Site icon صحيفة الوطن

دعا إلى ممارسة ضغوط على إيران وروسيا و«المعارضة المعتدلة» … أوباما لحلفائه الأوروبيين: لا منطقة عازلة.. لا تدخل برياً لـ«إسقاط النظام».. والحل بحكومة تضم «كل الأطراف» وتمثل «جميع السوريين»

| الوطن – وكالات

لم تكد المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل تتبنى المطلب التركي المزمن بإنشاء منطقة آمنة للاجئين في شمال سورية، حتى جدد الرئيس الأميركي باراك أوباما صب الماء البارد على هذه الفكرة التي تتطلب بنظره، «وجود عسكري ملموس». أوباما الذي أعاد تأكيد رفضه التدخل البري لإسقاط النظام في سورية، أعرب عن قلق عميق حيال انتهاكات اتفاق وقف العمليات القتالية في سورية، داعياً إلى إعادة إرسائه من جديد. كما حث المجتمع الدولي على الضغط على «روسيا وإيران وجماعات المعارضة المعتدلة» «حتى يجلسوا على مائدة المفاوضات، ويحاولوا تحديد معالم الفترة الانتقالية»، مشدداً على ضرورة التوصل إلى حل سياسي ينقل سورية بـ«اتجاه حكومة تضم كل الأطراف وتمثل جميع السوريين».
مواقف أوباما جاءت قبل يوم من اجتماع غربي سيضمه وميركل، إلى كل من الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون والإيطالي ماتيو رينتسي. ولا يبدو أن أوباما سيثلج صدور حلفائه الأوروبيين، بالأخص حيال سورية.
وفي مدينة هانوفر الألمانية، بحث أوباما وميركل سبل مواجهة أزمة الاقتصاد العالمي، وأزمات أمنية في الشرق الأوسط وأوكرانيا.
واعتبر أوباما خلال مؤتمر صحفي مشترك مع المستشارة الألمانية أعقب مباحثاتهما، أن مشكلة إقامة منطقة عازلة في جزء من الأراضي السورية لا تكمن في أنه لا يريد إقامتها «نظراً لاعتراض إيديولوجي من جهتي.. لا علاقة للأمر بعدم رغبتي في تقديم المساعدة وحماية عدد كبير من الأشخاص.. الأمر يتعلق بظروف عملية بشأن كيفية تحقيق ذلك»، بحسب وكالة «رويترز» للأنباء، وأردف موضحاً «بل في كيفية ضمان الأمن فيها من دون مشاركة عسكرية واسعة»، وأضاف بحسب موقع «روسيا اليوم»: إن «المسألة العملية هي من الذي سيقوم بمهمة مراقبة هذه المناطق وأين يمكن إيجاد قوات برية كفيلة بذلك، وهو للأسف أمر من الصعب جداً تحقيقه على الصعيد العملي».
وقبل يومين، كررت المستشارة الألمانية تأييدها المبدئي لخيار المناطق الآمنة. وتحت وطأة معارضة أوباما عادت أمس وذكرت بأنها لا تتصور هذا الأمر إلا في إطار اتفاق بين النظام ومسلحي المعارضة. وقالت ميركل إن «أي تدخل» عسكري خارجي هو أمر «غير وارد» لفرض مناطق آمنة.
وأعرب أوباما عن قلقه العميق من انتهاكات اتفاق وقف العمليات القتالية. وقال بحسب وكالة «رويترز» للأنباء: «لا نزال نشعر بقلق بالغ حيال تفاقم القتال في سورية في الأيام الأخيرة الماضية، ولا نزال متفقين (مع ميركل) على أن الحل الوحيد القابل للصمود هو حل سياسي من شأنه نقل سورية باتجاه حكومة تضم كل الأطراف وتمثل جميع السوريين».
ودعا إلى «إعادة إرساء» اتفاق وقف العلميات القتالية، قائلاً: «تحادثت مع الرئيس (الروسي فلاديمير) بوتين (الإثنين الماضي).. في محاولة للتأكيد أننا سنكون قادرين على إعادة إرساء» وقف العمليات القتالية في سورية.
وأقر أوباما في لندن التي غادرها إلى هانوفر، بأن الاتفاق «صمد بالواقع أكثر مما كان يتوقع» وشدد على أن انهيار الاتفاق سيدفع بلاده إلى «إعادة العمل به مجدداً حتى مع مواصلتنا الحملة ضد داعش».
وقبيل مغادرته لندن أجرى أوباما مقابلة مع هيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي»، اعتبر فيها أنه: «من الخطأ أن ترسل الولايات المتحدة أو بريطانيا العظمى أو مجموعة الدول الغربية قوات برية (إلى سورية) وتطيح بنظام الأسد». وأضاف: «لا أعتقد أن هناك أي حلول بسيطة» لما رأى أنه «موقف مأساوي ينطوي على الكثير من التعقيد» في سورية، وشدد على أن أولئك الذين يدعون وجود تلك الحلول «ربما لم ينتبهوا كثيراً إلى التفاصيل». وفي المقابل، أكد أن سورية تمر بموقف ذي طبيعة انتقالية، وأنه لابد من أن تكون هناك استجابة انتقالية لهذا الموقف. وتابع منتقداً الحلول العسكرية، «حتى يتسنى لنا حل المشكلات طويلة الأجل في سورية، لابد أن ندرك أن الحل العسكري وحده، وإرسال قوات برية هناك، لن ينهي الأزمة»، مذكراً بأن البرلمانات الأوروبية لن توافق على التدخل العسكري في سورية، ولذلك لا يمكنهم مطالبة الولايات المتحدة القيام بذلك وحدها.
وحث الرئيس الأميركي المجتمع الدولي على المضي قدما في ممارسة الضغط على جميع الأطراف، بما فيهم روسيا وإيران وجماعات المعارضة المعتدلة «حتى يجلسوا على مائدة المفاوضات، ويحاولوا تحديد معالم الفترة الانتقالية..»، واصفاً تلك العملية بأنها «صعبة».
وأكد على أن التحالف الذي تقوده بلاده للحرب على تنظيم داعش مستمر في استهداف معاقل التنظيم بالضربات الجوية في أماكن مثل الرقة، علاوة على استمرار محاولات فرض العزلة على تلك المناطق والحيلولة دون إرسالها مقاتلين أجانب إلى أوروبا. لكنه أشار إلى أنه لا يتوقع القضاء على تنظيم داعش خلال الأشهر التسعة المتبقية من فترة رئاسته الثانية والأخيرة للولايات المتحدة.
وشدد على أن «الحملة على التنظيم تنطوي على خطورة كبيرة لأن مقاتلي التنظيم، الذين هم لسوء الحظ حفنة من المتطرفين الذين يتوافر لديهم استعداد للتضحية بأنفسهم، ما زالوا يشكلون خطراً كبيراً ويمكنهم القيام بعمليات انتقامية تحدث دماراً على نطاق واسع في المدن الأميركية».
لكن أوباما رجح في الوقت نفسه أن هناك إمكانية لمجابهة التنظيم من خلال تضييق الخناق عليه، وتقليص البيئة التي تساعده على العمل، والقضاء على معاقله في مدن مهمة مثل الموصل العراقية والرقة السورية، التي تعتبر قلب التنظيم.

Exit mobile version