| حماة – محمد أحمد خبازي
كثيرة هي الاجتماعات المحلية والمركزية التي عقدت، لمناقشة سبل رفع التلوث عن نهر العاصي، الذي يؤذي المواطنين في حماة والبيئة أيضاً، وكثيرة هي المذكرات التي أعدت لهذا الغرض منذ عقود طويلة، وكثيرة هي المواد الصحفية التي نشرناها حول هذا الموضوع القديم المتجدد، ولكن كلها ذهبت أدراج الرياح!!.
وفي كل عام في مثل هذه الأيام – بل حتى في عز الشتاء أيضاً – تتجدد معاناة أهالي مدينة حماة، من انبعاث الروائح الكريهة من سرير العاصي لتحويل الصرف الصحي وغير الصحي إلى مجرى النهر، الأمر الذي يسبب معاناة كبرى للمواطنين الذين يشكون مراراً وتكراراً بمن فيهم أصحاب المحال التجارية والقاطنون على امتداد النهر في المدينة.
وحول هذا الموضوع المهم والخطر بيئياً، طلب محافظ حماة الدكتور غسان خلف رفع التلوث عن مجرى نهر العاصي ومتابعة جميع المنشآت الصناعية والمعامل التي تصب منصرفاتها في النهر، ولاسيما معامل الزيوت والأجبان والمشافي.
ودعا المحافظ خلال اجتماع أمس ضم المعنيين في المحافظة، إلى تشكيل لجنة تضم في عضويتها ممثلين عن الشركة العامة للصرف الصحي ومجلس مدينة حماة ومديريتي البيئة والصناعة ونقابة الأطباء، مهمتها الكشف على المنشآت الصناعية ومراقبة تشغيل محطات المعالجة الذاتية لمنصرفاتها، وحث أصحاب المنشآت التي لا توجد فيها هذه المحطات على تركيبها فوراً، ما يخفف من مستويات التلوث الناجمة عن منصرفاتها، مع إعطاء مهلة زمنية لها لبيان النتائج خلال الفترة المقبلة، مؤكداً أهمية تكثيف جهود جميع المعنيين لضمان سلامة نهر العاصي الذي يمثل رمزاً سياحياً وبيئياً واقتصادياً لمحافظة حماة.
وقال عضو المكتب التنفيذي بالمحافظة لقطاع الإسكان والمياه المهندس فاضل درويش: إن هناك بعض المنشآت التي ينبغي لها تركيب محطات معالجة ومراقبة تشغيلها على الدوام، ولاسيما أن المحافظة تؤمن احتياجاتها من الوقود، ودعا إلى التركيز على منصرفات المشافي العامة والخاصة نظرا للخطورة التي تشكلها النفايات الطبية على البيئة.
مدير الموارد المائية المهندس أزهر أزهر أكد أنه للحد من تلوث مجرى نهر العاصي، يجب عدم الاكتفاء بمراقبة منصرفات المنشآت الصناعية الواقعة على مسار النهر ضمن الحدود الإدارية للمحافظة، بل يتعين إيجاد آلية مشتركة مع محافظة حمص لضبط المشكلة، لأن المصدر الأول لتلوث النهر يتمثل في منصرفات المنشآت الصناعية الواقعة في محافظة حمص، وخصوصاً التي تصب منصرفاتها في بحيرة قطينة وسد الرستن.
وأكد المجتمعون أهمية التنسيق بين محافظتي حمص وحماة لرفع التلوث عن نهر العاصي واتخاذ الإجراءات والتدابير اللازمة بهذا الصدد، والعمل على ضخ المياه من مديرية الموارد المائية في مجرى النهر ضمن البرامج والفترات الزمنية المعتمدة.