| مهند الحسني
كشفت مباريات هذا الموسم، وخاصة دوري الرجال المستوى الحقيقي لبعض اللاعبين، الذين لم يؤهلهم مستواهم الفني حتى للجلوس على دكة البدلاء، فانكشف المستور وظهر جلياً أن بعضهم لا مكان له، حتى في أروقة الدرجة الثانية، وأنهم عبء ثقيل على فرقهم، ولا يمكن الخلاص منهم سوى بإطلاق أيديهم والسماح لهم بالرحيل لأن في رحيلهم حياة، وفي بقائهم موت للنادي وللمواهب الصاعدة، وإذا كان من نعمة وحيدة لاقتراحنا الحالي أنه قد زاد من خبرة إدارات الأندية في التعامل مع هؤلاء اللاعبين، وكشف حقيقة معدن بعض النجوم ممن كانوا يتغنون بالانتماء والمحبة للنادي والإخلاص للقميص، ليظهر أن ألسنتهم تكاد تلامس ركبهم وهم يلهثون وراء المال.
تعاقدات مبكرة
لا نغالي كثيراً إذا قلنا بأن أغلبية التعاقدات التي رأيناها الموسم الفائت لم تكن موفقة باستثناء بعض الأندية التي عملت بهدوء وترو، وانتقت ما يلزمها ضمن رؤية إستراتيجية سليمة واضحة، فكانت نتائجها مثمرة وإيجابية، فيما وجدنا صفقات انتقال لم تكن موفقة أبداً بل بدا واضحاً أنها جرت ضمن إطار روتيني لا أكثر، وهذا الشيء أثر سلباً على نتائج هذه الفرق، لذلك وجدت إدارة نادي الجيش وبعد جمعها لثنائية الدوري والكأس هذا الموسم ضرورة الحفاظ على جوقتها التي تألقت وحققت نتائج مثمرة، وسارعت بعد انتهاء الدوري بأيام قليلة إلى فتح باب التعاقدات وتجديد عقود لاعبيها، الأمر الذي ترك العديد من إشارات الاستفهام في الشارع الرياضي، لكن وكما يقول المثل الشعبي (إذا عرف السبب بطل العجب) حيث علمت «الوطن» أن السبب الرئيسي لإسراع سلة الجيش في تعاقداتها يعود إلى أن بعض الأندية بدأت اتصالاتها من وراء الكواليس مع بعض لاعبي الجيش الذين تألقوا خلال رحلة الفريق الموسم الحالي، أمثال اللاعب رامي مرجانة وحكم العبدالله وطارق الجابي، وغيرهم الذين باتوا ضمن محط أنظار بعض الأندية، الأمر الذي دفعس الإدارة للإسراع في تجديد عقود لاعبيها قاطعة الطريق أمام أي اتصالات وإغراءات مالية، بغية الحفاظ على الفريق بجميع مفاصله في الفترة الحالية على أقل تقدير.
استياء كرماوي
علمت «الوطن» أن الإدارة الكرماوية أبدت استياءها الشديد حيال انتقال لاعبها يامن حيدر إلى صفوف سلة الجيش قبل أيام قليلة، وأكد مصدر مطلع أن عملية الانتقال تمت أثناء تواجد اللاعب في معسكر المنتخب، في السياق نفسه رد مصدر جيشاوي على هذه الاتهامات مشيراً إلى أن إدارته لم تغر أي لاعب، ولم تتحدث مع أحد، عملية التعاقد مع اللاعب يامن حيدر جرت بناء عند رغبته في اللعب لنادي الجيش، وكل ما يقال غير ذلك فهو عار عن الصحة، وختم المصدر حديثه بأن لاعب سلة الوحدة وائل جليلاتي تحدث مع الإدارة من أجل التعاقد مع سلة الجيش بعدما انتهى عقده مع الوحدة هذا الموسم، لكننا لم نتحدث معه بأي شيء رسمي لحين الانتهاء من مشاركة المنتخب في بطولة غرب آسيا.
خلاصة
سلتنا غنية بالمواهب والخبرات القادرة على العطاء لكنها مازالت في زوايا مهملة مبعدة لغايات ومصالح شخصية، والمطلوب كيفية تخديم هذه الخبرات والتعاطي معها وفق منهجية علمية بعيداً عن الارتجال الذي لا يزال عنواناً بارزاً لأسلوب أنديتنا، وهناك لاعبون بمرحلة الشباب قادرون على العطاء وينتظرون الفرصة لإثبات جدارتهم، والأفضل للأندية الكبيرة العمل على هؤلاء اللاعبين ليكونوا بمنزلة اللبنة الأساسية للعبة بدلاً من تعاقدات لا تسمن ولا تغني من جوع.