Site icon صحيفة الوطن

روسيا وقطر اتفقتا على السعي لإيجاد حل سياسي.. البيت الأبيض يريد تقدماً في المحادثات السورية.. وبرلين: لا حل عسكرياً للأزمة

| وكالات

بعد أن طالب البيت الأبيض الأميركي بتقدم في محادثات جنيف السورية، أكدت ألمانيا أن «لا حل عسكرياً للأزمة السورية»، لكنها هاجمت موقف موسكو، واعتبرت أنه «لا يمكن الحفاظ على النظام السوري باستخدام القوة العسكرية فقط»، وطالبت روسيا بالضغط على دمشق «لوقف النزاع».
جاء ذلك على حين أعلنت روسيا أنها اتفقت مع قطر على السعي إلى تحقيق التسوية السياسية في سورية، وإيجاد حل من شأنه الحفاظ على وحدة أراضيها وسيادتها ومؤسسات الدولة، والحيلولة دون انهيارها. من جهته شدد وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير، في حديث لصحيفة «نوي أوسنابروكير تساوتينغ» الألمانية نشر أمس وفق ما نقل الموقع الإلكتروني لقناة «روسيا اليوم»، على أن التسوية في سورية يمكن تحقيقها عن طريق القرار السياسي لا غيره، قائلاً: «إن الحل السياسي فقط قادر على إعادة السلام في سورية». وأشار إلى مشاركة أهم الأطراف الفاعلة في عملية التفاوض التي تعقد بالوساطة الدولية منذ زمن طويل، وهي «الولايات المتحدة وروسيا وتركيا وإيران والسعودية. غير أن ذلك ليس بحد ذاته ضماناً للنجاح لكنه أكثر مما حققناه خلال السنوات الخمس الماضية. وينبغي علينا أن نعكف على ذلك لأننا ليس في وسعنا أن نسمح للحرب والهروب والدمار في سورية أن تستمر لخمس سنوات أخرى».
واعتبر شتاينماير أن «موسكو ليس في مصلحتها انهيار سورية كدولة وتحول البلاد إلى معقل للإرهاب الإسلامي والفوضى والخراب».
وأضاف: «بالطبع، روسيا تهمها مصالحها الخاصة في سورية، غير أن موسكو ترى أنه ليس من مصلحتها تفكك سورية وتحويلها إلى معقل للإرهاب والفوضى»، وفق ما نقل الموقع الإلكتروني لقناة «روسيا اليوم». وأكد الوزير الألماني مجدداً أنه لا حل عسكرياً للأزمة السورية، وأن على موسكو أن تضغط على دمشق من أجل وقف النزاع، لأنها تعلم أنه لا يمكن الحفاظ على سلطة الرئيس السوري بشار الأسد باستخدام القوة العسكرية فقط.
وذكر شتاينماير، أنه حانت الفرصة لـ«كل اللاعبين الأساسيين الفاعلين» – الولايات المتحدة، وروسيا، وتركيا، وإيران، والسعودية من أجل إجراء الحوار بشأن سورية، مضيفاً: أن ذلك قد لا يضمن النجاح، ولكن هذا أفضل مما توصلنا إليه خلال السنوات الـ5 الأخيرة.
من جهته، رأى البيت الأبيض، أن «هجمات حكومة دمشق على المدنيين في سورية جعلت جماعات المعارضة تعزف عن المشاركة في المحادثات السياسية التي تسير بوتيرة أقل مما تريد الولايات المتحدة». وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جوش إرنست للصحفيين، وفق ما نقلت «رويترز» للأنباء: «قادة المعارضة يمتنعون لأسباب مفهومة عن القدوم لطاولة (المفاوضات) مع أشخاص يأمرون في الوقت نفسه بشن هجمات عسكرية على عناصرهم… ولذا لم نشهد تقدما يذكر في هذه المحادثات السياسية كما نود أن نرى».
وقبل ذلك، أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف والذي حضر اللقاء الذي جمع الرئيس فلاديمير بوتين ووزير الخارجية القطري، محمد بن عبد الرحمن يوم الجمعة الفائت، في منتجع سوتشي الروسي أن بوتين وعبد الرحمن، تطرقا خلال لقائهما إلى الأزمة السورية. واعتبر أنه رغم وجود خلافات لكن أهم ما يوحد مواقف البلدين هو السعي إلى تحقيق التسوية السياسية بالذات، وإيجاد حل من شأنه الحفاظ على وحدة أراضي سورية وسيادتها ومؤسسات الدولة، والحيلولة دون انهيار الدولة».
وتابع لافروف، وفق ما نقلت وكالة «رويترز» في تصريح صحفي مشترك مع نظيره القطري: «مهما كان التباين في مواقفنا، فالشيء الأهم الذي يجمعنا هو السعي إلى تحقيق تسوية سياسية تحول دون انهيار الدولة وتحفظ سورية كدولة موحدة الأراضي وذات سيادة تحتفظ بمؤسسات الدولة».
وقال مساعد الرئيس الروسي يوري أوشاكوف تعليقاً على لقاء بوتين مع عبد الرحمن، حسب «رويترز»: «كان هناك اتفاق خاص بشأن هذا اللقاء، وفي 19 نيسان، طلب أمير قطر خلال مكالمة هاتفية مع بوتين أن يستقبل وزير الخارجية القطري الذي يريد أن يبحث مع رئيسنا أفكاراً قطرية جديدة حول التسوية السورية». من جانبه أعلن وزير الخارجية القطري، وفق ما نقل موقع «العربية نت» الإلكتروني، أنه نقل رسالة شفهية من أمير قطر تميم بن حمد إلى الرئيس الروسي، تركز محتواها على تطورات الأوضاع في المنطقة، وبشكل خاص الأزمة السورية والتصعيد الأخير في حلب، وسبل إنقاذ العملية السياسية.
وأضاف عبد الرحمن: إنه بحث مع بوتين السبل الممكنة لإنقاذ العملية السياسية، وإنقاذ المدنيين، وفق الاتفاق الذي تم التوصل إليه في إطار المجموعة الدولية لدعم سورية. وأكد أن بلاده متفقة على ضرورة المحافظة على وحدة الأراضي السورية، وأنه يجب توحيد الجهود لإنهاء الأزمة هناك.

Exit mobile version