Site icon صحيفة الوطن

في الحسكة… «عامان بعام والتعليم تمام»

| الحسكة- دحام السلطان

الخطة التعليمية التي وضعتها وزارة التربية للطلاب المتسرّبين والمنقطعين لسنة أو أكثر، بغية مواصلة تعليمهم من خلال المنهاج (ب)، الذي ستقوم مديريات التربية بتطبيقه في 200 مدرسة موزّعة على 11 محافظة وفق المعايير الصحيحة في الاختيار والتطبيق، وهو ما أحدث حالة إيجابية ونقلة نوعية مطلوبة في محافظة الحسكة على وجه الخصوص، وذلك لخصوصية المحافظة، التي لقي التعليم ما لقي من مسببات وعوامل شاقة خلّفت البؤس والتدهور والتراجع للتعليم خلال سنوات الحرب على سورية، ولا سيما خلال السنوات الثلاث الأخيرة، بعد أن تعرضت مراكز العلم في معظم أرياف المحافظة، وفي عدد لابأس به من مراكز المدن والبلدان إلى حملات مضادة وموجّهة، استهدفت المدارس في المحافظة ومنهاجها الوزاري، الذي يُدرّس فيها واستبداله بمناهج ذات أفق ضيق وبعيدة كل البعد عن العقلانية والموضوعية والواقع، مستندة في ذلك إلى التطرّف الإرهابي المقيت في المدن والبلدان الواقعة في المناطق الجنوبية والجنوبية الغربية والشرقية من محافظة الحسكة التي كان يُسيطر عليها تنظيم داعش الإرهابي، إضافة إلى فرض التعليم باللغة الكردية للصفوف الثلاثة الأولى من المرحلة الابتدائية في عدد لابأس به من المدارس الواقعة في المناطق التي تسيطر عليها الوحدات الكردية من المحافظة.!
وهذان الأمران كانا المحرّض الرئيس، لأن توضع نقاط التعليم على حرف الطلاب المتسرّبين والمنقطعين بالشكل الصحيح، من خلال ورش التخطيط للمشاركين في الحملة الترويجية التي تهدف إلى عودة الطلاب المتسرّبين والمنقطعين إلى المدارس لمواصلة تعليمهم وفق منهاج وخطة دراسية موضوعة من مختصين في وزارة التربية، وبالتعاون مع منظمة اليونيسيف وعدد من الجمعيات الخيرية والأهلية بالمحافظة.
وتهدف الخطة التي وضعت عنواناً لعملها «عامان بعام والتعليم تمام» (المنهاج ب)، إلى استهداف طلاب المدارس الأميين من الصف الأول وحتى الصف الثامن، وممن تتراوح أعمارهم بين 8- 15 سنة، الذين منعتهم الأزمة وظروف الحرب وعدم الاستقرار من متابعة تحصليهم الدراسي، ولاسيما في الأرياف المترامية الأطراف في المحافظة، وذلك لتشجيع عودتهم إلى المدارس وتحسين مستوى تحصيلهم الدراسي باستيعاب القدر الأكبر من عدد الذين تسرّبوا من المدارس، وممن لم تسعفهم الظروف للالتحاق بالمدارس حتى الآن من المنقطعين لعام أو أكثر عن المدرسة.
وأكدت مديرة التربية بالحسكة إلهام صورخان، أن ورش العمل تعمل على التعريف بأهمية الحملة وشرح المنهاج (ب) من حيث المستويات وكيفية التسجيل والعمر وطرق التواصل مع المجتمع، وتتضمن أيضاً شرح بيانات الاستمارة الخاصة بإحصائية عدد الطلاب المستهدفين، الذين تم إحصاؤهم من خلال الزيارات المنزلية.
وبيّنت المديرة، أن منهاج الفئة (ب) يقوم على فكرة تصميم مناهج لتدريس كل عامين دراسيين بعام واحد، بغية تشجيع عودة الطلاب إلى المدرسة وتحسين مستوى تحصيلهم الدراسي من الذين دفعتهم عوامل الأزمة وظروف الحرب إلى الانقطاع عن المدارس، مشيرة إلى أن الورشة ستنفذ على مستوى 7 مجمعات تربوية في الحسكة والقامشلي وتل تمر وتل حميس والقحطانية والهول، والتي سيستفيد منها طلاب 26 مدرسة.
ولفتت صورخان: إن عدد المستفيدين من قطاع التربية في ورش التخطيط للحملات الترويجية لمنهاج الفئة (ب) 85 معلماً ومدرّساً ومدرّساً مساعداً، إضافة إلى المشاركين من الجمعيات الشريكة مع التربية في العمل.

Exit mobile version