، بل أسلوب طفولي مراهق في عالم الدبلوماسية والسياسة».
واتهم الجعفري «الهيئة العليا للمفاوضات» بالتبعية للسعودية. وقال: «ما أثير من قرار وفد السعودية بتعليق مشاركة أعضائه في الحوار في جنيف، إنما يشير إلى عدم جدية هذا الطرف». وتحدث عن «هيمنة العناصر الراديكالية المتطرفة داخل هذه المجموعة التي تديرها السعودية».
ويزيد موقف «معارضة الرياض» من صعوبة مهمة دي ميستورا الذي استأنف الأربعاء الماضي جولة من المحادثات غير المباشرة بين ممثلين للحكومة والمعارضات تتركز على بحث الانتقال السياسي في سورية.
وتتمسك «معارضة الرياض» بتشكيل هيئة حكم انتقالي كاملة الصلاحيات تضم ممثلين للحكومة والمعارضة، مشترطة رحيل الأسد قبل بدء المرحلة الانتقالية، في حين تعتبر الحكومة أن مستقبل الرئيس الأسد ليس موضع نقاش وتقترح تشكيل حكومة موسعة.
وقال الجعفري: «هم لا يريدون أن يشاركوا، هم أحرار، لكنهم غير قادرين على مصادرة حق بقية المجموعات في الاستمرار في الحوار السوري السوري من دون تدخل خارجي وشروط مسبقة». وتابع: «لدينا اجتماع غداً (الأربعاء) مع دي ميستورا الذي سيلتقي منصات القاهرة وموسكو، والحياة تمشي بشكل طبيعي (…) من لا يحب أن يندمج في خارطة الطريق هذه من أجل سلامة سورية واستقرارها والحفاظ على سيادة سورية يتحمل نتيجة أعماله».
وفي وقت سابق اتهم الجعفري في مقابلة مع قناة «الميادين» السعودية وتركيا وقطر بـ«إفشال» المحادثات. وقال الجعفري: إن المعارضة «ليست مستقلة في قرارها السياسي بمعنى أن لديها مشغلين في الخارج، مشغلين معروفين هم السعودية وتركيا وقطر».
وأضاف: إن «المشغل الرئيسي السعودي- التركي- القطري لا يريد وقف حمام الدم في سورية ولا يريد حلاً سياسياً في سورية». وتابع الجعفري: «هناك قرار من مشغلي هذه المجموعة في السعودية وفي تركيا وفي قطر بعدم إنجاح القرار السوري – السوري. هم لا يريدون حواراً سورياً – سورياً، هم يريدون إفشال جولات جنيف».
وأوضح أن «مجموعة السعودية تحديداً مستاءة جداً من التقدم الذي أحرزه الجيش العربي السوري على الأرض».
وأتى تصريح الجعفري بعيد إعلان دي ميستورا للصحفيين في جنيف أن وفد «معارضة الرياض» أبلغه تعليق «مشاركته الرسمية» في المفاوضات احتجاجاً على تدهور الأوضاع الإنسانية وتكرار انتهاك وقف الأعمال القتالية.
وحسب مصادر متابعة لمجريات الأحداث في قصر الأمم المتحدة في العاصمة السويسرية تحدثت لـ«الوطن»، فقد أجرى دي ميستورا ظهر أمس اجتماعاً مع وفد معارضة مجموعة «موسكو – القاهرة»، غادر بعده إلى إيطاليا لأسباب عائلية. وذكرت المصادر، أن فريق دي ميستورا في جنيف التقى مساء مع وفد «معارضة الداخل». وفي وقت سابق من يوم أمس، وفي اتصال أجرته «الوطن» معه وهو في جنيف قال عضو وفد معارضة الداخل محمود مرعي أمين عام هيئة العمل الوطني الديمقراطي: «سوف نقدم اليوم (الثلاثاء) إجابة على ورقه دي ميستورا ذات النقاط 12».
في المقابل، دعا منسق «الهيئة العليا للمفاوضات» رياض حجاب في مؤتمر صحفي عقده في مقر إقامة وفد «معارضة» الرياض» في جنيف المسلحين إلى عدم التوقف عن قتال (الرئيس) الأسد، لافتاً إلى أن «السلاح منع عن «الفصائل الثورية»، في حين تمد إيران وروسيا النظام بالسلاح والمرتزقة»، مطالباً «بتقوية الثوار عوضاً عن منع إرسال السلاح لهم». واعتبر حجاب حسب موقع «اليوم السابع» الإلكتروني المصري، أنه «لا يوجد هدنة على الأرض لأنه لا يوجد محاسبة لمن يخترق هذه الهدنة»، وتساءل: «أي هدنة هذه وإيران تحشد آلاف المقاتلين، ورأس السلطة في إيران يدعو إلى الجهاد الشيعي في سورية لقتل أبناء سورية والذي وصفهم بالكفرة». وطالب حجاب «بإشراف أممي ومحاسبة من يخترق الهدنة على الأرض، حتى يكون لها جدوى». وحذر من الوضع في حلب وحدوث كارثة إنسانية، مشيراً إلى أن الوضع هناك سيئ للغاية، حيث «يعمل النظام على محاصرة المدينة التي يقطنها 600 ألف سوري، ويستخدم النظام كل أنواع الأسلحة».
وطالب حجاب حسب وكالة «رويترز» للأنباء «باجتماع لمجموعة وزراء خارجية المجموعة الدولية لدعم سورية من أجل النظر وإعادة تقييم الإجراءات الإنسانية وأيضاً لتقييم عملية الهدنة التي انتهت».
وأشار إلى أن «الهيئة العليا للمفاوضات» ستغادر المفاوضات لكن بعض الخبراء التابعين لها سيمكثون لعقد اجتماعات. وقال: «لا يمكن أن يكون هناك حل و(الرئيس) بشار الأسد موجود في السلطة إطلاقاً. أخذنا قراراً بالأمس بتعليق مشاركتنا في المفاوضات ولن نكون في مبنى الأمم المتحدة وشعبنا يعاني ويموت تحت الحصار والقصف».
من جانبه قال عضو «الهيئة العليا للمفاوضات» جورج صبرا من جنيف حسب «رويترز»: إن محادثات السلام السورية تأجلت لأجل غير مسمى واستئنافها يعتمد على «تصحيح مسار المفاوضات» والأحداث على الأرض.

Exit mobile version