Site icon صحيفة الوطن

حجارة العقارات… دولارات!!

| القنيطرة- خالد خالد

الخشية اليوم أصبحت أن تقاس كل الأمور حسب صرف الدولار، ففي مادة سابقة ذكرنا أن سعر البقرة مليون ليرة ولكن اللوم والعتب أننا ظلمنا تلك الثروة الكبيرة وبأنه حسب سعر صرف الدولار اليوم فإن سعرها قفز إلى مليون ونصف المليون، ويبدو أن العدوى لم تقف عند مادة أو قطاع بعينه، وها هي العقارات في محافظة القنيطرة تقفز إلى أرقام فلكية لم يسبق أن تسجل في محافظة كانت تبدو قبل عامين من أرخص المحافظات السورية بأسعار العقارات من منازل وأراض زراعية ما يجعلنا نضع «العقل بالكف».
أحد المعارف عرض منزله الكائن في منطقة الكوم للبيع ومع البيت أرض مساحتها 1700 م2 وبسعر خيالي وصل إلى 20 مليون ليرة سورية والأمر المثير للدهشة أن الشاري قدم 18 مليوناً، واللافت والمتعارف عليه في المكاتب العقارية أن من يدفع ذلك المبلغ يمكن أن يدفع 20 مليوناً، والبائع يبرر أن مبلغ العشرين مليوناً قبل الأزمة يعادل 2 مليون، أما الأمر الأكثر استغراباً أن عقاراً زراعياً مساحته 1000 م2 بيع بمبلغ 13 مليون ليرة وسعره الراهن لا يتجاوز المليون، والمتعارف عليه أن مدينة البعث كانت من أغلى المناطق بالقنيطرة لتوافر الخدمات واليوم أحد المالكين لمنزل وظيفي في مدينة البعث يطلب عشرة ملايين ليرة لشقة مساحتها 154 م2.
أصحاب المكاتب العقارية الذين يعملون في مهنة «السمسرة» لبيع الأراضي والبيوت يؤكدون أن واقع المحافظة الراهن من حيث توافر الخدمات كالكهرباء والماء والطرق والاتصالات وغيرها من الخدمات الضرورية جعلت منها منطقة مرغوبة، إضافة إلى عامل الأمن والأمان الذي أصبح تشهده القنيطرة في الآونة الأخيرة أكثر رغبة من قبل الراغبين في شراء عقارات والاستقرار على أرض محافظة القنيطرة، عدا قربها من مدينة دمشق وطبيعة المحافظة ذات المناخ المعتدل عدا توافر المياه بشكل دائم لري المزروعات والماشية.
و يبقى الأهم أن المحافظة تعاني غياب مواد البناء وصعوبة وصولها إلى أرض المحافظة ونقصد الرمل والبحص وغيرها من المواد، إضافة إلى ارتفاع أجور اليد العاملة ومواد الإكساء بشكل جنوني نظراً لارتباطها أيضاً بسعر صرف الدولار.
مكتب التوثيق العقاري بمديرية المصالح العقارية أكد توثيق 75 عقداً للبيع بالمحافظة خلال الفترة السابقة وهو مؤشر إيجابي ودليل على تحسن حالات البيع والشراء بعد أن شهدت ركوداً في السنوات السابقة.

Exit mobile version